كتبت _ سمية عبدالمنعم أقيم مساء أمس الأربعاء بالمجلس المصري للشئون الخارجية بالقاهرة، مؤتمر مصر وطاجيكستان في مواجهة الإرهاب، بحضور العديد من الشخصيات العامة والمتخصصة ، حيث افتتح جلسات المؤتمر السفير عزت سعد ، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية، وشارك في المناقشة عبدالسلام الخضراوي عضو مجلس النواب ورئيس مركز الحوار ، واللواء أركان حرب طارق المهدي ، رئيس المنتدى المصري للاعلام والصالون البحري، وأدار الجلسات الدكتور محمد طلعت ، مساعد رئيس تحرير الجمهورية، وكان من بين الحضور عصام شرف رئيس الوزراء الاسبق وجودة عبدالخالق وزير التضامن الأسبق، حيث كانت لكليهما كلمة تعقيبية في نهاية المؤتمر. بداية أكد السفير عزت سلامة أن المؤتمر يقام بمناسبة مرور 25 عاما على العلاقات المصرية التاجيكستانية وانطلاق التعاون بين البلدين في مجال الأمن ، ووجود نقاط تشابه واضحة بين الإخوان في مصر وحزب النهضة في تاجيكستان، موضحا أهمية دول آسيا الوسطى والتي منها تاجيكستان ، حيث جاء 85% من علماء المسلمين من تلك الدول ، وهو ما جعلها منطقة خصبة لنمو التطرف الإسلامي وجعلها بؤرة تركيز عالمية مما شكل تحديا خطيرا لها وللدول المجاورة. فيما أكد اللواء طارق المهدي دور الإعلام الموازي في التضخيم من حجم الإرهابيين وزرع الخوف في النفوس تجاههم ، وهو ما تلعب عليه اجهزة مخابرات الدول المغذية للارهاب والتي تمتلك القدرة على قراءة نفسية الشعوب وتوجيهها . واستطرد أن الحروب الفكرية والإعلامية لا تقل خطورة عن الحروب العسكرية ، وهو ما يستتبع مواجهة الامر فكريا ومحاربة محاولات تغييب الوعي وتوجيه العقل الجمعي للشعوب. بينما رأت الدكتورة دلال محمود مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن نقاط التلاقي بين تنظيم الإخوان وحزب النهضة كثيرة بداية من النشاة واتفاق كليهما على تقديم نفسه كمصلح للمجتمع الفاسد الكافر، فكافة التنظيمات المتطرفة انما تعمل وفق مشروع سلفي يدور حول إقامة الخلافة الإسلامية، إضافة إلى أن كليهما أتبع سياسة التكيف مع النظام القائم حتى تحين لحظة التمكين، مؤكدة أن الفكر الإرهابي لا يواجه بتغيير الخطاب الديني فحسب بل بتغيير سلوكيات المسلمين عامة. وعقب د.محمد طلعت مستعرضا نقاط التشابه بين الاخوان وحزب النهضة من خلال فيديو توضيحي لمسيرة حزب النهضة في تاجيكستان والذي تتطابق سياسته مع سياسة الاخوان التخريبية. كما تحدث محمود دياب الكاتب الصحفي والباحث في الشئون الآسيوية مستعرضا نشأة حزب النهضة التاجيكي والجرائم المرتكبة وتداعياتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا . فيما تناول إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري سابقا، طرق التناول الاعلامي لجرائم التنظيمات الإرهابية ، مؤكدا أن الاعلام الحكومي انما يهتم بالتدقيق في مصداقية الخبر قبل اذاعته وهو ما يجبره على التأخر في اذاعته مما يشكل فرصة للاعلام المحرض لبث الشائعات، مؤكدا ان مواجهة الارهاب تقتضي وجود رؤية واستراتيجية، ووجود اعلام متخصص للحديث عن الظاهرة ،وشن حرب نفسية ومعنوية على الارهابيين. وعن العلاقات الخارجية للتنظيمات الارهابية تحدث الدكتور أحمد سامي عنتر، مدرس اللغة الفارسية بجامعة عين شمس، مستعرضا مصادر التمويل وآليات التجنيد التي استخدمتها المنظمات الإرهابية في استقطاب الشباب. واختتم المناقشة محمود عبدالله، محامي بمحكمة النقض والمستشار القانوني لحزب التجمع، متحدثا عن تاريخ أحكام القضاء المتعلقة بحظر الجماعة واعتبارها جماعة ارهابية ، مستعرضا التاريخ الدموي للجماعة منذ نشأتها. وتعقيبا على المناقشة تحدث عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق مؤكدا أن الحل في ترسيخ الدولة الوطنية بتدعيم ثقافة التعايشية ، وعدم ترك أي فراغ قانوني حتى لا تكون فرصة لظهور تلك الكيانات الشاذة، مثمنا ضرورة وجود مشروع تنويري ثقافي لدعم الوعي الجمعي. بينما أكد جودة عبدالخالق وزير التضامن الأسبق أن الأمر بحاجة لوضع نظرية للارهاب بالمفهوم العلمي لتفسير ظاهرة المجتمع ، والنهوض بالبيئات التي تحتضن بذور الارهاب بالقضاء على الأمية والبطالة. وفي ختام المؤتمر أعلن التوصيات التي تم التوصل إليها والتي تشمل ضرورة مواجهة الإرهاب فكريا وليس أمنيا فقط، ضرورة تكاتف كافة دول العالم لمحاربة الإرهاب، وضع نظرية واضحة لمفهوم الإرهاب حتى لا يتم اعتبار منظمات تحرر وطني إرهابية، وجود إعلام متخصص لمكافحة ظاهرة الإرهاب وعدم ترك الأمر لغير المتخصصين.