كتبت إيمان الشعراوي: خبراء: مصر تعود لريادتها إفريقياً ودولياً بزعامة الرئيس «السيسي» إنجازات عديدة حققتها مصر على مستوى السياسة الخارجية، حيث برز اسمها بقوة على الساحة الدولية عقب ثورة ال30 من يونيو وتمكنت من العودة لمكانتها وريادتها، فضلاً عن تنوع العلاقات والزيارات الذي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للخارج، الذي استطاع أن يحقق منها مكاسب اقتصادية وسياسية، وتأتي علاقات مصر مع الدول الإفريقية من الأولويات فى السياسة الخارجية للرئيس «السيسى»، حيث نجح الرئيس في إعادة مصر إلى مجلس السِلم والأمن الإفريقي وعودة مصر لأنشطتها في الاتحاد الإفريقى بعد أن علقت أنشطة مصر فى شهر يوليو من عام 2013، واهتمت مصر بإفريقيا وتعزيز العلاقات مع دولها والاهتمام بقضاياها وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على المشاركة في العديد من القمم الإفريقية منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014 والتي بدأها بحضور قمة «مالايو» وهذا الاهتمام الرئاسي قوبل بتقدير إفريقي تجلى في الدعم الإفريقي لتمثيل مصر للقارة في منصب العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن ورئاسة لجنة تغير المناخ فى الاتحاد الإفريقى وعضوية مصر في مجلس السِلم والأمن الإفريقى ودعم الاتحاد الإفريقي ترشيح السفيرة مشيرة خطاب، كممثلة للقارة على رأس منظمة اليونسكو....وتأتي أبرز إنجازات مصر على الصعيد الدولي: «سد النهضة» أثبتت مصر حُسن نواياها في المعادلة التي وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي للتعامل مع ملف «سد النهضة» الإثيوبي التي تقوم على الحق في التنمية مقابل الحق في الحياة، لكن يبدو أن هناك عثرات تصادف المسار التفاوضي حتى الآن، ورغم كل المخاوف من عامل الوقت، فإن إثبات حُسن النوايا سيكون بلا شك من دعائم موقف مصر الدولي في تحركاتها لحماية حقوق مصر المائية. عضوية ناجحة في مجلس الأمن حققت مصر إنجازات عديدة خلال عضويتها في مجلس الامن، حيث تمكنت من تمرير مشروعات مصرية لقرارات تتعلق بإدخال المساعدات في سوريا ومكافحة الإرهاب وطرح مبادرة لمناقشة أزمة «الروهينجا» المسلمين في بورما وموافقة المجلس بالإجماع على مشروع قرار مصري لمكافحة الخطاب الإرهابي وحجب تمويل الجماعات الإرهابية. وعلى الجانب الإفريقي، أكدت مصر خلال عضويتها دعم جهود بناء السلام في إفريقيا وتشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات في القارة. إيجاد حل للأزمة الليبية تصدرت الأوضاع في ليبيا اهتمامات وزارة الخارجية المصرية، حيث شهدت مصر زيارات لطرفي الحكومة الليبية فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، والمشير خليفة حفتر، فضلاً عن زيارات الوفود العسكرية والليبية لمصر لبحث التطورات السياسية والميدانية بالجارة الغربية التي تؤثر الأوضاع بها بشكل مباشر على الأمن القومي المصري. ملف القضية الفلسطينية بذلت مصر جهوداً حثيثة في ملف القضية الفلسطينية ويعتبر أهم الإنجازات المصرية في القضية الفلسطينية وهي ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني من خلال التوقيع على اتفاق تاريخي للمصالحة الوطنية بين حركتي «فتح» و«حماس» في أكتوبر 2017 في القاهرة بعد أعوام من الانقسام، وذلك برعاية المخابرات المصرية، حيث تضمن الاتفاق تمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة مهامها والقيام بمسئولياتها الكاملة فى إدارة شئون غزة، كما فى الضفة الغربية مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام وهو الاتفاق الذي ترعى مصر تنفيذ كل بند من بنوده للحفاظ على استمرار المصالحة الوطنية. وحول قضية القدس، تصدرت مصر المشهد السياسي عربيًا ودوليًا في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، «القدس» عاصمة لإسرائيل واعتزامه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث