رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن المناخ العام في مصر لا يبدو متفائلا بشكل كبير بل يسيطر على المصريين حالة من الاستياء والإحباط فى العديد من النواحى. ورأت الصحيفة أن أكثر ما يعزز هذا الشعور مؤخرا هو اختيار "هشام قنديل" لمنصب رئيس الوزراء الجديد وإسناد مهمة تشكيل حكومة وحدة وطنية إليه وسط اقتصاد على حافة الهاوية ومجلس عسكري يدير البلاد ويسيطر على الحكومة من وراء الكواليس. وقالت الصحيفة إن الشعب المصري يعيش حالة من الجدل والتساؤلات في القطارات والمقاهي والشوارع العامة حول ماهية "هشام قنديل" وقوة شخصيته وخبراته السياسية والعملية والذي تولى منصب رئيس الحكومة الجديدة من قبل أول رئيس مدني منتخب "محمد مرسي" مرددين "من هو هذا الرجل؟...وهل هو قوي بما يكفي لإخراجنا من هذا المأزق؟" وذكرت الصحيفة أن "قنديل" لم يكن الشخص الذي يبهر الشعب المصري ولم يصل إلى درجة "المُلهِم" فمع محاولة الدولة لكسر قبضة حكم العسكر التي دامت لأكثر من ستة عقود متتالية، فإن المصريين يأملون في حكومة متتماسكة لمواجهة العقبات الإقتصادية والسياسية التي تصاعدت منذ الإطاحة بالرئيس المستبد "حسني مبارك" جراء ثورة العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن "قنديل"، خبير في مجال الري ومهندس تلقى درجاته التعليمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والذي عمل وزيرا للري في الحكومة المنتهية ولاياتها، محفوف بالكثير من الألغاز فضلا عن سجله ومسيرته السياسية الغامضة، مؤكدة أنه شخصية بيروقراطية لم تقع لاختبار حقيقي في الشئون الوزارية ولكن المثير للقلق أنه ظهر نجمه في وقت حساس في عملية الانتقال إلى الديمقراطية. وتابعت الصحيفة لتقول إن المصريين الذين يشكون من تاريخ طويل من الفساد الحكومي يشكون حول مدى قدرة "قنديل" وعزيمته وما إذا كان يملك الغرائز السياسية لمقاومة ومكافحة بقايا النظام القديم "الفلول"، فمصر الآن في حاجة إلى رجل حكيم وقوي يكون صارما وحازما في تصرفاته وأقواله. ومن جانبه، قال أحمد الصاوي، 67 عاما وصاحب جراج خاص، "إن قنديل كان وزيرا للمياه، إنه قد يكون جيدا في مجاله لكن لا يمكن وضعه في حالة تحتم عليه إصلاح الأزمات الإقتصادية والسياسية." وبالرغم من فرحة الشعب المصري بوفاء الرئيس "مرسي" في وعده بالإتيان بشخصية وطنية مستقلة لا تنتمي إلى حزب الحرية والعدالة، إلا أن الشعب المصري شعر بحالة من الاستياء لاختيار رئيس الوزراء من الحكومة المدعومة من الجيش والتي حظت بازدراء الكثير من المصريين. وانتهت الصحيفة لتقول إن الرئيس "مرسي" لم ينظر إلى شخصية رفيعة المستوى لمنصب رئيس الوزراء مثل "محمد البرادعي" الحائز على جائزة نوبل وأحد أعضاء المعارضة العلمانية لأنه قد يعوق طموحات مرسي السياسية ويتحدى برنامجه "مشروع النهضة" الذي يسعى الرئيس في تطبيقه على أرض الواقع دون عقبات من الحكومة.