العمدة صلاح السعدنى واحد من المهمومين دائماً بالوطن، لديه رؤية واضحة حول بلده، ورغم ذلك يرى أن الفن هو مرآة واضحة لهذا المجتمع والوسيلة لإصلاحه، لذلك يطل علينا كل عام بمسلسل يشرح وجهة نظره فى إطار اجتماعى وهو ما قدمه من خلال شخصيات العمدة سليمان غانم وحسن أرابيسك وجمال وهدان وغيرها من الشخصيات التى سطرت اسمه من نور فى تاريخ الدراما، ويشارك هذا العام بدور سيد الدقاق، ضمن أحداث مسلسل «إخوة أعداء» المأخوذ عن رواية ديستوفسكى «الإخوة كرامزوف»، ورغم أن أحداث العمل اجتماعية إلا أنها لم تبعد عن السياسة التى تسيطر على الوضع فى مصر الآن، سألناه عن سبب اختياره للرواية ورؤيته لأعمال رمضان، وتعليقه على الأحداث فقال.. * بداية.. ما الجديد الذى تقدمه من خلال مسلسلك «الإخوة أعداء»؟ - رواية الإخوة كرامزوف التى كتبها فيودور ديستوفسكى من أهم الروايات التى قدمت فى الأدب العالمى وهى استكمال لأعماله المهمة، وهذه الرواية بما تحمله من تفاصيل اجتماعية إلا أنها تحوى فى طياتها معالجتها صورة متكاملة للمجتمع المصرى بكل تفاصيله وهو ما أعجبنى فى الرواية، وفى الأساس كنت قدمتها على مسرح الجامعة مع عادل وفؤاد المهندس، ومن شدة إعجابى بها ظلت عالقة فى ذهنى، وكنت أنوى تقديمها فى فيلم سينمائى من تأليف أحمد عبدالله قبل عامين من الآن وبالفعل كتب من السيناريو 10 ورقات من إنتاج محمد السبكى، لكنى فوجئت بها كسيناريو مسلسل من تأليف شريف حلمى فشعرت بأنها قدرى ووجدت حلماً ظللت أتمناه 50 عاماً، ووجدت أنها تتناول تفاصيل حياتية للمجتمع المصرى، فقررت تجسيدها. * شخصية سيد الدقاق شخصية مزواجة وهو ما قدمته من قبل.. ما الجديد الذى تضيفه لصلاح السعدنى؟ - رغم الشخصيات الكثيرة التى قدمتها فى حياتى، إلا أننى لأول مرة أقدم شخصية مجردة من المشاعر، بهذا الشكل، فتفاصيل سيد الدقاق يمكن أن نقول إنها مجموعة من الشخصيات المدمجة مع بعضها، فهو رجل مزواج معقد لا يهمه أبناءه أو أهله، كل ما يهمه نفسه وجمعه للمال الحرام، بأى طريقة كانت، وأعتقد أن شخصية سيد الدقاق ستكون إضافة كبيرة لمشوارى الفنى واستكمالاً لتاريخ العمدة وأرابيسك، وأعتقد أن الجمهور سيتفاعل مع الشخصية لأنه سيجد فيها نموذجاً أصبح موجوداً بشكل كبير وهو الأب الذى يتحول بدوره من جامع لأبنائه وحمايتهم إلى رجل قاس يبيع نفسه ويتاجر فى المنتجات الرديئة وهو يعلم أنها ستكون سبباً فى نشر الأمراض والأوبئة ومع ذلك يفكر فقط كيف يعيش بهذا المال لغرائزه الدنيئة. * ولكن المسلسل من خلال عرضه هناك تفاصيل كثيرة تم تغييرها عن الرواية الأصلية.. فهل هذا مقصود؟ - تمت إضافة تفاصيل معينة لزيادة الأحداث، فالرواية عبارة عن ثلاثة أبناء وأب وكل واحد منه هو محور الحدث، لكن فى المسلسل شخصية الأب هى محور الأحداث ولديه 5 أبناء، وكل منهم لديه دور أساسى يصل إلى عقد المسلسل، أيضاً فى الرواية الأصلية يقتل الأب على يد أحد أبنائه، لكن فى المسلسل يشترك الخمسة أبناء فى قتل الأب، بل ولأنه شخصية يكرهها الجميع يعرض المسلسل كيف شارك كل من يعرف هذا الرجل فى مقتله، أيضاً حذف المؤلف جزء الإلحاد الأوروبى وعرض ما حدث فى مصر فى 2009 من سيطرة التجارة الصينية بشكل كبير. * كيف ترى العمل مع المخرج محمد النقلى؟ - النقلى من الشخصيات المريحة فى العمل فقد قدمت معه العديد من الأعمال كان آخرها الباطنية والإخوة أعداء وهو من المخرجين الديمقراطيين وعادة أنا كفنان أتعامل مع دورى فقط بعيداً عن التدخل فى شغل غيرى وهو ما يوفره لى النقلى لأننى واثق من مستوى العمل الذى سيخرج فى النهاية، أيضاً هو يتعب على عمله ويحاول أن يهتم بأدق التفاصيل فى الشخصيات، بالإضافة إلى أن المسلسلات التى قدمتها معه من أنجح الأعمال التى قدمتها فى حياتى لذلك فهو مخرج أسعد بالعمل معه. * ما سبب اهتمامك بإعادة السيناريوهات السينمائية درامياً؟ - أنا لا أسعى وراء تقديم موضوعات قديمة، بل على العكس من الممكن أن يقدم أكثر من عمل بشكل مختلف أنا يعجبنى السيناريو والدور وأقدمه وأنا قدمت أول مسلسل فى حياتى الفنية باسم لا تطفئ الشمس مأخوذ عن فيلم من إخراج صلاح أبوسيف وبطولة فاتن حمامة وأيضاً قدمت مسلسل الباطنية وسبق وتم تقديمه كفيلم وهذا العام أقدم مسلسل الإخوة أعداء، وسبق وقدمه الراحل يحيى شاهين ومجموعة من كبار الفنانين فى فيلم «الإخوة الأعداء» وهذا لا يدل على عدم وجود سيناريوهات تعرض علىّ بل على العكس لدينا مجموعة كبيرة من المبدعين فى مصر وعلى مدى أجيال مختلفة، لكن السيناريو الجيد يفرض نفسه. * كيف ترى عودة الكبار للدراما هذا العام؟ - أراه حفاظاً على مستوى الفن المصرى، وإثباتاً أن مصر البلد الأول للدراما رغم المنافسة، وهذا العام يشهد نجوماً كباراً ومن المؤكد أن وجودهم جيد وكلنا نجتهد ومن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر وعودة عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وغيرهما مفيد وأيضاً الشباب أناسعيد بعودة شباب السينما للدراما وأعتقد أن الدراما هذا العام إثبات أن مصر قادرة على الإنتاج القوى حتى فى ظل الأحداث السياسية الحالية. * وكيف ترى منافسة الدراما التركية للمسلسلات المصرية؟ - سبب نجاح المسلسلات التركية بعيد عن فشل المسلسلات المصرية، لكن السبب الرئيسى هو أن المجتمع المصرى أصبح يستمتع بهذه النوعية من الأعمال الطويلة ليبتعد نوعاً ما عن السياسية، والدليل هو وجود إنتاج عال جداً هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية وهذا دليل على أن مصر أساس الدراما، وأعتقد أن هناك سبباً آخر من أسباب نجاحها هو المشاهد الرومانسية فهى تتناول أحداثاً رومانسية كثيرة ينسى المجتمع نفسه معها أيضاً المناظر الجميلة التى تعتمد عليها فى التصوير وهو ما يتيح لها فرصة فى المشاهدة والتسويق، بالإضافة إلى أن أسعارها فى التسويق أرخص بكثير من أسعار المسلسلات المصرية ولذلك فنجاحها مؤقت مقارنة بالمصرية. * كيف تقيم الوضع فى مصر الآن؟ - أنا أرى أن مصر فى طريق أفضل بكثير فنحن الآن ننتخب بشكل حقيقى وفكرة وجود انتخابات شرعية أصبحت موجودة، ولابد أن نتقبل النتيجة أياً كانت وحقيقى هناك لخبطة دستورية وقانونية هذه الأيام، وهذا طبيعى بعد الثورات أن تكون أول تجربة بهذا الشكل ونرجو من الله أن تكلل بالنجاح والشعب لابد أن يتعلم فلن نصبح شعباً ديمقراطياً بين ليلة وضحاها بهذه السهولة، وحالة الهرج التى نعيشها لابد أن نستوعبها وإذا مصر أصبحت دولة ديمقراطية خلال 5 سنوات أو عشر سنوات فستصبح مصر مجتمعاً حقيقياً يقوم على نظام العدل والقانون والدستور وأن مصر ستنطلق فى طريقها بشكل جيد لأن مصر تمتلك كل الإمكانيات التى تؤهلها لتتبوأ مكانة عالية جداً وأنا أدعو للتفاؤل ولكن مع العمل الجاد والخوف على البلد والحرص على مصالحنا العليا والبعد عن نبذ الخلافات والصراعات لأنه لا فائدة منها إلا الانقسامات والتراجع فى كل المجالات. * هل ترى أن الحكم الإسلامى سكيون له تأثير سلبى على الفن؟ - لا أعتقد ذلك لأن مصر بلد مبدع، والله أرادها كذلك وهى مليئة بالمبدعين والمسألة ليست فى الفن فقط لكنه فى الإبداع فالعلم والدين إبداع، وكل ذلك من مفردات الشعب المصرى فهو شعب فرعونى وأول من اكتشفوا وحدانية الله وهو شعب متدين بطبعه ولا خوف على مصر فى ذلك ولا أعتقد أن الإخوان يفكرون مجرد تفكير فى إهانة الفن. * وهل ستعيد تجربة البرامج مرة أخرى؟ - أنا لا أخطط للمستقبل أنا أنتظر العمل الجيد الذى يعرض على وأجهز بعد رمضان لمشروع آخر وهو «شرق النخيل» عن رواية بهاء طاهر وسيناريو وحوار مصطفى إبراهيم. * كيف تقضى شهر رمضان الكريم؟ - أول يوم رمضان كان يوماً مميزاً لأننى اجتمعت بعائلتى بعد وفاة شقيقى الأكبر محمود السعدنى واجتمعت بأحفادى وأسرتى.