بدأت التكهنات فى تونس لمرحلة ما بعد الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، الذى وافته المنية الخميس الماضى، وودعه الشعب التونسى وعدد كبير من القادة وممثلى الحكومات الأجنبية السبت الماضى، فى جنازة رسمية وشعبية مهيبة. من المقرر أن تقام الانتخابات الرئاسية التونسية يوم 15 سبتمبر المقبل، وسوف يتم الإعلان عن الإجراءات المنظمة لتلك الانتخابات قريباً، وسط ترقب حذر فى الأوساط السياسية والحزبية التونسية فى تلك المرحلة الحرجة، التى يقودها حالياً محمد الناصر، بوصفه الرئيس المؤقت للبلاد، بعد أن أدى اليمين الدستورية، وينص الدستور على أن يتولى رئيس مجلس النواب قيادة البلاد لفترة تتراوح بين 45 و90 يوماً، فى حالة «الشغور الرئاسى». وفى هذا الإطار، أشارت تقارير صحفية تونسية وعربية وأجنبية إلى أبرز المرشحين لخلافة الرئيس الراحل فى قيادة تونس، والتحالفات السياسية المتوقعة خلال الفترة المقبلة. ويقف حزب «نداء تونس»، الحزب الحاكم فى البلاد، بوصفه أبرز الأحزاب المرشحة لطرح مرشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بوصفها الفرصة الأخيرة أمام الحزب الذى كان يرأسه الراحل السبسى، بعد الانشقاقات والأزمات التى لاحقته مؤخراً. ويعتبر حافظ السبسى، نجل الرئيس التونسى الراحل، أحد أبرز المرشحين لتمثيل الحزب الحاكم فى الانتخابات الرئاسية، كونه أحد أبرز القيادات الحزبية، وكونه يعتمد على «إرث» أبيه الواسع فى الحياة السياسية والحزبية التونسية. ولا تقف حركة «النهضة» الإخوانية بعيداً عن الصورة، فى ظل التصريحات التى أدلى بها زعيم الحركة راشد الغنوشى منذ فترة، وأكد فيها أن رغبة الإخوان فى إقحام مرشح «نادر» للسباق الرئاسى المقبل، وكان ذلك قبل وفاة السبسى بعدة أشهر. وكانت شكوك واسعة النطاق قد أحاطت بانشقاق رئيس الوزراء الحالى يوسف الشاهد عن حزب «نداء تونس»، وتشكيله حزباً آخر هو «تحيا تونس»، الذى تم تدشينه مطلع العام الجارى. وأشارت مصادر تونسية مطلعة إلى العلاقة الوطيدة بين الشاهد وحركة النهضة الإخوانية، التى تدعم الحكومة التونسية بقوة، ورفضت جميع الانتقادات الموجهة إليها، ما أثار التكهنات حول كون «الشاهد» هو المرشح «الخفى» للحركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويمكن أن يكون الشاهد مرشحاً ثنائياً لحزب «تحيا تونس»، وحركة النهضة الإخوانية، فى ظل صعوبة قيام الإخوان بتقديم مرشح مباشر، فى ظل الرفض الشعبى الواسع للجماعة المتورطة فى دعم الإرهاب. وتوقعت مصادر تونسية أن يكون وزير الدفاع الحالى عبدالكريم الزبيدى، فرس الرهان فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، كونه يحظى باحترام جميع الأطياف السياسية والحزبية، ما يمكن أن يجعله مرشحاً توافقياً فى تلك المرحلة. وقال الكاتب والمحلل السياسى التونسى، عبدالجليل بوقرة، إن هناك إجماعاً حول الزبيدى فى تونس باعتباره رجل أزمة ورجل دولة حقيقياً بتأمينه للبلاد، عن طريق المؤسسة العسكرية وتحقيقه نجاحات فى محاربة الإرهاب. ولا تخلو قائمة المرشحين لخوض السباق الانتخابى الرئاسى من بعض المفاجآت، وعلى رأسها بعض رجال الأعمال، ومن بينهم سفيان بن ناصر، المنتمى لحزب «نداء تونس»، وعضو مجلس النواب، ورئيس نادى النجم الساحلى. كما يظهر على الساحة الرئيس التونسى السابق منصف المرزوقى، ورجل الأعمال الشهير نبيل القروى، رئيس قناة «نسمة» الفضائية، الذى يتمتع بعلاقات قوية مع الطبقة الفقيرة فى تونس، إضافة إلى احتمالية ظهور العنصر النسائى للمرة الأولى فى الانتخابات الرئاسية التونسية، والممثل فى ليلى الهمامى، أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية، والناشطة التى تحظى بتقدير واسع فى الأوساط السياسية والشعبية التونسية.