نعمل على تصحيح مفاهيم الآخر.. ونتمنى إنشاء مجمع علمى لخدمة القرآن والسنة مؤتمر دولى قريبًا.. ونحتاج ميزانيات ضخمة فى البحث العلمى الدكتور على فؤاد مخيمر رئيس جمعية الإعجاز العلمى المتجدد ورئيس القطاع الطبى بالجمعية الشرعية ورئيس مجلس إدارة مجمع المصطفى صلى الله عليه وسلم، أحد العلماء المهمومين بقضايا الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة، وليس ذلك بغريب عليه، فهو يؤمن بالتدبر والتأمل فى خلق الله خاصة أنه طبيب فى الأصل درس علم التشريح، ومن ثم يؤمن بالإعجاز الربانى فى جسم الإنسان، مما كان له أثر عميق فى عقله وفكره، ومن ثم وهب حياته للحديث والدفاع عن قضايا الإعجاز العلمى مؤمنًا بأن العلم هو لغة الحديث التى يفهمها الغرب، ومن ثم فإن قضايا الإعجاز تعد رافدًا خصبًا من الدعوة الإسلامية فى مخاطبة الآخر الذى لا يؤمن إلا بالعلم والتفكير، فهو على دراية كاملة بالعقلية الغربية والأوروبية بسبب سفرياته المتعددة إلى دول أوروبا والغرب ومعايشته للفكر الأوروبى والغربى، مشيرًا إلى أن الدعوة بالإعجاز العلمى فى القرآن والسنة المطهرة هى الوسيلة المناسبة لأهل عصرنا عصر العلم والتقنية الذى فتن الناس فيه بالعلم ومعطياته فتنة كبيرة ونبذوا الدين وراء ظهورهم إلا القليل.. «الوفد» التقت رئيس جمعية الإعجاز العلمى المتجدد وطرحت عليه أسئلة عديدة.. وهذا نص إجاباته؟ بداية.. ما جديدكم فى جمعية الإعجاز العلمى المتجدد؟ جمعية الإعجاز المتجدد بالنظر إليها من اسمها لابد أن يكون هناك جديد، فالحمد لله نشاط الجمعية فى تزايد فقد بدأت فى مجال رعاية الأطفال ودعمهم وقمنا بعمل برنامج اسمه «براعم الإعجاز.. يوميات فلفلة» وهى عبارة عن مسرح عرائس يقدم للأطفال بعض الأدبيات والآداب الإسلامية من خلال مسرح الأطفال الذى يحبونه، وكذلك المحاضرات الشهرية ويتواجد معنا مجموعة من الأساتذة فى علم النفس، وهذه التجربة أعطتنا نوعًا من التميز فى المجال النفسى والعصبى، خاصة أن المجتمع أغلبه يحتاج إلى أطباء نفسيين وعصبيين من كثرة الضغوط، وقد شاركنا مؤخرًا فى مؤتمر لبنان وجمعية الإعجاز العلمى برئاسة الدكتور عبدالمصلح ورعاية مفتى جمهورية لبنان ومجموعة من العلماء، خاصة أن لبنان من الأراضى الخصبة التى يحب علماؤها نشاط الإعجاز العلمى وهو محفل كبير ضم العديد من الفعاليات المؤثرة، وقد جعلنا مادة الإعجاز العلمى مادة تثقيفية فى بعض الكليات، ونتمنى أن تصبح هناك مقررات دراسية لطرح قضايا الإعجاز فى المراحل التعليمية المختلفة. هناك بروتوكول تعاون بين الجمعية وجامعة الأزهر نريد إلقاء الضوء على أهم ثمراته؟ فى مقابلة مع الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر دعانا إلى إلقاء محاضرات فى الجامعة وبدأنا بالفعل فى كلية الدعوة والإعلام قريبًا، وكلية الدراسات الإسلامية أيضاً، وقريبًا نرتب لإعداد مؤتمر تحت رعاية رئيس جامعة الأزهر، مؤتمر عالمى للإعجاز العلمى فى الجامعة، وأيضاً هناك تعاون مع وزارة الأوقاف، حيث يتم بالتنسيق مع قيادات الوزارة على مستوى المحافظات لأن الأئمة هم سفراء لنقل قضايا الإعجاز العلمى وتصحيح المفاهيم، فكثير من العلماء والوعاظ ما زالوا حتى الآن يربطون النظريات بالإعجاز العلمى، ونحن نريد ألا نربط القرآن بنظرية فالقرآن حقيقة ثابتة، ودور الجمعية يعمل على تثبيت وتصحيح مفاهيم الإعجاز العلمى وهذا يسهل كثيرًا لمواجهة من يهاجمون قضايا الإعجاز العلمى. أهمية البحث فى قضايا الاعجاز العلمى فى الوقت الراهن.. كيف تراها؟ هذا أمر مهم جدًا خاصة أنها لغة العلم ولغة العصر وأن التقدم العلمى كل يوم يخرج لنا المزيد، وهذا كله حقائق كامنة فى القرآن والسنة، والتطور العلمى حتى فى علم الإنسان والتشريح والولادة، كل يوم يشهد جديدًا، فالبحث العلمى مطلوب جدًا ولابد أن نعطيه الأهمية الكبرى بل ونرصد له ميزانيات مالية كبرى، بالإضافة إلى البحث عن طلاب علم محبين للإعجاز العلمى خاصة أن هناك هجومًا واضحًا وصريحًا على قضايا الإعجاز العلمى والطعن فيها والتشكيك فى محتواها، لكننا بالعلم نخاطب هؤلاء بلغة العصر، فأوروبا على سبيل المثال لابد أن تبدأ هناك بلغة العلم حتى تصل إلى عقولهم، فهم شعوب قارئة على عكس ما نحن فيه، فالمطلوب حوار مع العقلية الأوروبية والغربية بمفاهيم العلم حتى يمكن إقناعهم، ومن خلال زياراتى إلى أوروبا وجدت أن هناك جانبًا من الوعى والفهم لدى الأوروبيين لقبول قضايا الإعجاز العلمى. إذن قضايا الإعجاز العلمى من الممكن أن تلعب دورًا رئيسيًا فى خدمة الدعوة الإسلامية؟ أعتبرها رافدًا من روافد تجديد الخطاب الدينى، وتعتبر هى المناسبة الآن للحديث فى عصر العلم لمخاطبة الآخر بها، فتجديد الخطاب الدينى أصبح كلمة نرددها لكننا بعيدون عنها كل البعد، لكن الثوابت لدينا موجودة، ونحن فى حاجة إلى الاهتمام بقضايا الإعجاز لأنه الوسيلة التى يمكن مخاطبة الآخر بها لإيصال الدعوة الإسلامية وترقيق القلوب، كل فى تخصصه لعرض قضايا الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة. ما سر العلاقة بين عملكم فى مجال الطب، وبين قضايا الإعجاز العلمى فى القرآن؟ هى علاقة وطيدة، كل إنسان لو تأمل وتدبر فى مجال عمله سيجد فيه إعجازًا ولابد له قبل أن يتحدث فى الإعجاز العلمى أن يتأصل ويعرف الضوابط والأسس التى من الممكن أن يبنى عليها وبعدها سوف يتأمل آيات الله عز وجل، فهناك علاقة وثيقة بين مجال عملى وقضايا الإعجاز العلمى فى القرآن. ما رأيك فى إنشاء مجمع علمى متخصص فى البحث فى قضايا الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة على غرار مجمع البحوث الإسلامية؟ هذا حلم وأمل، ونتمنى أن يحدث ذلك فى مصر قلعة العلم ومنارته، خاصة فى الأزهر لما به من علوم مختلفة شرعية وعلمية، فالمجمع فى إمكانه تمكين البحث العلمى وتوطيده وسيجمع كل الباحثين تحت رايته، بخلاف الجمعية التى يكون لها رواد محددون. كيف يمكن إعداد باحث أكاديمى فى قضايا الإعجاز العلمى؟ الحمد لله جمعية الإعجاز العلمى تقدم دورات دائمًا تسمى «إعداد باحث فى الإعجاز العلمى» وهذا أحد أهم أهدافها، فنحن يهمنا إعداد كوادر تستطيع أن تدخل فى دراسة مجال الإعجاز بتأصيل وسند علمى، وليس مجرد أن يكون الدارس محبًا لقضايا الإعجاز، فهناك ضوابط لابد من دراستها والإلمام بها أولاً. بعد كل هذه المؤتمرات والأبحاث التى ألقيت فى مجال الإعجاز فى القرآن والسنة هل من ثمرة ترونها لهذه الأبحاث والمؤتمرات؟ بلا شك، فالمؤتمرات هدفها إبراز حقائق كامنة فى القرآن والسنة، بالإضافة إلى الاهتمام بالقضايا التى تطرح فى المؤتمرات وما النتائج والثمار التى تتحدث عنها المؤتمرات وأهمها تقريب مفهوم الإعجاز العلمى للآخر، وخاصة أن التوصيات تكون منصبة على تأصيل المعلومة فليست كل معلومة تكون إعجازًا علميًا، ولابد أن يكون لها مرجع علمى سواء أكانت فى القرآن أو السنة أو البحث العلمى التى أصبحت فى درجة اليقين الآن، فهناك حقائق أصبحت مرئية بالعين المجردة وعلمًا يقينيًا، فنحن عندما نقارن بين الحقائق العلمية الواردة فى القرآن والسنة المحمدية مع الحقائق العلمية الحديثة فليس من باب المساواة حاشا لله ولكن ليزداد المؤمن إيمانا بالله رب العالمين وتوضيح وتصحيح مفاهيم الآخر. عند الحديث عن الإعجاز العلمى هل هناك ضوابط للباحث؟ بالفعل هناك ضوابط كثيرة لابد للباحث فى قضايا الإعجاز أن يلتزم بها حتى لا يضر النص ولا يقع فى حرج شرعى ومن هذه الضوابط عدم توظيف سوى الحقائق العلمية الثابتة والتى حسمها العلم وأصبحت من الأمور القطعية المسلم بها التى لا رجعة فيها، وعدم التكلف وعدم لىّ أعناق الآيات للتوافق مع الحقيقة العلمية، كما يلزم الإلمام باللغة العربية ودلالة مفرداتها وقواعدها وأساليب التعبير فيها وكذلك بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ وغير ذلك من العلوم، جنبًا إلى جنب مع الإلمام بما توصل إليه العلم فى الحقل الذى تتعرض له الآية الكريمة أو الحديث الشريف الصحيح، ومما يجب مراعاته أيضاً من ضوابط احترام التخصص العلمى فقد انتهى زمن العلماء الموسوعيين وذلك لأنه من المستحيل على فرد واحد أن يخوض فى قضية الإعجاز من علم الأجنة إلى علوم الفلك والهندسة وغير ذلك. على مدار مشواركم مع قضايا الإعجاز العلمى هل واجهتكم عقبات وكيف تتعاملون معها؟ من المسلم به أن طريق الدعوة إلى الله عز وجل ليس مفروشًا بالورود كما يظن البعض، بل إن الابتلاءات والعوارض تحيط به، وهذه سنة الله، ولذا أوصى الله المؤمنين أن يتحلوا بالصبر مع الإيمان بقضايا دينهم الحق قال تعالى: «والعصر إن الإنسان لفى خسر» لكن ما تجدر الإشارة إليه هنا أن هناك شبهات مشتركة بين المؤمنين وغيرهم، فالمؤمنون ربما يعترضهم شبه أو تثار أمامهم قضايا، أو أن هناك أمورًا يلزمهم معرفتها من باب ليطمئن قلبى، وغير المسلمين ليسوا أيضاً على درجة واحدة من الفكر والعناد فمنهم من يبحث صدقًا عن إجابة محايدة بغض النظر عن الدين والانتماء ولعل بإجابتنا له على ما يهدى قلبه ينشرح صدره للإسلام، وهنا مكمن الخطورة التى يجب أن نعيها فى حوارنا معهم، وهناك من يتربص ويريد النيل والمكر، وهؤلاء أيضاً يلزمنا مخاطبتهم. أخيرا.. رسالة إلى من توجهها؟ أوجهها إلى كل الذين يدعون العلم والمعرفة، وللأسف هم على درجة من المناصب والعلم، فهم أطباء ومهندسون، ويكون لديهم ضلال فى الفكر وتعارض وعدم مصداقية مع أنفسهم أولاً، يعرضون أفكارهم فى الميديا قبل التحقق منها، مما يحدث بلبلة لدى الناس ولذلك أقول لهم اتقوا الله فى دينكم، فلابد من الدراسة والبحث والتواصل مع من يتحدثون فى قضايا الإعجاز بعيدًا عن البغض والعمل لحساب أجندات خاصة وللأسف هم كثر ونوجه رسالة لطلبة العلم خاصة طلاب الأزهر بضرورة الاهتمام بهذه القضايا خاصة لأن لديهم النزعة الدينية بخلاف طلاب الجامعات الأخرى.