يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم أعمال القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية. وتعد هذه القمة بكل المقاييس قمة تاريخية غير مسبوقة تجسد مكانة مصر السياسية حاليًا على الساحة الدولية ودورها المركزى فى المنطقة، وكحلقة وصل ونقطة التقاء للحضارة العربية والأوروبية. وتضم القمة أضخم حضور دبلوماسى من الجانبين العربى والأوروبى على المستوى الرئاسى، سيطرحون على بساط النقاش التحديات التى تواجه الطرفين، وفى مقدمتها الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذلك ملفات النزاعات العربية، والقضية الفلسطينية. كما تعد القمة المرتقبة بداية لدور أكبر للاتحاد الأوروبى فى المنطقة الذى يرى أنه بات من الضرورى تعزيز التعاون مع الدول العربية المجاورة فى ضوء تأثر أمنها المباشر من النزاعات فى الشرق الأوسط التى تشهد تدخلات من قوى إقليمية ودولية تؤثر على الأوضاع فيها ومصر محور رئيسى لذلك الدور. وتناقش القمة عدة قضايا مهمة، فى مقدمتها دعم التعاون الإقليمى بين الدول العربية والأوروبية والذى يعد مفتاحًا لمواجهة التحديات الحالية فى ضوء التزام كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى نحو دعم النظام الدولى متعدد الأطراف، استنادًا إلى القانون الدولى، وذلك من خلال دعم التعاون مع منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والذى تجلى بوضوح فى مشاركة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى فى الرباعية الدولية المعنية بالأزمة فى ليبيا. كما تؤكد القمة أهمية تعاون جامعة الدول العربية مع الاتحاد الأوروبى فى العديد من ملفات الأمم المتحدة مثل أجندة 2030 للتنمية المستدامة والجهود الدولية للتصدى لتغيير المناخ ومنع انتشار الأسلحة. ويشدد المشاركون فى القمة على أن التهديدات المتنامية للإرهاب عابر الحدود، تتطلب التوصل إلى موقف موحد بشأنها، وذلك من خلال التعاون المشترك لدعم جهود التحالف العالمى ضد تنظيم «داعش» الإرهابى مع الالتزام الكامل لكل من الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية باحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والقانون الدولى الإنسانى. كما تستهدف القمة عقد حوار إستراتيجى رفيع المستوى بين القادة العرب والأوروبيين حول كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك فى الوقت الذى يشهد العالم تغيرات سريعة متلاحقة على الساحة الدولية من عودة للتحالفات والنزاعات السياسية والحروب التجارية مما يشكل تهديدًا قويًا للاستقرار والسلام العالمى. كنا يبحث القادة والزعماء العرب والأوروبيون المشاركون فى أعمال القمة سبل تعزيز التعاون السياسى و الاقتصادى والتجارى والثقافى بين الدول العربية والأوروبية. وتشهد القمة التاريخية عودة مصر بعد غياب دام نحو عشر سنوات لبؤرة الأحداث الدبلوماسية الدولية، حيث كان آخر استضافة لمصر لهذه القمم هى القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز فى العام 2009 والقمة الأفريقية فى العام 2008 بمدينة شرم الشيخ، وذلك بخلاف استضافتها للقمة العربية عام 2015. كما تتطلع الدول الأوروبية إلى دور مصر المحورى الذى تولت قبل أسابيع قليلة رئاسة الاتحاد الأفريقى كركيزة أساسية للاستقرار والسلام فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التى تشترك فيه عشر دول عربية. كما يعول المجتمع الدولى على مصر كثيرًا على مساهمة الدبلوماسية المصرية فى الجهود الرامية لحل النزاعات القائمة خاصة فى سوريا وليبيا والصراع الفلسطينى الإسرائيلى. كما أن دور مصر القوى فى مكافحة الهجرة غير الشرعية جعلها محورًا رئيسيًا فى وضع حلول للأزمة وطرح رؤيتها وإيجاد أرضية مشتركة لمنصة الحوار المباشر استشعارًا أنه حان الوقت للبحث بجدية عن طرق فعالة لإنهاء حالة الصراع والنزاعات المستمرة منذ اندلاع ثورات الربيع العربى العام 2011 والتى نتج عنها عدم الاستقرار وضياع الأمن فى عدة دول، وبالتالى تدفق اللاجئين إلى أوروبا هربًا من أتون الحرب. ومن المنتظر أن تطرح مصر رؤيتها وجهودها فى العديد من الملفات خلال القمة، وفى مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والنزاعات فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة والحد من التسلح والجريمة المنظمة عابرة الحدود والهجرة غير الشرعية وتغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة. ويشارك فى أعمال القمة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وحمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك البحرين ومحمود عباس أبو مازن رئيس فلسطين وبرهم صالح رئيس العراق وعبد ربه منصور هادى رئيس اليمن والرئيس التونسى الباجى قايد السبسى ومحمد عبد الله محمد رئيس الصومال وإسماعيل عمر جيله رئيس جيبوتى والشيخ حمد بن محمد الشرقى عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة ممثل الإمارات العربية المتحدة وفايز السراج رئيس الحكومة الليبية وعبد القادر بن صالح الخميس رئيس مجلس الأمة الجزائرى وإسماعيل ولد الشيخ أحمد وزير الخارجية الموريتانى وبكرى حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية وأسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولى والممثل الخاص للسلطان قابوس عمان وسعد الحريرى رئيس وزراء لبنان والشيخ محمد الأمين صيف وزير خارجية جزر القمر ورئيس وفد بلاده وسلطان بن سعد المريخى وزير الدولة للشئون الخارجية القطرى وأيمن الصفدى وزير الخارجية الأردنى والوزير الأول للمملكة المغربية. كما يشارك فى القمة كل من: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المستشار النمساوى سيبستيان كورتس، دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبى، جون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، فيدريكا موجرينى الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية. وشارل ميشيل رئيس وزراء بلجيكا وبويكو بوريسوف رئيس وزراء بلغاريا ونيكوس أناستاسياس رئيس قبرص وأندريه بابيش رئيس وزراء التشيك وأندريه بلينكوفيتش رئيس وزراء كرواتيا ولارس راسموسن رئيس وزراء الدنمارك وجورى راتاس رئيس وزراء استونيا. كما يشارك يوها سيبيلا رئيس وزراء فنلندا وإليكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان وفيكتور أوربان رئيس وزراء المجر وجوزيبى كونتى رئيس وزراء إيطاليا وليو فرادكار رئيس وزراء أيرلندا وإدجار رينكيفيتش وزير خارجية لاتفيا وليناس لنكيفيشسيوس وزير خارجية ليتوانيا وجوزيف موسكات رئيس وزراء مالطا ومارم روته رئيس وزراء هولندا وماتيوس مورافيسكى رئيس وزراء بولندا وأنطونيو كوستا رئيس وزراء البرتغال كلاوس يوهانيس رئيس رومانيا وبيتر بيلحرينى رئيس وزراء سلوفاكيا وماريان شاريتس رئيس وزراء سلوفينيا وجوسيب بوريل وزير خارجية إسبانيا وستيفان لوفين رئيس وزراء السويد وتيريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا وجان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا. وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس بشرم الشيخ لقاء قمة مع كلاوس يوهانيس، رئيس جمهورية رومانيا. وتناول اللقاء بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين في المجالات الثنائية ذات الاهتمام المشترك، مع استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، والجهود المبذولة لتشجيع الاستثمارات، ودعوة الجانب الروماني للمشاركة في تنفيذ المشروعات القومية في مصر، والاستفادة من المزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة، لا سيما المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وإمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالمين العربي والإفريقي.