أفادت مصادر قضائية، قريبة من المستشار أحمد رفعت رئيس هيئة المحكمة التي تنظر قضية قتل المتظاهرين والمتهم فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و6 من كبار معاوني الوزير، بأن قناعات هيئة المحكمة استقرت على منطوق الأحكام المنتظر صدورها خلال ساعات بحق المتهمين وعلى رأسهم مبارك. وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن رفعت رفض الحديث عن حيثيات الأحكام مع أقرب المقربين، مشيرة إلى أن رفعت وباقي فريق هيئة المحكمة أقسموا على كتاب الله بعدم ذكر أي شيء عن هذه الأحكام قبل النطق بها. ولفتت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إلى أن حرص المستشار أحمد رفعت على عدم تسرب أي شيء عن نص الأحكام دفعه إلى صياغة حيثيات منطوق الحكم بيده، موضحة أنه رفض إعطاء أوراق الحكم لأي شخص لكتابتها على الكمبيوتر لضمان سريتها.
وكشفت المصادر أن رفعت ردد عبارة وحيدة لكل مَن حاول سؤاله عن القضية هي : "القدّر اختارني لمهمة تنوء لحملها الجبال"، مشيرة إلى أن رفعت أضاف : "استمريت في القضية ليس حبا في دخول التاريخ وليس رغبة في الشهرة وإنما احترام لترتيبات القدر". وشددت المصادر على أن رفعت أكد للمقربين أن حكمه سيُبنى على أوراق القضية دون أي عوامل أخرى، منوها إلى أنه سيترك التاريخ يتحدث عن إصراره على إعلاء الحق والعدل برغم أي معطيات أخرى. وتابعت المصادر أن رفعت قال : "هذا الحكم سيلعنني به البعض وسيفرح به البعض ولكني أسعى فقط لأن أرضي به ربي"، مشددا على أن التاريخ يقول ما يريده ولكن في يوم من الأيام سيخرج شخص ينصفني". وعن الحالة النفسية للمستشار أحمد رفعت كشفت المصادر أن رفعت انقطع منذ قرابة شهر عن متابعة وسائل الإعلام وكذلك قام بغلق هاتفه المحمول للحيلولة دون تأثير أي عوامل خارجية على صياغته حيثيات ومنطوق الأحكام بحق المتهمين، مشيرة إلى أنه لم يغادر طوال يوم أمس الجمعة منزله. وأشارت المصادر إلى أن رفعت حافظ على هدوئه الذي هو جزء من سماته الشخصية، مشيرة إلى أنه حاول خلال الفترة الماضية التضرع إلى الله بالصلاة، والدعاء لإلهامه الصواب. واختتمت المصادر القضائية بالتأكيد على أن رفعت ثقته في خطواته وحيثيات حكمه تبدو واضحة من حواراته مع بعض المقربين، مشددة على أن رفعت اختتم كل نقاش حول هذه القضية بالآية الكريمة "إن الحكم إلا لله"
