انتشرت ظاهرة أطفال الشوارع أو ما يطلق عليهم أطفال "القمامة" في الآونة الأخيرة بشكل مبالغ فيه، حيث تم رصد 30 حالة في شهر أغسطس المنصرم، حيث أرجع عدد من الخبراء هذه الظاهرة إلى الزواج العرفي وعدم تحمل المسؤولية والانفلات الأخلاقي، وكذا انتشار المواقع الضارة على وسائل التواصل الاجتماعى، والعلاقات غير الشرعية، والمشاهد المثيرة فى الأفلام والمسلسلات والأعمال الدرامية، بالإضافة إلى التفكك الأسري وإنهيار الثقافة. قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ظاهرة "أطفال القمامة" أي الذين يتم العثور عليهم في صناديق القمامة انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ ويطلق على هؤلاء الأطفال "أطفال الخطيئة"، قائلاً: "يكون أغلب تلك الحالات نتيجة للإنحلال الأخلاقي". وأضاف "فرويز" في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن هذه الظاهرة تعد غريبة على المجتمع المصري، قائلاً: "الانفلات الأخلاقى داخل المجتمع وانتشار المواقع الضارة على وسائل التواصل الاجتماعى، والمشاهد المثيرة فى الأفلام والمسلسلات والأعمال الدرامية، والتفكك الأسري.هو السبب الرئيسي في انتشار تلك الظاهرة الخبيثة". وتابع استشاري الطب النفسي: "ظاهرة أطفال الشوارع كان الكل يتحاكي عنها في الماضي من باب الترفية أو النكات حينما يتم التحدث أنه تم العثور على طفل أمام باب مسجد أو أمام ملجأ ولكن في العصر الحالي أصبحت حقيقة"، لافتا إلى أن مفهوم الحرية الخاطئ لدي البعض من ضمن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة. وأشار إلى أن حل هذه المشكلة يكمن في رفع الثقافة والوعي والدين لدي الشباب والفتيات، مؤكدا أن هناك وزارات لا بد وأن تقوم بدور مناسب وهي وزارة الشباب والرياضية من خلال فتح مراكز للشباب وأندية اجتماعية، ووزارة الثقافة، مناشدا بضرورة عودة الفنون مرة أخري، وكذا لا بد وأن يكون هناك دور قوي من قبل الهيئة الوطنية للإعلام في السيطرة على الإعلام المرئي. ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، إن حالات الأطفال التي تولد بدون أب وأم والذين يطلق عليهم "أطفال القمامة" أصبحت منتشرة بشكل كبير في المجتمع، مشيرة إلى أن تدني الأخلاق وعدم التربية السليمة والعلاقات غير الشرعية تعد من ضمن الأسباب الرئيسية في انتشار هذه الظاهرة، بالإضافة إلى سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحت "منصور" أن هذه الحالات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بانهيار الحالة الاقتصادية التي أصبحت عائقا أمام الشباب في الزواج، قائلة: "الفترات الماضية نجد أن الطفل يولد بدون أب وأم وذلك ما كان يحدث بسبب حالات الاغتصاب ولكن الآن الأبوين موجودان ولكنهما لم يستطيعا تحمل المصاريف فاستسهلا الطريق بعلاقة غير شرعية". وتابعت أستاذة علم الاجتماع: "يجب أن يكون هناك نظرة أكثر للآدمية البشرية عن طريق المجتمع لمواطنيه أو الأسرة لأبنائها". قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الأجتماع جامعة عين شمس، إن السبب فيما يُطلق عليهم ب"أطفال الخطيئة" نابع من التفكك الأسري من البداية، حيث أن العولمة تعد من ضمن الأسباب القوية في ظاهرة أطفال القمامة، بالإضافة إلى عدم وجود خط ثقافي قوي. وأشارت "صالح" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، إلى أنه في الماضي كان يوجد وزارة الإرشاد القومي والثقافة، وذلك مع إعلام مرئي ومسموع بشكل منسق يخضع إلى الرقابة والبرامج الهادفة التي ترفع من ثقافة المواطن وتكشف كل التيارات، مناشدة بعودة النهوض بالثقافة والنصح والارشاد في كل مؤسسات المجتمع. وتابعت أستاذ علم الاجتماع: "نحن في عصر الإعلام السيئ وما يحدث علي الفضائيات تهريج سياسي، واصبح الإعلام المرئي لا يهتم إلا ببرامج الطبخ والتجميل، ومسلسلات في منتهي الإنحطاط"، لافتة إلى ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع الذي بدروها أدت إلى عزوف الشباب عن الزواج.