رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن أول التحديات التي سيواجهها رئيس الوزراء الجديد "هشام قنديل" المكلف من قبل الرئيس المصري "محمد مرسي" بتشكيل الحكومة تقبع في الوزارات السيادية التي تتلاهف عليها كافة التيارات السياسية لاسيما فيما يتعلق بالجيش والاستخبارات والداخلية. وتحت عنوان "الصراع على السلطة مستمر بين الرئيس والجيش"، قالت الصحيفة إنه من المرجح أن يعقد الرئيس "مرسي" ورئيس حكومته الجديدة "قنديل" محادثات مع مجموعة من جنرالات الجيش لتسمية بعض الشخصيات التي يتم الاتفاق عليها ليشغلوا المناصب العسكرية والمتمثلة في وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات المصرية بالإضافة إلى وزارة الداخلية لمنع تصادم جديد بين الرئيس والجيش في محاولة لتسيير الأمور في مصر. وأوضحت الصحيفة أن "هشام قنديل"، وهو أحد الشخصيات البيروقراطية غير المعروفة والذي شغل منصب وزير الري والموارد المائية في الحكومة المنتهية ولايتها، يتعرض لضغوط شديدة من كافة التيارات السياسية وبالتحديد من العلمانيين والمسيحيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يهيمن عليها الإسلاميون وتمثل كل القوى الحزبية في مصر. وذكرت الصحيفة أن مهمة "قنديل" لن تكون سهلة في ظل معاناة البلاد من مشاكل اقتصادية عميقة وانقسامات سياسية بين طوائف الشعب المصري وانعدام الثقة فضلا عن سلطات الجيش الواسعة وقبضته المحكمة على زمام الأمور في مصر وسيطرته على السلطة التشريعية وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية. وأشارت الصحيفة إلى أن مدى قوة "قنديل" ستظهر في حكومة الوحدة الوطنية التي يسعى لتشكيلها ومدى قدرتها على تسوية النزاعات السياسية وسدة فجوة البطالة المتصاعدة باستمرار والعمل على رفع الأجور والحد من التضخم الاقتصادي. وقالت الصحيفة إن صعود "قنديل" إلى هذا المنصب كان بمثابة مفاجأة كبيرة للكثيرين بعد أن تواردت الأنباء عن التقاء الرئيس "مرسي" بقنديل في قصر الرئاسة يوم الأحد الماضي لكن تم استبعاده من قبل العديد من المراقبين لصغر سنه وافتقاره إلى الخبرة السياسية. وانتهت الصحيفة لتقول إن اختيار "قنديل" أتى بعد أسابيع من الجدل والشك حول ما إذا كان رئيس الحكومة شخصية رفيعة المستوى، مع تصاعد النزاع بين الإسلاميين والليبراليين لاعتلاء مناصب وزارية مهمة.