قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان ترشح اللواء "عمر سليمان" احد ابرز رموز النظام المصرى السابق لانتخابات الرئاسة أربك الحسابات. واشارت الصحيفة الى ان اعلان "سليمان" ترشحعه يأتى بعد اقل من يومين من قراره بعدم الترشح وهو امر لم يفهم حتى الان . واشارت الى ان وجود "سليمان" فى السباق الرئاسى سيقسم السباق الى قسمين ، احدهما اسلامى والاخر ليبرالى وربما يحلو للبعض ان يسميه " من اتباع النظام السابق ."فلول". وقالت الصحيفة ان ترشح "سليمان" اغضب الشباب الناشطين الذين قاموا بالثورة ضد نظام الرئيس السابق "حسنى مبارك" ، خصوصا انهم ينتقدون بشدة استمرار نفوذ رموز النظام البائد طوال الاشهر الماضية منذ قيام الثورة . ونقلت الصحيفة ما نقلته وكالة "اسوشيتد برس" الامريكية عن "محمد رضوان" احد الشباب الذين شاركوا فى الثورة العام الماضى قوله:" حقا انه امر غير مفهوم ان يتقدم احد ابرز رموز النظام السابق لانتخابات الرئاسة ، فى حين انه من المفترض ان يكون حاليا رهن المحاكمة كمجرم" . واوضحت الصحيفة ان "سليمان" عليه ان يقدم 30 الف توكيل من المواطنين على الاقل من 15 محافظة او 30 توكيل من نواب البرلمان ، كى يفى بشروط الترشح قبل انتهاء المهلة يوم الاحد . واضافت ان "سليمان" البالغ من العمر 75 عاما ، ربما يكون المرشح المفضل لدى المجلس العسكرى الحاكم فى مصر حاليا ، والذى يسعى للابقاء على النظام السياسى القديم ، حتى تظل مزايا المؤسسة العسكرية كما هى دون تغيير . واشارت الصحيفة الى ان "سليمان" خدم كمدير للمخابرات المصرية لمدة 18 عاما ، وهى الفترة الى زادت فيها الاتهامات للنظام بارتكاب عمليات التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان للمعارضين والمنشقين فى مصر ، كما انه كان احد اقرب المقربين ومحل الثقة عند الرئيس السابق "حسنى مبارك"، وربما ان ذلك هو السبب الذى يجعله محل شك لدى العديد من المصريين ، الذين يتطلعون الى طى صفحة النظام السابق تماما والانتقال نحو الديمقراطية . وقالت ان فوز "سليمان" يعنى استمرار الحكم العسكرى لمصر ، والذى امتد طوال عهود اربعة رؤساء سابقين . واضافت ان حزب الحرية والعدالة بث خبر ترشح "سليمان" للرئاسة على صفحتة على موقع "فيسبوك" مصحوبا بخمس صور يصافح فيها "سليمان" مسئولين اسرائيليين بارزين وهو مبتسما وخلفه العلم الاسرائيلى . وقال المتحدث باسم الحزب "احمد خيرى " : " هذه رصاصة على الثورة المصرية ، واضاف ان ترشح "سليمان" يعنى ان الثورة لم تقم ، وان الشعب المصرى سيدفع الثمن ". واشارت الصحيفة الى ان "سليمان" الحليف القوى لامريكا واسرائيل ، ربما يلقى ترحيبا بين بعض الاوساط المصرية التى تخشى انزلاق البلاد فى الفوضى ، وتأمل فى الاستقرار ، كما ان معرفته الكبيرة وخبرته بالنظام السياسى والاوضاع الداخلية فى البلاد وعلاقته بالمؤسسة العسكرية تجعله واحدا من ابرز الاسماء المتنافسة فى السباق الرئاسى فى ظل التزاحم الكبير فى مضمار السباق .كما انه يحظى بدعم هؤلاء الذين يخشون من وقوع مصر فى قبضة الحكم الاسلامى بقوانينه المتشددة . واضافت ان المئات خرجوا فى الشوارع تأييدا لسليمان ، وهو ماجعله يغير موقفه حسبما قال . ونقلت الصحيفة عن "طارق شلبى" مدون وناشط قوله :" لا اعتقد ان "سليمان" له فرصة فى الفوز كونه واحدا من ابرز رموز نظام "مبارك" ، الا ان ترشحه سيجعل هؤلاء المتخوفين من الاسلاميين يصوتون لصالح لمرشح الليبرالى "عمرو موسى".