أكدت وزارة الخارجية فور قرار «ترامب» رفض مصر القرار وما يترتب عليه من نتائج، كما دعت الجامعة العربية لعقد جلسة طارئة لمناقشة الموقف العربي من القرار. ودوليًا، قادت مصر جهودًا دبلوماسية في سبيل حشد الإدانات الدولية للقرار، حيث قدمت مصر باعتبارها عضوا غير دائم بمجلس الأمن مشروع قرار بالمجلس يدين ويرفض القرار الأمريكي ورغم إحباط المشروع من جانب «الفيتو» الأمريكي إلا أن جلسة مجلس الأمن شهدت إجماعًا كبيرًا على القرار بواقع 14 صوتًا. مقاطعة قطر اتخذت مصر قرارات مع 3 دول عربية هي الإمارات والسعودية والبحرين في يونيو 2017 لمقاطعة قطر، لزعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم التنظيمات الإرهابية والمحصلة جيدة بالموقف الجماعي الذي جرى التوافق عليه ومن شأنه أن يضع النظام القطري تحت ضغط كبير. خفض التصعيد في سوريا ساهمت مصر في تشكيل مناطق خفض التصعيد في سوريا، عملًا بنتائج حوار «أستانا»، حيث تمكنت مصر من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوبدمشق وعلى المستوى السياسي وعلى الرغم من عدم المشاركة المباشرة في المفاوضات حول سوريا إلا أن مصر تراقب تلك الاتفاقات وتستضيف اجتماعات دائمة لقوى المعارضة السورية في خطوات للوصول إلى الحل السياسي للأزمة السورية وفق مقررات الأممالمتحدة. وظل الموقف المصري الدائم من الأزمة السورية منذ بدأت قبل 6 سنوات هو الدعوة إلى الانخراط في عملية سياسية بين جميع الأطراف ورفض دعم الجماعات المسلحة ومحاولات تفكيك الدولة الوطنية ورغم ما جلبه ذلك من انتقادات فإن القاهرة تعتبر أن حقائق الواقع الآن في سوريا أكدت صحة توجهها ومصر لم تكتف فقط بطرح نظري للتسوية، بل إنها انخرطت فعلياً في الأزمة وتمكنت من إعلان للهدنة وخفض التصعيد بين الأطراف المتصارعة ومنها ما تم تنفيذه في جنوبدمشق. تحسن العلاقات المصرية - الروسية منذ أن كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية، كان يضع تحسن العلاقات مع روسيا فوق طاولة إنجازاته، حيث زار الرئيس «السيسى» آنذاك روسيا الاتحادية مع وفد رفيع المستوى من أبرزهم وزير الخارجية الأسبق، الدكتور نبيل فهمى، والتقى «السيسي» فى هذه الزيارة سيرجى شايجو، وزير الدفاع الروسى. ورد الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، الزيارة للقاهرة فى فبراير الجاري للمرة الأولى مُنذ زيارته لمصر فى عام 2005، حيث اتفق الجانبان على إنشاء محطة للطاقة النووية ب«الضبعة»، فضلاً عن مذكرات في مجال الاستثمار، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات العسكرية المشتركة بين الجانبين. العلاقات المصرية - الأوروبية على الطريق الصحيح تسير القاهرة بخطى ثابتة في إطار مساعي تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية على مختلف الأصعدة، حيث تتجه العلاقات المصرية- الأوروبية إلى السير في الاتجاه السليم، لا سيما أن الجانب المصري يرى ضرورة توطيد علاقاته بالدول الأوروبية بديلاً عن الولاياتالمتحدة في كثير من الأمور انطلاقاً من عدد من العوامل من بينها قرب أوروبا من المنطقة العربية. ومن جانبه، أكد سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الدولية، انه منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى مصر وهو يحاول بشتى الطرق توطيد العلاقات المصرية- الدولية بوجه عام والإفريقية بوجه خاص وأن تعود مصر لأحضان إفريقيا، كما كانت فى السابق ولذا فى الفترة الأخيرة توجه الرئيس «عبدالفتاح» إلى زيارة عدة دول إفريقية. وأضاف «اللاوندي» أن سياسة مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو اختلفت كثيرًا، حيث إنها اتجهت لوجود حلول عادلة للقضايا الاقليمية ولأزمة مياه نهر النيل والانفتاح الاقتصادى مع دول الحوض، واصفًا تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالذكاء، حيث إن مصر ستجنى ثمرة تلك التحركات عما قريب.