تحت عنوان "الحروب لا تأتي سوى بالخراب والدمار"، انطلق الكاتب الصحفي الشهير "روبرت فيسك" ليشير إلى العواقب الوخيمة التي تشهدها سوريا في أعقاب الحرب المشتعلة بالبلاد، مؤكدًا أن مخاطر الاعتداءات والهجمات العنيفة التي تقوم بها قوات الرئيس السوري "بشار الأسد" سوف تطيح بمستقبل بلاده وماضيها. وقال فيسك ، في مقاله اليوم الإثنين بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية ، إن سوريا لا تستنزف فقط كل طاقاتها العسكرية أو البشرية فقط فى الحرب بين قوات الحكومة السورية والمتمردين ولكنها تستنزف تراثها الثقافي وتدمير تاريخ امتد بناؤه لعصور طويلة . وتابع "إن الحكومة السورية التي تتباهى بسيطرتها الكاملة على دمشق بعد أسابيع من الدمار والقصف، يجب أن تنظر لتأسف وتندم على قصفها لقلعة الحصن التي لجأ إليها المتمردون ليحتموا بإحدى القلاع الصليبية المجيدة بل وازداد الأمر سوءا لتعم الفوضى لتصبح قلعة الموديق أكواما من الرماد". وأوضح فيسك أن القلاع الصليبية والفسيفساء الرومانية والكنوز الموجودة في دمشق وفي أرجاء سوريا تتعرض كل يوم للسرقة ليتلاشى تاريخ دولة عريقة ويهدم تراثها. وذكر أن الآثار والتراث الديني لم يسلما أيضا من الخراب والتدمير حتي على أيدي السلفيين الموجودين بين صفوف المعارضة ضد نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" والذين لم يترددوا أو يمانعوا من تدمير ضريح "صلاح الدين الأيوبي" وتمزيق غطاء من الحرير الأخضر كان في يوم ما في يد القيصر "وليام" ولم يترددوا في هدم الضريح الذي يحوي جثمان "يوحنا المعمدان" بجوار أحد المساجد الأموية المبنية على الهواء. وقال الكاتب الصحفي الشهير إن مشكلة كافة الأنظمة الاستبدادية المتواجدة في الشرق الأوسط وأيضا لا ننسى الحكام الذين لا يتمتعون بالديمقراطية الحقيقية في منطقة الخليج هو أنهم يصرون على كتابة أسمائهم في تاريخ بلادهم حتى وإن كان تاريخا غير مشرف ويسئ إليهم. وانتهي فيسك في مقاله ليقول إنه مهما كان الفائز في هذه الحرب الطائفية فإن تراث سوريا سيصبح ملكا لأبنائها في المستقبل.