أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه لا داعي للخوف والقلق الذي يجتاح تل أبيب مطمأنة حكومتها بأن الجيش سلب مرسي الصلاحيات ولم يترك له سوى مشكلات المجاري والتعليم والخبز والفول. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتخوف بشدة من سيناريو الرعب الذي تسقط فيه مصر في أيدي "الإخوان المسلمين"، وأن جميع رؤساء أجهزة المخابرات الحربية الإسرائيلية المعروفة باسم "آمان" والمخابرات العامة المعروفة باسم "الموساد" كانوا يخشون تلك اللحظة ويعملون لها ألف حساب. وقال المحلل الإسرائيلي "بن كسبيت" في مقاله بالصحيفة إن سيناريو الرعب الخطير الذي لعب دوراً رئيسياً في أكثر السيناريوهات الغامضة بمباريات الحرب السرية لجيش إسرائيل والأجهزة الأمنية الإسرائيلية على مدار جيل كامل، هو لحظة سقوط مصر في أيدي الإخوان المسلمين. وأضاف الكاتب أنه إذا لم يحدث تغيير دراماتيكي في اللحظة الأخيرة، وهو ما عودتنا عليه مصر في العام الأخير، سيعلن اليوم مرسي رجل الإخوان المسلمين رئيساً لجمهورية مصر العربية، أي ستتجسد أمامنا أكثر الأشياء التي لا يمكن تصورها، فالحجر الصوان حسني مبارك قد غرق في البحر وحل محله الطوفان الإسلامي، كل هذا يحدث في أكبر دولة عربية تعتبر الشريكة الرئيسية للسلام الاستراتيجي مع إسرائيل، والتي نعتبرها المرسى الإقليمي ورمانة الميزان بالمنطقة. ورأى الكاتب أن طبيعة تلك اللحظات التاريخية الفارقة هو الذوبان في الواقع الكئيب، مشيراً إلى أنه بعد غد ستشرق الشمس من جديد بينما ثمة شيء لن يتغير، وعاموس جلعاد رئيس الشعبة الأمنية- السياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية سيسافر إلى مصر سراً ويجلس أمام رجال المخابرات بالقاهرة، مؤكداً أن السماء لن تسقط على أحد، وكذلك لن تندلع قريباً حرب بين مصر وإسرائيل. وأكد الكاتب أنه لا داعي للخوف والقلق حيث إن الأيام التي يسلح فيها الاتحاد السوفيتي جيشاً عربياً من أخمص القدم حتى الرأس- ومجاناً بسبب عدم وجود المال- قد ذهبت إلى غير رجعة، مشيراً إلى أنه حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكنها أن تفعل ذلك الآن. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن مرسي سيستيقظ كل صباح ليجد نفسه مضطراً لإطعام 87 مليون مصري يتكاثرون بمعدل هندسي، وكذلك سيضطر لتمويل بدلات بطالة لملايين العاطلين، وسينظر يميناً وشمالاً، وجنوباً وشرقاً، ليجد أن الحدود الهادئة نسبياً الوحيدة لديه هي الحدود مع إسرائيل، وسيدرك أنه بين السودانيين والليبيين والبدو في سيناء لا يمكنه الاعتماد إلا على إسرائيل، عندئذ سيسافر إلى واشنطن ليتعلم هناك نظرية الأرقام. وتابع الكاتب بأن المجلس العسكري سلب مرسي الصلاحيات في الشئون الخارجية والأمنية(وتحديداً فيما يتعلق بالحرب) ولم يترك له سوى مشكلات المجاري والتعليم والخبز والفول، متوقعاً أن يتمرد مرسي على هذا الوضع في وقت من الأوقات إلا أنه لن يفعل هذا على المدى القريب.