انطلقت صباح اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الأول في لبنان في الإعجاز العلمي في القرآن، والذي يعقد في جامعة الجنان بطرابلس اللبنانية، على مدى اليوم السبت والأحد، الموافقان 6-7 إبريل. ويعقد المؤتمر تحت رعاية وحضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبداللطيف دريان، والأستاذ الدكتور عبدالله المصلح، الرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بمصر. من جانبه قال الدكتور عبدالله المصلح الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد في القرآن والسنة، خلال كلمته بحفل الافتتاح: إن أهم أهداف مؤتمرنا هذا أن نجلي للناس الحقيقة وأن نكون قنطرة للتواصل العلمي العالمي فنحقق من خلالها خدمة الإنسانية في البحث عما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ونثبت للعالم أن ديننا دين علم ومعرفة وصناعة حضارة من أجل حضارة إنسانية كريمة يسودها العدل ويصير العلم فيها خادمًا للناس معينًا لهم لا معول هدم وسبب دمار وبذلك يصبح الناس جميعًا في أمن وأمان، قال الله تعالى: " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". وأضاف المصلح: " يطيب لي أن أتوجه بهذه المحاكمة العقلية إلى عقلاء الأرض، أقول بعث نبينا محمد في القرن السابع الميلادي وللدارسين في تاريخ الأمم والحضارات وتاريخ الإنسان على الأرض ممن كتب من المشارقة والمغاربة، مثل جان جاك روسو وغيره، وكل من كتب يُجمعون على أن ذلك القرن في آخرة ووسطه كان قرنًا جاهلًا ظالمًا وتسلط الإنسان على الإنسان، وهو القرن الذي بعث فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحدثنا عن حقائق بينة لم تكن معلومة فوق سطح الأرض في زمانه ولا قبل زمانه، وتجلت هذه الحقائق لأهل الاختصاص في هذا الزمان، وإذا بنا نجد هذا التلاقي المذهل بين الوجود العلمي المعرفي في القرن السابع الميلادي، من كان يعلم أن قيعان المحيطات مظلمة وأن الصعود إلى الطبقات العليا من الجو يؤدي إلى الاختناق، هذا ما نطق به القرآن الكريم وتجلي في هذه الأيام علميًا، وصدق الله حين قال،:" ولتعلمن نبأه بعد حين"، و"قال الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها". وأردف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة: " إني أدعو إخواني من العلماء والباحثين الالتزام بالمنهج العلمي وضوابط البحث في الإعجاز العلمي القرآن والسنة، بما يمكن أن نجمله في الأمور الآتية، تجاوز الفرضية النظيرة وتخطيها إلى مرحلة الحقيقة العلمية التي لا تقبل النقض والتغيير، ووجوب دلالة ظاهرة على تلك الحقيقة في كتاب الله أو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلالة النص والربط بين الحقيقة ودلالة النص بأسلوب سهل وميسر وأن تكون تلك الدلالة وفق مفهوم العرب الذي نزل القرآن بلغتهم". وتابع: "ويجب ألا نبحث في الأمور الغيبية التي اختص الله بعلمها والتي آمنا بها وصدقنا بمقتضاها، وأن يكون تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بالآثار التي صحت عن سلف هذه الأمة ثم بدلالة اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم". واختتم الدكتور عبدالله المصلح كلمته بقوله: " إن معاناة البحث في هذا المجال وما نلاقيه من صعوبات ومتاعب وعوائق لنشر تلك القضايا، يذهب أثرها وينكشف غبارها عندما نرى عيانًا آثار وثمار بحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وجدير بنا أن نذكر بعضًا منها تحفيزًا لهمم الباحثين كي يسلكوا هذا الطريق وينصروا دين الله من خلاله، أولًا الأثر البالغ الذي تتركه في قلوب المسلمين والتي يترجم بزيادة اليقين ونحن نواجه من يقول نحن لسنا بحاجة إلى الإعجاز نحن مسلمين، ونقول لهؤلاء الأحبة ولكن لن يكون يقينك كيقين أب الأنبياء إبراهيم والذي