يترقب عشاق كرة القدم حول العالم، انطلاق منافسات مونديال روسيا 2018، الحدث الرياضي الأهم والأكثر جماهيرية في العالم بمشاركة 32 منتخباً بمشاركة المنتخب الوطني . وتحظى بطولات كأس العالم بالكثير من الأحداث والحكايات التي تركت أثراً كبيراً في ذاكرة عشاق كرة القدم حول العالم . "الوفد" تستعرض عدداً من أبرز ذكريات المونديال في الخمسين عاماً الأخيرة .. برازيل 82 بطل غير متوج عندما يتم ذكر مونديال اسبانيا 1982، فمنتخب البرازيل هو أول ما يخطر بذهن أي متابع لكرة القدم ، وعلى الرغم من عدم تتويجهم باللقب إلا أن نجوم البرازيل سرقوا قلوب الجماهير . بداية تكوين هذا الفريق كانت مع تعيين تيلي سانتانا مديرا فنياً للسليساو خلفاً لماريو زجالو وكتونيهو بعد فشلهما في مونديالي 1974 و1978 . الفريق الذي قدم العروض الأفضل في تاريخ المونديال حتى الآن في حضور نجوم بحجم سقراطس، وايدير وزيكو وفالكاو، دفع ثمن إهمال الجوانب الدفاعية وتواضع حارس المرمي غالياً، لتتحول هذه المشاركة إلى واحدة من كلاسيكيات المونديال، وإلى نقطة فاصلة في تخطيط البرازيل للمستقبل في البطولات التالية . فالكاو أم فالساو في الوقت الذي انبهر فيه العالم بما يقدمه المنتخب البرازيلي من فنون كرة القدم داخل ملاعب المونديال الذي انطلق أثناء شهر رمضان ، انشغل المصريون والعرب بشكل عام بأمر آخر يتعلق بالتنافس الطريف بين الثنائي محمد لطيف وعلي زيوار أحد أهم المعلقين في هذه الحقبة الزمنية . ووصل الصراع بينهما إلى شاشات التليفزيون فمحمد لطيف ينطق اسم فالكاو كما هو، بينما يصر زيوار علي ان ينطقه ب فالساو . ووصل الأمر إلى أن زيوار قال أثناء تعليقه على إحدى مباريات البرازيل في البطولة : " الكورة وصلت لفالساو.. واسمه فالساو مش فالكاو بأه.. وإحنا بتوع الإنجليزي كله لامؤاخذة " . السجين باولو روسي يعد مونديال 1982 واحدا من أكثر نسخ البطولة التي شهدت مفارقات وأحداثا غريبة، ولعل واحدة من أبرز حواديت هذه النسخة هي مشاركة باولو روسي نجم يوفنتوس مع منتخب إيطاليا . باولو روسي كان أحد هدافي السيريا ايه مع فيتشينزا قبل انتقاله ليوفنتوس موسم 1981، الا ان النجم الايطالي سقط في فخ المراهنات وصدر بحقه حكم بالسجن، وصدر قرار بإيقافه عامين عن لعب كرة القدم، توقع بعده الجميع أن مشواره مع كرة القدم قد انتهي بشكل مأساوي . وقبل انطلاق مونديال 1982 يفجر أنزو بيرزوت المدير الفني لإيطاليا مفاجأة مدوية باستدعاء روسي لقائمة الأزوري رغم مشاركته في ثلاث مباريات فقط بعد انتهاء الإيقاف سجل خلالها هدفاً واحداً . وبالفعل لم تكن بداية روسي في البطولة جيدة بعد أن قدم إيطاليا عروضاً سيئة ونجحوا في التأهل للدوري التالي دون تحقيق أية انتصارات وفشل روسي في التسجيل، قبل أن ينفجر في مواجهتي البرازيل بتسجيل هاتريك ثم سجل هدفين في مرمي بولندا بنصف النهائي وهدف في ألمانيا بنهائي البطولة ليتوج المنتخب الإيطالي باللقب للمرة الثالثة، ويحصد باولو روسي لقبي أفضل لاعب وهداف البطولة برصيد 6 أهداف . يد مارادونا تصنع التاريخ دييجو ارماندو مارادونا هو الاسم الأشهر ربما في تاريخ اللعبة، وهو اللاعب الوحيد الذي حول المنافسة في المونديال إلى لعبة فردية . مارادونا اللاعب الشاب المتمرد حمل أحلام جماهير الأرجنتين فوق كتفيه وقادهم لتحقيق لقب مونديال المكسيك 1986 بطريقة ملحمية، مازالت الارجنتين تعيش على ذكراها على أمل أن يقدم ليونيل ميسي قائد التانجو معجزة مشابهة في روسيا بعد إخفاقاته المتكررة في آخر ثلاث بطولات . بعيداً عن كل ماقدمه مارادونا في المكسيك، اختار ايقونة الأرجنتين أن يسجل لقطتين باسمه في تاريخ كرة القدم، كانتا أمام انجلترا في نصف النهائي . اللقطة الأولى الهدف الشهير الذي سجله بيده في شباك بيتر شيلتون وسط ذهول الجميع بعد أن قرر الحكم التونسي علي بن ناصر احتساب الهدف ، ليخرج بعدها مارادونا معلقاً عل تسجيله الهدف بيده بأنها يد الله . اللقطة الثانية هي "هدف القرن" عندما تسلم مارادونا الكرة في منتصف الملعب ليقرر مراوغة كل لاعبي المنتخب الانجليزي، قبل أن يراوغ الحارس شيلتون ويودع الكرة في الشباك، مسجلاً الهدف الأجمل في تاريخ كأس العالم وربما في تاريخ لعبة كرة القدم .