قلبي ينفطر علي سوريا، وشعب سوريا.. رفيقتنا في السراء والضراء.. زميلة السلاح وطريق السلام، ولا أدري لماذا الصمت المصري بالذات علي ما يجري هناك؟.. وما يحدث لكل مدنها من درعا في الجنوب إلي حلب في الشمال، ومن القامشلي والبوكمال في أقصي الشرق، وعلي حدودها مع العراق إلي اللاذقية علي ساحل البحر المتوسط.. قلبي علي دمشق.. وأهل دمشق أم يا تري لم يعد أحد منا يتذكر بردي الذي لم يعد يجري في وسطها.. ألم يكن ما يحدث في الشام يحرك قلوب كل المصريين.. أم انتهي عصر الحب الذي كان يربط كل مصري بكل دمشقي حتي من قبل ان يتحرك قلب أمير الشعراء أحمد بك شوقي.. وهو يبكي علي ما يحدث لأهلها علي أيدي قوات الاحتلال الفرنسي، ودمع يكفكف يا بردي.. وهل نسينا قصيدة أحمد بك شوقي هذه أم نسينا الموقف الرائع الذي وقفه مصطفي النحاس باشا عندما كان رئيساً لمصر وهاله فداحة الخسائر التي نزلت بسوريا وأهلها علي أيدي جنود الاحتلال، حتي أنه استدعي سفير فرنسا ووجه له انذاراً بأنه سوف يعتقل كل رعايا فرنسا في مصر إذا لم تتوقف وفوراً أعمال العنف ضد شعب سوريا.. فرضخت فرنسا وأطلقت سراح زعماء سوريا وخففت من عدوان قواتها علي شعب سوريا. والآن يتعرض شعب سوريا العزيز الشقيق لأبشع مما ناله علي يد قوات الاحتلال الفرنسي في الاربعينيات من القرن الماضي.. وللأسف يقوم النظام السوري الآن بأبشع مما قامت به قوات الاحتلال الأجنبي.. فهل كل ذلك بسبب مقاعد الحكم.. وهل كل الشعب السوري علي خطأ بينما النظام السوري وحده علي صواب.. شهور وراء شهور والقنابل تدك مدن وبيوت السوريين الشجعان.. ولم يتحرك وجدان العرب - كما يجب - لإنقاذ هؤلاء المناضلين الشرفاء.. فهل نستحضر روح زعيم الشعب المصري مصطفي النحاس لكي ترفع السلاح في وجه نظام يقتل شعبه ويبيد أطفاله قبل شيوخه.. وإذا لم تتحرك جامعة الدول العربية لإنقاذ سوريا فمتي تتحرك.. أم أن ما يجري لا يهم أحداً من العرب.. بعد أن نامت القوالب ووقفت «الأنصاف» هل انقلبت الاوضاع إلي هذا الحد.. وإذا كانت الجامعة العربية قد نامت فماذا عن مصر وشعب مصر وهل نترك قضية عربية في المقام الاول لأيدي الدول الغربية لتنفذ مخططها لذبح الشعب المناضل.. وهل نسمح لإيران أن تستمر في دعم النظام السوري ضد شعبه، ليس حبا في النظام السوري ولكن رغبة في الوصول إلي مياه البحر المتوسط.. حتي روسيا التي أعطاها النظام السوري موضعاً لقدم في هذه المياه الدافئة ويقف اسطولها امام سواحل سوريا يفعل ما يريد.. كل هذا بينما الاممالمتحدة تكاد لا تفعل شيئاً.. إن مصر التي ثارت ضد التوريث واسقطت هذه البدعة.. تصم الاذان علي نظام كان أول من نفذ التوريث.. فبعد أن رحل حافظ الأسد، وتوفي ولده البكر في حادث سير علي طريق مطار دمشق.. جاءوا بالابن الثاني الدكتور بشار ليصبح رئيساً لسوريا.. علي غير رغبة من شعبها.. إن مصر وقد بدأت أولي خطوات استقرارها عليها أن تتحرك فوراً لمد يد المساعدة للاشقاء في سوريا، الذين عشنا معهم علي الحلوة والمرة منذ آلاف السنين.. فهل نترك العزيزة سوريا تتعرض للتقسيم العرقي والديني بين سوري سني وسوري علوي تتحكم هذه الاقلية العلوية في كل شيء فيها، وهل تسمح مصر لهذا النظام أن يذبح شعبه من أجل أن تظل الاقلية العلوية تتحكم في رقاب العباد.. ولقد انتهي عصر الصمت.. وحان وقت العمل.. وإذا كان ميثاق الجامعة العربية لا يكفي.. فماذا عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك أم أن هذه الاتفاقية لا تصلح الا أمام عدو خارجي.. بينما ما يحدث في الداخل اخطر مما يحدث في الخارج.. إن المعارضة السورية تتحرك.. وتعقد الاجتماعات في العديد من العواصم العربية والعالمية.. واعتقد ان الرئيس المصري المنتخب عليه ان يفتح الملف السوري في الحال.. فالقضية ليست تحالفاً ضد العدو الصهيوني المشترك.. بل هي قضية مصير الشعوب العربية، التي نعتبر الشعب السوري في طليعتها.. وعلي الدكتور محمد مرسي أن يقود حركة شجاعة لاقناع النظام السوري بأن يرفع يده عن شعب سوريا وكفاه ما عاناه طوال هذه الشهور.. وهو شعب توقفت كل حركته المعيشية في كل مدن وريف سوريا علي السواء.. وعلي مصر أن تقود حركة انقاذ للشعب السوري وان تفعل ذلك الآن، خصوصاً ونحن علي اعتاب شهر رمضان أحد أفضل الاشهر الحرم التي يحرم فيها الاسلام القتل وسفك الدماء.. وتعالوا إلي كلمة سواء: مؤتمر جماهيري يضم كل فصائل الصراع في سوريا للاتفاق علي ما يمكن انقاذه.. فقد مضي عهد الاستسلام للظلم.. تماماً كما حقق شعب مصر.. مؤتمر يقبل بالأمر الواقع يعقد في القاهرة حتي لا تلعننا كل الشعوب العربية.. وحتي نحفظ ما بقي من ود بين شعب مصر وشعب سوريا الذي لم ير ما يراه الآن حتي وهو يئن تحت ضربات جيش الاحتلال.