قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان الملف السورى، دخل ضمن ملفات حرب الدعاية بين الجمهوريين والديمقراطيين فى حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية. واشارت الصحيفة الى أن مذبحة "الحولة" في سوريا -التي راح ضحيتها أكثر من مائة مدني بينهم عشرات الأطفال- قدمت فرصة جديدة للمرشح الجمهوري "ميت رومني" ليعيد إلى الأضواء انتقاده القديم الجديد لسياسة الرئيس باراك أوباما" الخارجية، والتي يصفها بأنها عقيمة وتفتقر إلى الشجاعة. " وأدان رومني ما أسماها "سياسة العجز" التي ينتهجها "أوباما" والتي سمحت للرئيس السوري "بشار الأسد" بذبح عشرة آلاف شخص" وهو عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ اندلاع الثورة السورية إلى الآن. ولكن الصحيفة وصفت انتقاد "رومني" للرئيس بأنه لا يتناسب وافتقاره إلى موقف حاسم وواضح من إنهاء حالة القتل المتصاعد في سوريا. وكان "رومني" قد دعا الولاياتالمتحدة إلى العمل مع الشركاء لتنظيم وتسليح مجموعات المعارضة السورية، لكي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم. لكن دعوة "رومني" -حسب رأي الصحيفة- هي سياسة تذهب بشكل أو بآخر أبعد مما يذهب إليه "أوباما"، ولكنها بالتأكيد لا ترقى إلى مستوى دعوة بعض زملائه في الحزب الجمهوري مثل "جون ماكين" و"ليندسي جراهام" لتوجيه ضربات جوية لأهداف سورية على غرار السيناريو الليبي. وكان البيت الأبيض قد رفض تسليح المعارضة السورية بحجة أن الولاياتالمتحدة لا تعرف عنهم الكثير، ولا تريد أن تزيد من "عسكرة الوضع في سوريا. يذكر أن مسألة تسليح المعارضة السورية قد أحدثت انقساما في صفوف الحزب الجمهوري المعروف بميله للحلول العسكرية. وعلقت الصحيفة على الحذر الذي يسيطر على مواقف كل من الرئيس الأميركي الحالي ومتحديه على السواء، بأنه يعكس مدى التعقيد الذي تتسم به القضية السورية، ويظهر الى اى مدى أن الولاياتالمتحدة غير راغبة في التورط بمغامرة عسكرية واسعة النطاق مرة أخرى. واشارت الصحيفة إلى زاوية تراها مهمة في القضية، وهي عدم صدور مطالبات من منظمات حقوق الإنسان بالتدخل في سوريا، رغم الانتهاكات الواضحة هناك، ونقلت الصحيفة قول رئيس مكتب واشنطن لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"لحقوق الانسان ( توم مالينويسكي ):"انه لا تنوي أي منظمة لحقوق الإنسان انتقاد الإدارة الأميركية لفشلها في عمل شيء لم نطلبه منها بعد، فهناك تعقيدات متزايدة في الوضع السوري، وهناك مجازفة في التدخل نظرا للبعد الطائفي في البلاد وضعف المعارضة". ولكن رغم ما سبق، فإن "أوباما" ليس بمأمن من انتقاد أسلوب تعاطيه المتأني مع القضية السورية، حيث يقول بعض المراقبين إنه أضاع فرصة جيدة لإزاحة "الأسد" كانت سانحة في بداية الثورة، ولكن "أوباما" ضيعها بدعوته إلى تسليم منظم للسلطة السياسية في البلاد. من جهة أخرى ينتقد البعض الولاياتالمتحدة لعدم لعبها دورا قياديا في القضية السورية، وحتى طرد أعلى دبلوماسي في الولاياتالمتحدة لم يسلم من النقد. وتقول رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي "إيليانا روز" -وهي نائبة عن الحزب الجمهوري- إنه كان على الولاياتالمتحدة أن تأخذ بزمام المبادرة في طرد مسؤولي النظام السوري". يذكر أن دولا مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا قد سبقت الولاياتالمتحدة في طرد المسؤولين السوريين.