وصفت مجلة الإيكومنست" البريطانية الانتخابات البرلمانية المصرية المقررة الأحد القادم بأنها تخدم الحزب الحاكم علي حساب قضية الديمقراطية ربما أكثر من أي انتخابات سابقة. وأشارت المجلة في تقرير لها اليوم الجمعة تحت عنوان "مهزلة أخرى في الانتخابات المصرية" أن الانتخابات المصرية تميل إلى إنتاج أغلبيتين حاكمتين أولهما الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يسيطر على ثلثي مقاعد البرلمان منذ إنشائه في عام 1978 ، والأغلبية الثانية التي تفرزها الانتخابات وتتمثل في الطبقة الإجتماعية الحاكمة التي تزداد ابتعادا عن الطبقة الكادحة. وقال التقرير : أن الحزب الحاكم يسعى للحصول على 400 من أصل 508 مقعدا في البرلمان وان نسبة الإقبال والمشاركة في الانتخابات لن تتجاوز 25% من الناخبين الذين شاركوا في انتخابات 2005. وأشارت المجلة إلى بعض الممارسات التي تشهدها الانتخابات المصرية وتوقعت أن لاتقل الانتخابات الحالية في أحداثها الدرامية عن الانتخابات السابقة ، فضلا عن اندلاع الاشتباكات بين المرشحين المتنافسين داخل الحزب الوطني واستخدام البلطجة والاشتباكات المستمرة بين مرشحي الوطني وجماعة " الاخوان المسلمين" والاشتباكات بين المنتمين للجماعة والشرطة والتي أدت إلى مقتل 3اشخاص على الاقل واعتقال 1300 من أعضائها إضافة إلى استبعاد بعض مرشحيها وتمزيق ملصقات مرشحيها. واستبعدالتقرير تكرار ما حدث في انتخابات 2005 التي إستطاع مرشحي الإخوان خلالها الحصول على عدد كبير من المقاعد، واوضح ان الحزب الوطني اتخذ هذه المرة جميع احتياطاته وإجراءاته القانونية وغير القانونية لمنع الإخوان من الوصول مرة أخرى إلى البرلمان عن واتهم التقرير ان اللجنة العليا للانتخابات بالفشل في أول اختبار مبكر لحيادها ، واكد انها لم تقم بتسجيل الجمعيات المدنية الراغبة في مراقبة الانتخابات ومنع دخول الكاميرات للجان التصويت وأشارت المجلة إلى حرص الحكومة المصرية على تقليص تواجد الاخوان في البرلمان واقتصاره على 30 مقعدا ، مقابل 88 في البرلمان المنتهية ولايته . وتابعت إن الكثير من المصريين يرون ان سبب هوس الحزب الحاكم بهذه الانتخابات يكمن في تسهيل انتقال الحكم بسهولة إلى جمال نجل الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية العام القادم ، أوضحت المجلة ان البرلمان له دور كبير في فرز المرشحين لإنتخابات الرئاسة وان الحزب يحاول السيطرة على البرلمان ليؤمن طريق الرئاسة إلى الرئيس مبارك مجددا إذا ما ترشح لفترة سادسة، أو في تسهيل وصول نجله جمال إلى الحكم. واشار التقرير إلى ان النتائج شبة المحسومة للحزب الحاكم قد تعزز احساس اللامبالاة في الشعب المصري أو ان تنتج إحساس بالصدمة لدى المواطنين اللذين قد ينفذ صبرهم فيطالبون باصلاح شامل للبلاد في الوقت الذي تشهد فيه الحكومة المصرية دعوات للاصلاح من جانب حلفائها بالخارج وخاصة أمريكا .