قالت صحيفة " نيويورك تايمز" الامريكية إن زيارة الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" الى الصين ، فى هذا التوقيت تحمل دلالة مهمة. واضافت الصحيفة، أن "بوتين" الذى خرج من معركة انتخابية ساخنة منذ اساببع قليلة، يسعى لاعادة صياغة دور روسيا عالميا، وبالطبع فإن حليفه الأكبر الصين، هى الداعم لكل مخططاته فى الفترة المقبلة. ويواجه "بوتين" ضغوطا دولية متزايدة بسبب الموقف الروسى من الأزمة السورية، والملف النووى الايرانى. واوضحت الصحيفة ان "بوتين" - الذى تم تجاهله، فى قمة الدول الكبرى التى استضافها الرئيس الامريكى "بارك اوباما" الشهر الماضى، حيث لم يحضر القمة - يبحث فى الصين عن إقامة تحالف اقليمى ضخم، لا تكون الولاياتالمتحدة طرفا فاعلا فيه. ومن المقرر أن يشارك الرئيس الروسي الأربعاء والخميس في قمة "منظمة تعاون شنغهاي" التي تعتبر كتلة موازية للنفوذ الأميركي في آسيا الوسطى، كما سيلتقي على هامش القمة بنظيره الإيراني "محمود أحمدي نجاد"، وسيجري "بوتين" محادثات مع الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" . وتضم "منظمة تعاون شنغهاي" كلا من روسيا والصين وأربع جمهوريات سوفييتية سابقة هي كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، أما إيران فتعد من الدول الأربع التي تتمتع بصفة مراقب في هذه المنظمة. وتعارض الصين وروسيا الخطة الأمريكية لنشر الدرع الصاروخية الدفاعية فى بولندا وبقية دول اوروبا الشرقية، والذى يستهدف فى الأساس ايران. وقالت الصحيفة ان روسيا والصين تربطهما مصالح استراتيجية كبيرة، ويكفى ان روسيا هى اكبر منتج للغاز فى العالم، فى حين تعتبر الصين اكبر مستهلك فى العالم للغاز والطاقة. واكد "بوتين" في بكين أن روسيا والصين ستعززان تحالفهما الأساسي لاسيما في إطار الأممالمتحدة، حيث تعارض القوتان مساعي مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على نظام دمشق. وعبر الرئيس الروسي، في اليوم الأول للزيارة، عن ارتياحه لأن مصالح البلدين تتوافق في العديد من الميادين الهامة. وقال "بوتين" إن "لدينا النية لتعزيز تعاوننا في إطار المنظمات الدولية الكبرى كالأممالمتحدة ومجموعة العشرين ومجموعة البريكس (للدول الناشئة) (ومنظمة تعاون شنغهاي). يذكر أن زيارة "بوتين" إلى الصين هي الأولى بعد إعادة انتخابه رئيسا للبلاد، وهي زيارة من المتوقع أن تشهد تنسيقا بين موسكووبكين حول مواقف البلدين بشأن الوضع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني. وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أكدت في وقت سابق أن موقف الصين وروسيا موحد حول معارضتهما الحازمة لأي تدخل أجنبي وتغيير النظام بالقوة في سوريا. وخلال زيارته للصين، أشرف "بوتين" مع نظيره الصيني "هو جينتاو" على توقيع اتفاقات تعاون، منها إنشاء صندوق صيني - روسي للاستثمار برأسمال قدره أربعة مليارات دولار.