أكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن الثورة المصرية خالفت كل توقعات المحللين والسياسيين والمتخصصين فى شئون الثورات، ونجحت بأقل دماء وتضحيات وجراحات، حتى اتفق العالم على تسميتها ب"المعجزة"، وذلك وفقًا لتعبيره. وأضاف بديع، فى رسالته الأسبوعية الأولى عقب تولى د.محمد مرسى رئاسة الجمهورية، والتى حملت عنوان "شعب لا يضيعه الله" بأنه جاء زمن جنى الثمرات، لشعب استجاب لنداء الحقِّ فنال ثمرة الفوز المبين، وشعب واثق فى نصر ربه فنال ثمرة الكرامة والعزة، وشعب اتجه يناصر العدل فنال ثمرة الاستقلال فى إدارة أمره، وشعب استطاع فعل ذلك هو شعب لن يضيعه الله أبدًا، ولا يخزيه الله أبدًا، وهذه هى الحقيقة الواضحة التى لم يرها الكائدون، ورضخ لها الغافلون، واستيقظ لها العقلاء، لنخطوا جميعًا فى اصطفافٍ متين نحو بناء مصر الحبيبة، التى ترنو إلى سواعد كل أبنائها". وأوضح المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الشعب المصري استطاع أن يعلن عن قدرته على قلب كل التكهنات والتوقعات والتنبؤات، بعزيمة سلمية لا تتزعزع، وبقوة الحشود المتزايدة، التى أظهرت الشرعية الشعبية والثورية. وأكد بديع أن الشعب المصرى صنع ثورته، التى غيرت النظام البائد، واختارت رئيسًا منها يقود دفة الجمهورية الثانية، ليكون رئيسًا لكل المصريين، ويخرج بها، إن شاء الله، بهذا التوافق الوطني، والاصطفاف الشعبي، وينقلها إلى بر الأمان والاستقرار والنهضة والتقدم، بحسب تعبيره. وأشار بديع إلى أنه رغم كل المحاولات المنظمة للتأثير على اتجاهات الشعب المصرى، إلا أنها كانت تصبُّ رغم الأنوف فى الدفع الثورى، ورفض إنتاج النظام البائد. وتابع بديع: الشعب المصرى لن يضيعه الله ولا يخزيه أبدًا، وهو قادم على عتبات نهضةٍ حقيقية، تحتاج إلى السعي الحثيث والعمل المتواصل، ومواجهة التحديات، وعبور الثغرات، حتى تتحول الأحلام إلى واقع ملموس، بعيدًا عن الشعارات أو القضايا غير القابلة للتحقيق، فالفوز بداية، والنصر ليس نهاية، وسيظل يوم الخلاص قريبًا. ونقل بديع، فى نهاية رسالته، عن سيد قطب قوله، "ولن ينام العالم الإسلامى بعد صحوته، ولن يموت هذا العالم الإسلامى بعد بعثه، ولو كان مقدرًا له أن يموت لمات، ولن تموت العقيدة الحية التى قادته فى كفاحه، لأنها من روح الله، والله حى لا يموت".