.على صفحة وجه النيل كيف يبدو المشهد ؟ قال : أحس نبضك فى يدى يارفيقة الروح قالت : نتقاسم الخبز، فحلمنا لن يتبخر ، لنرفع شعارا كى تورق الأرصفة ماأصعب الغربة فى الوطن ، نهارنا يتصدع وبلون الرماد ليلنا لماذا يرتجف حلمنا فوق الدفاتر ؟ لماذا نولى وجهنا نسافر ؟ قال : سأزرع من قنديل شوقى - ياطفلة النهر - نجمة وزهرة ، لن أبدّل مسارى لن أبرح ميدانا شهد ميلاد أمتنا وميلاد حبنا ، ربما فى الغد أعود طفلا أركض خلف الفراشات ، أقاسمك الحب وأحدق فى تجاعيد العمر نتذكر كيف الأعوام تمضى والرمش بك معلق ، نتذكر كيف فرت أسراب الحمام مذعورة ، كيف قتلوا العدالة ، نعود للحجر فى الميدان، نتذكر وصية سطرت بالدم (حرية ) ياسوسنة القلب قالت : هيا ترّجل هذه حفنة من تراب مصر، ساوم على سنابلها أعلن عصيانك من أجل مبدأ جمعنا الى آخر مدى ،وبعدها لنكن أول المحتفلين بميلادنا ، نجنى شهد ثورتنا ، وللعروس ثوب الزفاف وللعريس ثغر من ندى الآن دع أحلامنا فأرواحنا على الأكف لنمحو سطور التاريخ المهلهلة ، نعلى الحق نقتلع الألم ، لنصرع الأقلام الفاسدة والظلام ، هذه ثورة البركان والغضب والشباب ماوهنت سواعدهم ولا القدم لنمحو الخزى ، وعارا سكن جوانحنا ، نرقب وكلنا حذر هيا نردد النشيد نزيح الليل، هاهم يرسمون يغنون يكبرون يسقون التحرير بالدم ، نسورا لاتعرف اليأس كم داعبت الحرية خيالنا ، والمزيفون السارقون كم كان الفؤاد منهم منهزما قال : الآن أرى كل الكون فيك ، أرى روعة الحياة ،أرى وجه المدينةالجديدة أنت نرجسة الروح قالت : ياحارس الوطن هل تعلم أنى أعشقك ؟ لينساب العطر من زهورنا نكمل حلمنا الأخضر ، ليحنو رمشك برفق إذا ما تسلل الى جرح لا تبتعد ، الزحف من حولنا ملايين ، حال الصخب بيننا ولم تعد اليدان تتلامسان ، أنتظر قدومه من بعيد ، مشدوهة الى القمر ، يرسل الأفكار فى مدى النظر ، يارفيقى إقترب لنكمل معا القصيدة ، نتلاحم من جديد ، نرتادالقوافى والأبيات من حرير ، وعدتنى ألّا نفترق ، نصير وطنا يمحو الزيف والقهر، وعصور الظلام ، يرفض زيف النهار المراوغ ، يتخلص من فحيح الأفاعى ، ونعيق الضفادع ، وعواء الذئاب ، وفجأة ... فرّت عصافير النهار مكبلة ، سقط رفيق الثورة وجرت الدماء جدولا سقط بلا حساب برصاص مصرى خان ، كلّف بوأد الفل والأقحوان آه ياراحلا عنى مارحلت ، تطوعت فارسا وخلفك التنين والزورق الغريق يارفيق الدرب لن أبكيك ، لن تكون ذكرى الأمس سيظل اسمك ورسمك رمزا للطهارة اليوم والغد والى أن نلتقى سأنتظر قدومك ، والعلم فى يمينك فان تهجر النوارس الميدان