كتبت أمنية إبراهيم: على غير عادته عاد محمود سائق الميكروباص من عمله مبكراً حاملاً معه أكياسا معبأة بمستلزمات المنزل الذى طلبتها منه زوجته قبل خروجه للعمل.. وقف الزوج يطرق الباب بسبب الأحمال الذى فى يده، لكن الزوجة لم تفتح الباب ولم تفكر حتى بالاهتمام بطارق الباب، فلم يكن فى مخيلتها أن يعود الزوج فى غير موعده، أعتقد أن الزوجة خرجت إلى السوق فقام بوضع الأكياس آلتى كانت فى يده وقام بفتح الباب. دخل إلى الشقة وعلى أقرب منضدة وضع الحقائب من يده وجلس على الكرسى المجاور يلتقط أنفاسه وأثناء ذلك لاحظ خروج أصوات وهمسات من داخل غرفة نومه شعر بالقلق واقترب إلى باب الغرفة بحذر شديد، حاول عدم إخراج أية أصوات ملفتة لسان حاله يقول الحمد لله مراتى مش فى البيت. بهدوء شديد قام بفتح الباب ليفاجأ بزوجته فى أحضان شاب يمارسان الرذيلة متجردين من ملابسهما، تسمر السائق فى مكانه لثوانٍ شعر بأن دماءه تغلى فى عروقه استشاط من الغضب توجه إلى المطبخ واستل سكيناً وبسرعة البرق توجه إلى غرفة نومه وقام بطعن الشاب عدة طعنات ثأراً لشرفه قبل أن يتدخل الجيران وينقذوه من الموت. «بانتقم لشرفى» بتلك الكلمات برر الزوج جريمته لضبط مباحث مركز شرطة دمياط بعد القبض عليه، موضحاً أنه أثناء عودته إلى المنزل حاملاً بعض المستلزمات ظل يطرق الباب، إلا إن أحداً لم يستجب ما اضطره لوضعها أرضاً وفتح شقته بمفتاح بحوزته، وعند دخوله سمع أصواتاً صادرة من غرفة النوم ظن فى بادئ الأمر أن لصاً اقتحم شقته لسرقتها ليفاجأ بزوجته فى أحضان عشيقها متجردين من ملابسهما لم يتمكن من تمالك نفسه وبدون أن يشعر استل سكيناً وقام بتمزيق جسد العشيق. داخل عزبة العمال التابعة لقرية السنانية مركز دمياط جرت فصول المأساة البشعة حديث القاصى والدانى صورة الحادثة فى مخيلة الأهالى بعد أن أغلقت الشقة وتم نقل الجثة إلى المشرحة والتحفظ على الزوجة بمركز الشرطة والقبض على الزوج لحين معاينة النيابة. فقبل عدة سنوات، تعرف «محمد» على «شيماء» ونشأت بينهما قصة حب انتهت بالخطبة وسط فرحة من الأهالى، فالكل كان يعتبر الشاب والفتاة من أبنائهم بعد عدة أشهر تمكن الشاب من إعداد عش الزوجية الذى سيجمعه بحبيبته، تم الزفاف وحضره أهل العزبة سعدوا بهما وتمنوا لهما الحياة الهادئة السعيدة. تروى إحدى جيران الزوجة تفاصيل يوم الحادث البشع قائلة سمعنا فجأة صوت صراخ «الحقونى هيموتنى» كانت تلك الكلمات صادرة من الزوجة تجمع الأهالى بسرعة على الصوت ظن البعض فى بداية الأمر أن خلافاً حاداً نشب بين الزوجين، فهرولوا مسرعين ليشاهدوا أبشع منظر، الزوج كان ممسكاً بسكين يطعن شاباً فى العقد الثانى من العمر طعنة، ثم يصرخ فى وجه زوجته ويلعنها بأفظع الألفاظ، ثم يعود مرة أخرى إلى الشاب العارى الملقى على السرير ليطعنه عدة طعنات أخرى ليغرق المجنى عليه فى دمائه حاول الجيران إبعاد الزوج عن المجنى عليه لكنهم عجزوا فى السيطرة عليه. الصراخ والعويل يعم المكان تدخل عدد كبير من الأهالى وتمكنوا من السيطرة على الزوج فيما قامت بعض السيدات بتغطية جسد زوجة المتهم العارى.. الجميع فى حالة ذهول الدماء تملأ المكان حتى حوائط الغرفة لطخت بالدماء بينما جلس الزوج فى أحد أركان الغرفة ممسكاً بأداة الجريمة ينظر إلى زوجته بعينين مليئتين بالشر، وخاصة أنه عجز عن قتلها بعد أن تجمع الأهالى عليه وسيطروا عليه ومنعوه من قتلها، وتمكنت الزوجة من الهرب، إلا أن الأهالى أمسكوا لحين قدوم الشرطة. وسط هذا المشهد الدموى، جلس الأهالى حتى حضرت سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة والتى نقلت المجنى عليه إلى المشرحة، فيما تم القبض على الزوج والسلاح المستخدم فى الواقعة كما تم التحفظ على الزوجة أيضاً ونقلهما إلى مركز شرطة دمياط. الزوجان فى سيارة شرطة واحدة يتبادلان النظرات الزوج يحاول الفتك بها لولا الكلبشات التى قيدت حركته والزوجة تهرب بعينها بعيداً وما زال جسدها ملفوفاً بملاءة السرير، أى فضيحة تلك وأى وضع مهين هذا والذى وضعت نفسها فيه، وهى ما زالت عروساً جديدة ومتزوجة بعد قصة حب شهد بها الجميع.. ما الذى دفعها إلى ذلك.. الرجل يكاد يصاب بالجنون ويتملكه هياج شديد لولا سيطرة رجال الشرطة ويتساءل لماذا فعلت ذلك به لم يبخل عليها بالمال أو ولا بالوقت.. كان يفنى نفسه لإرضائها ولم تشعره ولو لحظة واحدة أنها لا تحبه إنها سئمت الحياة معه أو أنها أصابها شىء، بل كانت دائماً تغرقه بكلمات الحب والحنان والشوق الجارف وتنتظر عودته على أحر من الجمر بالأحضان والكلام المعسول.. كيف فعلت ذلك لماذا ولماذا هانت عليها نفسها وزوجها وسمعتها عشرات الأسئلة تدور فى رأس الزوج والجيران والمعارف.. وكانت النهاية أنها خائنة بطبعها أو أنها مريضة أو أنها استطاعت التلون كالأفعى أمام الجميع وهى على علاقة بهذا الشاب قبيل الزواج.. خرج الزوج وصرخ صرخة دوت فى أروقة غرفة التحقيق قائلاً: هذه الأفعى الرقطاء حولتنى إلى مجرم نعم جعلتنى مجرماً بدون ذنب جنيته سوى أننى أحببتها.