«صدمة الشاطر».. هو ملخص المشهد السياسى الآن بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين إعلان ترشح «الشاطر» ممثلاً للإخوان وحزب الحرية والعدالة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. لقد أثار القرار صدمة حقيقية فى الشارع السياسى المصرى لم يفق منها حتى الآن، وأغلب الظن أن تداعيات إعلان الترشح ستمتد لحين إعلان نتيجة الانتخابات فى 21 يونيو المقبل، سواء فاز «الشاطر» بمقعد الرئاسة أو خسره. وقراءة سريعة فى تداعيات إعلان «الشاطر» مرشحاً للإخوان بالانتخابات الرئاسية يمكن تلخيصها فى الآتى: - جاء صادماً داخل جماعة الإخوان المسلمين ذاتها، حيث يميل قطاع من الشباب إلى تأييد عبدالمنعم أبوالفتوح مرشحاً رئاسياً رغم انشقاقه عن مجلس شورى الجماعة، وجاء ترشيح «الشاطر» ليزيد الانقسام داخل جماعة الإخوان المسلمين بين تأييد «الشاطر» من جهة وتأييد «أبوالفتوح» من جهة أخرى، وهذا يؤدى إلى تفتيت أصوات الجماعة، بدلاً من بقائها كتلة تصويتية واحدة فتفقد أهم مصادر قوتها بالانتخابات التى لمسناها فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وبخلاف الانشقاق داخل جماعة الإخوان المسلمين يؤدى ترشيح «الشاطر» إلى تفتيت أصوات المرشحين الإسلاميين الآخرين مثل حازم أبوإسماعيل ومحمد سليم العوا، وهذا كله لا يصب فى مصلحة مرشحى التيار الإسلامى عموماً. - أدى ترشيح «الشاطر» إلى ارتباك المرشحين المدنيين فى المعسكر الآخر، خصوصاً عمرو موسى وأحمد شفيق وحمدين صباحى وأيمن نور، بعد أن جاء ترشيح «الشاطر» مناقضاً لموقف الإخوان المسلمين السابق بعدم الدفع بمرشح رئاسى فى الانتخابات وهو ما يضر بمصداقيتهم فى الصميم، خصوصاً أنهم أعلنوا من قبل أنهم يسعون للاستحواذ على 30٪ من البرلمان فإذا بهم يحصدون 60٪ 70٪ من مقاعده مع مرشحى التيار السلفى، وبذلك زادت المعركة الانتخابية سخونة، فلم يعد هناك مرشح إسلامى واحد ينافس عمرو موسى مثلاً بل ثلاثة هم «أبوالفتوح» و«الشاطر» و«أبوإسماعيل». - ترشح «الشاطر» أثار هواجس كبيرة فى الغرب خصوصاً أوروبا وأمريكا من تحول مصر من دولة مدنية إلى دينية، لأن فوز «الشاطر» يجعل الرئيس إسلامياً والبرلمان إسلامياً والحكومة إسلامية وهذا لا يخدم مصر كثيراً فى المحافل الدولية والتى تعتبر فوز الإسلاميين مناهضاً لحقوق المرأة وحقوق الإنسان والأقباط والوحدة الوطنية. - ترشح «الشاطر» دفع بعض القوى السياسية إلى حث المشير «طنطاوى» على خوض الانتخابات، حفاظاً على الدولة المدنية وحتى لا تتحول مصر إلى دولة دينية، وفى كل الأحوال لو خاض المشير الانتخابات حتما سيكسبها لأن الأغلبية الصامتة تؤيده، وهذا تكريس لعسكرة منصب الرئيس حتى لو خاض المشير الانتخابات كمرشح مدنى. - يتردد أن ترشح «الشاطر» أدى إلى حرقه داخل جماعة الإخوان المسلمين، لأن خسارته واردة فى الانتخابات فى ظل المعطيات الحالية، وهذا فى صالح المرشد الحالى الدكتور محمد بديع الذى عين نائبه خيرت الشاطر أكبر المنافسين له فى منصب المرشد العام للإخوان المسلمين. الدكتور محمد نصر اكتشفت مؤخراً مهارة الدكتور محمد نصر، أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب، عقب أزمة صحية عارضة مررت بها، فهو يعالج مرضاه قبل الدواء بالابتسامة والكلمة الحلوة والدعابة ويبدو أن مرضاه أصدقاء حقيقيون له وليست مجرد طلاب علاج، وعندما سألته عن سر علاجه قال الابتسامة فى وجه المريض أفضل علاج ثم يأتى بعدها دور الدواء ومواعيد تناوله، وقد قال الله تعالى فى محكم تنزيله: «ولو كنت فظاًّ غليظ القلب لانفضوا من حولك».