يمر اليوم عام على انفصال جنوب السودان عن جمهورية السودان الأم بموجب اتفاقية نيفاشا للسلام الموقعة عام 2005 وتم سلخ الجنوب السودانى رسميا فى التاسع من يوليو 2011 وتوصل جنوب السودان الى الاستقلال بعد قرابة 50 عاما من الحرب الاهلية مع الخرطوم راح ضحيتها ملايين الاشخاص، الا ان جنوب السودان لا تزال من بين الدول الاقل تقدما في العالم. عام يمر واخر يبدأ ولا جديد فى الحياة لمواطنى جنوب السودان فبعد الانفصال يبقى الامر مجرد ذكرى احتفال. مر العام الاول لاستقلال جنوب السودان، احدث دولة في العالم، بصعوبات بالغة وشهد معارك على الحدود مع جمهورية السودان واعمال عنف داخلية وتوقف انتاج النفط الذي يعتبر الركيزة الاساسية للاقتصاد. حل الواقع بقساوته محل نشوة الاستقلال فيما يعانى مواطنو الجنوب من الفقر وارتفاع الاسعار مع ترحيل الخرطوم للالاف من ابناء جوبا الى دولتهم الجديدة.وعلى الرغم من ان جنوب السودان حقق خطوات كبيرة نحو الامام الا انه يبقى من افقر الدول في العالم ولا يزال بحاجة لابسط اشكال البنى التحتية مثل الطرقات والكهرباء وشبكات توزيع المياه.وتبلغ نسبة الامية بين البالغين 73% بينما نسبة الالتحاق بالمدارس الثانوية لا تتجاوز 6%، كما أن هناك نقصا فاضحا في المحترفين ذوي الخبرة، ولو ان العاملين الانسانيين قالوا ان جنوب السودان انطلق من الصفر بعد معاهدة السلام في العام 2005. يأتى الاعتراف بما يجرى على الارض هناك على لسان « رياك مشار» نائب الرئيس « سلفا كير» بان حكومته لم تلب تطلعات الشعب بسبب الصعوبات غير المتوقعة التي يواجهونها، واقر «مشار» بان دولة جنوب السودان «تراجعت» في علاقاتها مع السودان منذ الاستقلال.وقال «لم تجر الامور كما يجب وتورطنا في حرب حدودية».ويخشى المانحون من خسارة المكاسب القليلة التى حققتها جوبا في ظل تصاعد التوتر مع الخرطوم وتوقف انتاج النفط الخام في يناير الماضى مما ادى الى معارك عنيفة على طول الحدود المتنازع عليها بين البلدين.وعمدت حكومة الجنوب الى اقتطاعات في موازنة 2012-2013 التي اتت اساسا اقل ب40% من موازنة العام السابق.الا ان السلطات تظل متفائلة في جوبا وتواصل طلب القروض من شركائها الدوليين وذلك على الرغم من الشكوك حول فرص نهوض الاقتصاد. ويعاني السكان حاليا من تضخم كبير وسط مخاوف من حصول ازمة غذائية على نطاق واسع.وبينما يزداد القلق ازاء المستقبل ، يسعى جنوب السودان لبناء هوية وطنية وسط مخاوف كبيرة من حصول تصعيد في النزاعات الاتنية العنيفة مع زوال الوحدة التي ادت الى تحقيق الاستقلال. ووسط هذه الظروف يشبه جنوب السودان طفلا ولد قبل اوانه ولم تكن له فرص بالحياة .