ذكرت مجلة "الإيكومنست" البريطانية أن الديمقراطية الحقيقية مازالت نادرة في العالم العربي رغم الموجة الأخيرة من الانتخابات التي شهدها عدد من الدول العربية مؤخرًا. وأضافت "الخريف الحالي يعد موسماً للديمقراطية العربية أو على الأقل يبدو كذلك، فالبحرين ومصر والأردن شهدت انتخابات عامة صاخبة، والساسة العراقيون يقتربون من توزيع المقاعد الوزارية عقب انتخابات مارس الماضي، إلا انه لا يوجد من هذه الانتخابات ما يبشر بوجود تغيير حقيقي نحو الديمقراطية" . وأوضحت ان انتخابات مصر المعيبة التي دفع فيها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أغلبيته البرلمانية من 75 ٪ إلى 95 ٪ في الجولة الاولى من التصويت، هو مثال على ذلك، مشيرة إلى ما نشرته صحيفة" الاخبار" اللبنانية "أن التقدم الوحيد الذي تشهده العملية الانتخابية كان الارتفاع في قيمة صوت الناخب المصري من جنيه إلى عدة مئات ". وتابعت: "أن مهارة المستبدين العرب هو ما ساعدهم في الحفاظ على مقاعدهم حتى الآن ، مما جعل الشعوب تنظر إلى الحكم الاستبدادي كأنه حقيقة من حقائق الحياة". وأضافت أنه حتى الانتخابات التي جرت على مدى السنوات القليلة الماضية في أماكن متنوعة مثل الجزائر والكويت ولبنان وتونس والمغرب واليمن، والممارسة الديمقراطية في شتى أنحاء العالم العربي تسفر عن نتائج متشابهة ترسخ قوة الحزب الحاكم، وتدهور كلمة الديمقراطية. وأشارت المجلة إلى أن العديد من الدول العربية تقدم عرضا مسرحياً لتبدو ديمقراطية في حين ان دولا اخرى مثل السعودية لا تدعي هذه التمثيلية. وقالت الصحيفة : "بعد عقدين من نهاية الحرب الباردة اندفعت موجة عالمية من الديمقراطية ، إلا أن العرب لا يزالون محصنين ضد نشر الديمقراطية. حيث إنه من البلدان ال 22 لجامعة الدول العربية الذين اعترف العديد منهم بأنهم ليسوا عرباً فقط ثلاثة يمكنهم الادعاء بأنهم يقيمون ديمقراطية حقيقية وحتى هؤلاء يوجد لديهم عيوب في تطبيقهم" . فالعراق على الرغم من استمرار إراقة الدماء استطاع كسر قاعدة الحزب الواحد، إلا إنه يفتقر إلى توافق في الآراء بين المذاهب المختلفة . ولبنان يحافظ على مجتمع منفتح وتعددي، وإن كان ذلك عن طريق الاستقطاب داخل الطوائف والنفوذ العائلي. وانتخب الفلسطينيون بحرية هيئة تشريعية في 2006 إلا أن الحزب الفائز"حركة المقاومة الإسلامية حماس" منعت من ممارسة السلطة وقسمت الأراضي . ونقلت المجلة عن لاري دياموند أستاذ جامعة ستانفورد في كاليفورنيا وخبير شئون الديمقراطية : "سواء كانت ملكية أو جمهورية العديد من العربية تميل إلى فعل الشيء نفسه. فجامعة الدول العربية أصبحت في الواقع نادياً للحكام المستبدين وحتى عندما فرضت الإصلاحات الديمقراطية تم التلاعب بها ". وأشارت إلى أن أحد الأسباب في إعاقة تطبيق ديمقراطية حقيقية في الدول العربية قد يعود إلى الجغرافيا السياسية، مشيرة الى أن الحكام العرب يستغلون الصراع الخارجي مع إسرائيل لتبرير القمع في الداخل. فيما يرى بعض المحللين أن السبب هو القوى الغربية، وعلى رأسها أمريكا التي تحمي الدكتاتوريات العربية لضمان تدفق النفط.