قال "رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي"، فطمأنينة القلب وراحة الضمير ومزيد العلم يرقي بالإنسان إلى مراحل ذقن الماء فاستقر فرأيت قعر اليقين أن تعبد الله كأنك تراه، ثانيًا الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية لصحة الرسالة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم". ووجه الدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بمصر، الشكر للدكتور عبدالله المصلح الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والقاضي الدكتور أحمد أمين على تعاونه ودعمه السابق، والشكر لجامعة جنان وخص بالذكر الأستاذ الدكتور سالم فتحي يكن رئيس أمناء جامعة الجنان لتعاونه البناء مع جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بجمهورية مصر العربية، لكل المنصة الكريمة وحضور المؤتمر. وقال الدكتور علي مخيمر، خلال كلمته بحفل الافتتاح: "إن جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بمصر، أنشئت عام 2013 وتهدف إلى إعداد دورات تدريبية متخصصة لإعداد باحث في مجال الإعجاز العلمي، وعقد مؤتمرات وندوات علمية، ونشر أبحاث المتعلقة بالإعجاز العلمي، والرد على الشبهات وإصدار مجلة إعجاز لنشر ما هو جديد في مجال الإعجاز العلمي. وأوضح رئيس الجمعية، أنه تم بحمد الله إصدار 6 أعداد من المجلة، ويتم إعداد دورات وورش عمل لبراعم الإعجاز تتضمن برامج توعوية وتثقيفية وفقرات تعليمية وترفيهية هادفة للمرحلة العمرية من 4 إلى 11 سنة، وكذا التواصل مع الجامعات التي تهتم بإبراز الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، في مختلف الدول العربية والأجنبية. وأشار الدكتور مخيمر، إلى أنه تم عمل بروتوكول تعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، للتدريس وإلقاء محاضرات لأئمة الأوقاف بجميع محافظات مصر، وتم عمل بروتوكول مع جامعة الأزهر لإلقاء محاضرات علمية في الكليات المختلفة، مثل كلية الدراسات الإسلامية والطب والعلوم والدراسات العليا بكلية الدعوة تخصص الإعجاز العلمي. وفي ختام كلمته أفاد رئيس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد، بأنه تم إنشاء مقر للإعجاز العلمي بألمانيا ومنها انطلقت إلى أرجاء أوروبا وبفضل الله تم شراء في مدينة "أوخين"، وتم عمل محاضرات في ألمانيا وفرنسا والنمسا وهولاندا، قائلًا: "نأمل أن يستمر التعاون البناء مع أكاديمية الأمين، وجامعة الجنان بلبنان الحبيب". وقال الدكتور أحمد عبدالقادر أمين، رئيس أكاديمية الأمين الدولية، إن الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم، ينقسم إلى فئات منها فئة الإعجاز العلمي في الطب، وكذا الإعجاز اللغوي العلمي، وفئة الإعجاز الكوني في القرآن الكريم، لافتًا إلى أن هناك محطات مختلفة في الإعجاز بالقرآن الكريم. وأشار أمين، إلى أن الأكاديمية، تهتم بنتائج هذا المؤتمر، وفي نيتنا أن ننشئ نواة للتدريب في موضوع الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم، فنعد بين 20 و50 من المتخصصين؛ ليكونوا دائمًا في بحث متواصل وتقديم كل ما هو جديد بضوابط شرعية محددة، برئاسة ومتابعة الدكتور عبدالله بن عبد العزيز المصلح. وعقب حفل الافتتاح، تم عقد محاضرة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح، بعنوان "مدخل لفهم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وضوابطه"، تلاها محاضرة للأستاذ الدكتور يحي حسن وزيري، تحت عنوان "الإعجاز العلمي في توسط مكة لليابسة"، ثم محاضرة للدكتور مصطفى صلاح الشيمي، تحت عنوان "الإعجاز التشريعي في العلوم الإنسانية والاجتماعية الزكاة نموذجًا"، أتبعها مناقشة علمية مع الحضور. المؤتمر الدولي الأول للإعجاز العلمي بلبنان المؤتمر الدولي الأول للإعجاز العلمي بلبنان