رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن اختيار "هشام قنديل" رئيسًا لأول حكومة مدنية جديدة في عهد أول رئيس مدني "محمد مرسي" بمثابة تذكرة مريرة بأن الثورة المصرية لم تنته بعد، مشيرة إلى أن هذا الاختيار يؤكد مخاوف المصريين ويضاعف قلقهم حول ماهية الرئيس الجديد مرسى واختياراته. وقالت الصحيفة إن أول رئيس مدني منتخب بشكل ديمقراطي "الدكتور محمد مرسي" وصل إلى أدنى التوقعات وأسوأها، مؤكدة أن اختياره "هشام قنديل" ليكون أصغر رئيس وزراء مر على تاريخ المصريين وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة يحقق الشكوك المتناثرة حول الرئيس بأنه يفتقر أيضا إلى الخيال الواسع والإدراك الحكيم بالرغم من خبراته السابقة كبرلماني وكادر سياسى في جماعة الإخوان المسلمين الأقوى والأكثر تنظيما في مصر. وأوضحت الصحيفة أن الأسوأ في هذا السيناريو هو عدم قدرة الرئيس في الخروج من العصر المظلم ولم يمتلك الشجاعة الكافية ليحقق خروجا نظيفا بالثورة من المؤسسة القديمة بل ليأتي برئيس الحكومة الجديدة من الحكومة المنتهية ولاياتها والتي حظت بتصويت عدم الثقة من حزب الحرية والعدالة والتي عينت من قبل المجلس العسكري الذي اغتصب من الرئيس والشعب الكثير من صلاحياتهم. وأشارت الصحيفة إلى ضعف الكيان الرئاسي الذي أتي بعد أسابيع من المشاورات بشخصية غير مرموقة بكونه أفضل ما توصلوا إليه ليقود أول حكومة ثورية في مصر، مع وجود بعض الفئات من الجيش والشرطة على كراسيهم تؤكد أن الثورة بعيدة عن الاكتمال وناقصة حتى الآن. ولفتت الصحيفة إلى المميزات التي رآها مؤيدي الرئيس في اختياره لقنديل على أنه أصغر رئيس وزراء تولى هذا المنصب فضلا عن لحيته الخفيفة مثيرا شكوك البعض حول كون "قنديل" أخًا في الجماعة ونسوا أن الاتجاه السائد في مصر منذ فترة ما بعد الثورة هو "أيدلوجية الإخوان" في الإتيان بالإسلاميين المحافظين أصحاب اللحى الخفيفة في المناصب الرفيعة. وتابعت الصحيفة لتقول إن المشير حسين طنطاوي هو الحاكم الفعلي للبلاد منذ الإطاحة بمبارك لكن من وراء الكواليس وأن "قنديل" لن يكون صاحب الكلمة الأولى في البلاد وأن كلمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ستكون هي المسموعة فعلى سبيل المثال سيختار الجيش بنفسه الشخص الذي سيشغل منصب وزير الدفاع ورئيس المخابرات المصرية. ولكن الصحيفة قالت إن "قنديل" قد ينجح قنديل في مهمته إذا صدق في اختياره لأفراد حكومته على أساس الكفائه لتكون حكومة تكنوقراط تعمل لتطبيق مشروع النهضة.
