حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الرئيس المصري محمد مرسي من مغبة أهمال مطالب عمال مدينة المحلة، خاصة أن تلك المدينة هي من زرعت بذور الثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك قبل سنوات من ثورة 25 يناير التي أطاحت به في نهاية الأمر، مشيرة إلى أن المحلة تغلي حاليا تحت وقع الاحتجاجات العمالية. وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات في مدينة المحلة قبل أربع سنوات، زرعت بذور الثورة التي أطاحت في نهاية المطاف بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وهي اليوم تغلي مرة أخرى، حيث دخل إضرب عشرات الآلاف من عمال الغزل والنسيج الأسبوع الثاني من الإضراب الاحد، مما يشكل اختبارا مبكرا للرئيس الجديد محمد مرسي. وأضافت إن انتشار الاضطرابات العمالية في واحدة من أهم صناعات مصر التصديرية في وقت تتأرجح البلاد على حافة أزمة أقتصادية خانقة يشير إلى أن التوقعات التي ارتفعت من قبل الثورة العام الماضي ظلت غير محققة حتى الآن، وكيف أن الإحباط قد تفاقم وتحول إلى اضطرابات تهدد بمزيد من العواقب الوخيمة على الاقتصاد. ونقلت الصحيفة عن أحد المحتجين ويدعى حمدي النشابي (60) قوله :" "المحلة روح الثورة .. لكن الآن الثورة حدثت والمصريين اكتسبوا حقوقهم.. ونسوا معاناة المحلة .. الثورة نسيتنا". وأوضحت إن الالاف العمال لديهم العديد من المطالب على رأسها الحصول على حصة من أرباح الشركة المملوكة للدولة، وتحسين الرعاية الصحية، وصفقات التقاعد، زيادة الأجور من 700 إلى 1000 جنيه، وإقالة الرئيس التنفيذي للشركة. وأشارت إن الاضرابات انتشرت في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع التي تلت ثورة 2011 ، حتى وصل الاقتصاد إلى مستوى متدهور، وفي حين أن الاضطرابات التي انتشرت العام الماضي خفت بشكل كبير، فإن إضراب 22 الف عامل ينذر بثورة جديدة يقودها العمال. إلا أن الصحيفة استدركت بالقول إن مثل هذا الكلام قد يكون سابقا لأوانه، ولكن من الصعب تجاهل رمزية هذا الاضطرابات الجديدة في المحلة، فمن هذه المدينة هدمت وأحرقت صورة كبيرة لمبارك منذ أربع سنوات، احتجاجا على تدني الأجور وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانتشرت إلى إضراب عام على الصعيد الوطني داعيا إلى "الحرية والكرامة" ووضع حد لفساد المسؤولين ورجال الشرطة، الإضراب أوحت للحركة الشبابية الوطنية التي أصبحت في نهاية المطاف قوة رئيسية في ثورة 2011.