خطوة جديدة من الادارة الامريكية تأتي ضمن سلسلة من العداءات التي تحملها الادارة للشعب الفلسطيني الشقيق بدءًا من نقل السفارة الامريكية للقدس وآخرها القرار الذي اتخذته بشأن وقف تمويل وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تعرف باسم "الاونروا". وقد أعلنت هيذر نويرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أول أمس الجمعة بأن بلادها لن تقدم مساهمات إضافية إلى "الأونروا"، التي وصفتها بأنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، واتهمتها بأنها تزيد إلى ما لا نهاية وبصورة مضخمة أعداد الفلسطينيين الذين تنطبق عليهم صفة اللاجئ. والأونروا هي وكالة تابعة لمنظمة الاممالمتحدة تعمل على إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى، تأسست عام 1948م، نتيجة النزاع العربي الاسرائيلي لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وإيجاد فرص العمل لهم. كما تقوم الوكالة بتوفير خدمات التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية للاجئين الذين يستحقون تلك الخدمات من بين اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الوكالة، ويتم تمويل الاونروا من خلال التبرعات التطوعية التي تقدمها الدول الاعضاء في منظمة الاممالمتحدة، وتقدم الولاياتالمتحدةالامريكية دعمًا لها يفوق إسهام أي دولة أخرى. وقد أثار القرار الامريكي بوقف تمويل "الاونروا"، ردود أفعال دولية غاضبة، فقد أعربت فلسطين عن غضبها إزاء هذا القرار، فقد وصف نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني ونائب رئيس الوزراء القرار الأمريكي بأنه اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني. وأكد أبو ردينة، أن الإجراءات الأمريكية المتلاحقة تشكل تحديًا لقرارات الأممالمتحدة، مشيرًا إلى أن "الإدارة الأميركية لم يعد لديها أي دور في المنطقة وهي ليست جزءًا من الحل". كما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية يدرسون التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، لاتخاذ القرارات الضرورية تجاه قرار واشنطن لمنع تفجر الأمور. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن القيادة الفلسطينية ستتحدى الإدارة الأمريكية وستبقى "أونروا" ما بقيت قضية اللاجئين الفلسطينيين بدون حل، مؤكدًا أن القرار الأمريكي سيؤدي إلى ردود فعل قوية من العديد من الدول التي لن تقبل بسياسة البلطجة الأمريكية". كما أعربت وكالة الاونروا في بيانها على لسان متحدثها كريس جانيس عن استيائها من القرار قائلة" القرار مخيب للآمال ومثير للدهشة، ويأتي ضمن سياق سياسي واضح لا علاقة له بتمويل المنظمة، مضيفًا أن الوكالة تعمل حسب التفويض الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء هذا القرار مؤكدة على لسان الامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن القرار يفتقر للمسئولية والحس الإنسانى والأخلاقى، وحمل واشنطن المسئولية عما سيلحقه القرار من أضرار كبيرة بنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطينى يعتمدون فى معيشتهم اليومية على ما تقدمه الوكالة من خدمات، خاصة فى مجالات الصحة والتعليم والتشغيل. وشدد أبو الغيط، على أن الولاياتالمتحدة تتخلى بهذا الإجراء الظالم عن مسئوليتها السياسية والأخلاقية إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين، التى لم تجد طريقها للحل منذ سبعين عاماً، مؤكدًا أن القرار يفاقم مشكلات "الأونروا" وأزماتها التى تابعناها بقلق بالغ خلال العام المنصرم، وأن تبعاته السلبية لن تقتصر على اللاجئين أنفسهم، وإنما ستمتد إلى الدول. أما الاردن، فقد أعلنت على لسان وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أن الأردن يأسف لقرار الولاياتالمتحدة وقف التمويل لوكالة الأونروا، مشددا على أن المملكة الأردنية مستمرة في بذل كل جهد ممكن لحشد التأييد الدولي السياسي والمالي لوكالة الأونروا لتمكينها من الاستمرار في القيام بواجباتها إزاء أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وفق تكليفها الأممي. "القرار الامريكي مؤسف ويعقد ملف اللاجئين الشائك ببعديه الانساني والسياسي" هذا ما وصفه أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، تعليقًا على القرار الامريكي مؤكدًا استمرار دولته في دعم الوكالة. كما لقى القرار القرار ردود أفعال غربية، فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن أسفه لقرار واشنطن، داعياً المجتمع الدولي لتقديم الدعم للوكالة. وأعرب الاتحاد الاوروبي عن استياءه من القرار إذ طالب الولاياتالمتحدة على إعادة النظر في "قرارها المؤسف" مشددًا على أهمية مواصلة الدعم الدولي للاونروا، التي تدير مدارس تضم مئات الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلةوالأردن ولبنان وسوريا. واعتبر فيودور سترجيجوفسكي، الناطق باسم البعثة الروسية الدائمة لدى الأممالمتحدة أن قرار واشنطن لا يصب في مصلحة التسوية في الشرق الأوسط، وأن موسكو ستواصل دعم الاونروا. وقال هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، إن أزمة تمويل الأونروا تزيد من حالة الشك وعدم اليقين مضيفًا أن ضياع هذه المنظمة يمكن أن يطلق سلسلة ردود فعل لا ضابط لها، وتعهدت الحكومة الالمانية بزيادة كبيرة في تمويلها لوكالة الاونروا. وعلى الصعيد الاخر، رحبت إسرائيل بالقرار الامريكي بشأن وقف تمويل وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، إذ قال يسرائيل كاتس، وزير المخابرات الاسرائيلي أن القرار يمثل رؤية واقعية للوضع ويدعم موقف إسرائيل.