«السبسى» يغردمنفردا فى سباق الرئاسة التونسية

تستعد تونس اليوم الأحد 23 نوفمبر لإجراء أول انتخابات رئاسية حرة منذ اندلاع ثورتها المعروفة بثورة الياسمين عام 2011 وهى خطوة مهمة نحو إرساء ديمقراطية مستقرة بعد أربع سنوات من عدم الاستقرار.
ينطلق السياسى المخضرم «الباجى قائد السبسى» زعيم حزب نداء تونس بحظوظ وافرة للفوز بالانتخابات الرئاسية بعد انتصار حزبه فى الانتخابات التشريعية خاصة بعد قرار انسحاب بعض المرشحين من السباق الرئاسى.
ويعتبر السبسى المرشح الأفضل للرئاسة خاصة أنه شخصية يراه الكثير من المراقبين قادرًا على لم شمل جميع التونسيين وضمان الاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى والأمنى فضلا عن أنه لديه من «الحنكة» و «الخبرة السياسية» ما يساعد على التعامل مع الأوضاع الراهنة خاصة فيما يتعلق بالمساعدة على ضمان استقرار ليبيا وإعادة تونس إلى الساحة الإقليمية والدولية.
وقد شغل المرشح للرئاسة السبسى عدة مناصب مهمة مع كل الرؤساء السابقين وأسس حزبه الجديد (نداء تونس) قبل عامين لمنافسة النهضة التى حققت فوزا كاسحا فى أول انتخابات حرة فى أكتوبر 2011 وساهم فى الضغط على حكومتها للاستقالة العام الماضى.
وتولى السبسى (88 عاما) منصب رئيس الوزراء بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على أثر انتفاضة شعبية فى 2011 قبل أن يسلم الحكم لائتلاف تقوده حركة النهضة الإسلامية وشارك فيه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات.
ومن أبرز المنافسين للسبسى فى السباق نحو قصر قرطاج الرئيس الحالى محمد منصف المرزوقى وإن كان فرص نجاحه فى الانتخابات الرئاسية محدودة خاصة بعد أن قاد حملة انتخابية فاشلة عمقت عزلته السياسية والشعبية حتى إن اجتماعاته باتت لا يحضرها سوى قواعد النهضة وميليشياتها وعدد من السلفيين.
ويقول المتابعون للشأن التونسى إن حركة النهضة التى لم تحظ بالفوز فى الانتخابات البرلمانية تحاول أن تنقذ نفسها من خلال دعمها الوهمى والإعلامى لحزب نداء تونس الأمر الذى فسره السياسيون بأن النهضة تحاول إرضاء نداء تونس من أجل تواجدها فى الحكومة المقبلة ولذلك تم التخلى عن دعم المرزوقى.
وفى الوقت ذاته تروج حركة النهضة الإسلامية بشكل غير مباشر لمخاوف من عودة حكم الحزب الواحد والهيمنة على الإدارة ومؤسسات الدولة، وذلك بالرغم من أن حزب نداء تونس صاحب الاغلبية فى مجلس النواب القادم والذى سيتولى مهمة تشكيل الحكومة المقبلة يقلل من شأن المخاوف يؤكد مواصلته لنهج سياسه الحوار والتوافق وأنه سيحمى الحريات لجميع التونسيين ولن يحكم بمفرده وإنما سيحكم بمشاركة العائلة الديمقراطية.
ويرى بعض المراقبين أن المرحلة المقبلة فى تونس «حزبية بامتياز» مشيرين إلى أن حظوظ أغلبية المستقلين تكاد تكون معدومة فى ظل وجود عدد كبير من المرشحين المخضرمين الذين يمتلكون ماكينة حزبية وإعلامية كبيرة.
يذكر أن هناك عددًا من المرشحين المستقلين أعنلوا انسحابهم من السباق الرئاسى ومنهم مصطفى كمال النابلى ونور الدين حشاد، فضلا عن المرشح المستقل حمودة بن سلامة وبذلك يبلغ عدد المرشحين المنسحبين من السباق الرئاسى حتى الآن أربعة مرشحين، فى وقت تتباين فيه الحظوظ بين المرشحين ال 23 المتبقين، مبررين هذا الأمر بتزايد تأثير المال السياسى والاستقطاب الثنائى فى الحملة الانتخابية.