"الجبن ليه اتملك الفرسان".. قصيدة غنائية ألف كلماتها الضابط محمد طارق الوديع عام 2010.. لم يكن يعلم أثناء كتابتها أنها ستكون سببا في ضياع مستقبله وسجنه ظلما تحت زعم أنه يهاجم بها المشير!! اسودت الدنيا فى عين الضابط الوديع ،كما يلقبه زملاؤه، وكان عقب تخرجه من الكلية الحربية قد انضم لوحدات الصاعقة وحصل على فرقة السيل رقم 4 وهى أصعب فرقة بالقوات المسلحة ، ورغم إصابته بكسر في ذراعه ووضعه شريحة و8مسامير بها انضم إلى الوحدة 999 قتال، وهى أشرس وحدة فى ربوع مصر . البداية وشاية تعود المشكلة عندما أصيب الضابط بنسبة عجز بسبب التهاب فى الأذن الوسطى نتيجة أعمال التدريب على الإرهاب الدولي والغطس والعمل تحت الماء، مما جعله يرغب في ترك الصاعقة ، وكان في ذلك الوقت قد ألف قصيدة "المهزلة"، والتي انتشرت بسرعة الصاروخ على موبايلات ضباط القوات المسلحة وبعض شباب المدنيين، ولكن البعض استغلوا تلك الأغنية لمحاكمته خلال 24 ساعة والحكم عليه بعام حبس بزعم أنه يهاجم بها المشير، وهو الأمر الذى لم يقصده الضابط كما قال والده العميد السابق بالقوات المسلحة . يؤكد الأب أنه تقدم بالتماس للعفو عن الإبن ونتيجة لذلك قرر الفريق عنان العفو عن نجله، ولكن يستكمل الأب حكايته قائلا: بعد العفو عن ابنى خرج ليزور زملاءه الضباط المتواجدين أمام ماسبيرو والسفارة الأمريكية، وتزامن ذلك مع نزول زملائه المعروفين بضباط 8 ابريل ليقرر التضامن سلميا معهم حتى ينال شرف المشاركة فى ثورة يناير، وكان قد نزل بزيه العسكرى من أجل المطالبة بمحاكمة مبارك وأعوانه وقتلة الثوار فيما عرف (بجمعة التطهير )ليكون السجن الحربي بالاسكندرية مكانه فى النهاية وحيدا بعيدا عن أهله . وبعد أن قضى 13 شهرا من مدة العقوبة (3 سنوات) فوجيء الأب الثلاثاء الماضي ،8 مايو ، وبدون سابق إنذار بمحاكمة نجله في محبسه بتهمة جديدة في قضيتين الأولى بها 8 متهمين ، والثانية بها 5 متهمين ، وعلى الرغم من أنه متهما ثانويا بها وعلى الرغم من أن التهمة الموجهة له مبنية على الظن، إلا أن باقي المتهمين في طريقهم للعفو عنهم والرجوع إلى وحداتهم، لتتحدد له جلسة يوم 15 مايو القادم. وتضم الأم صوتها لصوت الأب لتناشد المشير طنطاوى بالتدخل الفورى لرفع المعاناة عنها بسبب نقل نجلها إلى السجن الحربى بالإسكندرية، الأمر الذى يتسبب فى معاناة كبيرة لها حيث إنها مصابة بأحد ساقيها وقامت بتركيب شريحة بها، ومع طول المسافة وما يتطلبه السفر من استعداد شاق حيث يبدأ يوم الزيارة بالاستيقاظ فجرا لتستطيع استقلال القطار المتجه إلى الاسكندرية لتصل فى ميعاد الزيارة فى 12 ظهرا لتقضى ساعة واحدة مع فلذة كبدها الذى أعيته المشقة التى تعانى منها والدته. وتقول الوالدة أن زوجها ووالد الضابط السجين خدم بالجيش المصرى لأكثر من 30 عاما وتتساءل: ألا تشفع تلك الخدمة لها ولزوجها لكى يتم إعفائهم من تلك المسافة الشاقة التى يقضونها أسبوعيا فى رحلة الذهاب والعودة إلى وديع السجين بالاسكندرية. متسائلة اذاكان ابنها اخطأ من وجهة نظر قادته فلماذا يشمل العقاب والديه المسنين؟ إسمع المهزلة: