فى كل بطولة من بطولات كأس العالم تأخذ البطولة اسم نجمها الأفضل وقبل انطلاق كأس العالم 1982 كانت كل الأسماء المرشحة للتألق تنحصر فى نجوم البرازيل زيكو وسقراط وفالكاو وإيدر ونجم الأرجنتين مارادونا ونجوم ألمانيا رومينيجة وروبش وبرايتنر ونجم فرنسا ميشيل بلاتينى لكن ولأن البطولة تفرز نجمها وبطلها خلال مبارياتها سجلت البطولة تألقا لنجم جاء من بعيد ومنتخب لم يكن مرشحا وهو النجم الهداف باولو روسى ومنتخب إيطاليا. باولو روسى سطر اسمه خلال مونديال إسبانيا بأحرف من نور فقبل البطولة لم يكن أحدًا من المتابعين يتصور أن يتألق هذا النجم النحيل الذى مر بظروف بالغة القسوة وكان مجرد انضمامه مفاجأة من المدير الفنى للأتزورى انزوبيرزوت. قبل المونديال بعامين وتحديدًا فى فبراير 1980 تفجرت فى إيطاليا واحدة من أعنف فضائح التلاعب فى نتائج مباريات الدورى الإيطالى حيث كان باولو روسى يلعب فى ذلك الوقت مع نادى فياتشنزا وكشفت التحقيقات تورط شركتان وأحد أكبر المراهنين ما جعل الدورى الإيطالى يمر بأخطر أزمة فى تاريخه وكان من بين الأندية المتهمة بالتواطؤ بترتيب النتائج فى هذه القضية ميلان الذى تم إسقاطه إلى الدرجة الثانية، أما من بين اللاعبين فبرز اسم نجم روما الصاعد برونو جوردانو والحارس الدولى السابق البيرتوزى وباولو روسى الذى اتهم بتورطه فى ترتيب نتيجة مباراة فريقه ضد افيللينو فى 30 ديسمبر 1979 وتمت معاقبته بالإبعاد لمدة ثلاثة أعوام، ثم خفضت العقوبة إلى سنتين بعد الاستئناف. فى مارس 1982 وخلال الشهر الأخير لتواجده فى السجن لقضاء فترة العقوبة لفضيحة التلاعب فى نتائج المباريات فجر نادى اليوفنتوس مفاجأة كبيرة بإعلانه إعادة روسى إلى صفوفه مجددًا وهو ما منح أنزو بيرزوت فرصة العمر لإعلان ضم روسى إلى صفوف منتخب إيطاليا بعد خروجه من السجن مباشرة فى أبريل 1982 وسط ضجة كبيرة واستغراب كافة متابعى الكرة الإيطالية الذين شاهدوا روسى يشارك فى ثلاث مباريات فقط مع اليوفنتوس ويسجل هدفًا واحدًا قبل أن يضمه بيرزوت إلى رحلة إسبانيا. خلال مباريات المونديال بدأ باولو روسى ككل لاعبى منتخب إيطاليا متواضعًا للغاية وصعد الاتزورى بشق الأنفس وبفارق الأهداف المسجلة عن منتخب الكاميرون إلى الدور الثانى ليشفق الكثيرين عليه من مواجهة عملاقى الكرة العالمية الأرجنتين (حامل اللقب) والبرازيل المرشح الأول للحصول على اللقب بنجومه الكبار. انتظرت إيطاليا لترى البرازيل تسحق الأرجنتين بثلاثية مقابل هدف لتجد إيطاليا نفسها فى مواجهة الأرجنتين فى مواجهة حاسمة لحامل اللقب إلا أن العملاق الإيطالى استفاق ليفوز على التانجو بهدفين لهدف بعدما نجح المدافع الإيطالى جنتيلى فى القبض طوال المباراة على نجم الأرجنتين الشاب آنذاك دييجو مارادونا لتتجه الأنظار فور المباراة الأخيرة بين البرازيلوإيطاليا التى لا سبيل أمامها سوى الفوز للصعود للدور نصف النهائى بينما يكفى البرازيل مجرد التعادل إلا أن كافة الترشيحات رشحت السامبا لفوز كاسح قبل المباراة. سيناريو المباراة جاء مغايرًا لكافة التوقعات وظهر روسى للمرة الأولى ونجح فى تسجيل هدف التقدم لإيطاليا بضربة رأس ثم أعاد التقدم مجددًا للاتزورى بالهدف الثانى بعدما نجح سقراط فى التعادل لمنتخب البرازيل لينتهى الشوط الأول بالتعادل بعد تعادل سيرجينيو للبرازيل قبل نهايته بدقائق. ظل التعادل سيد الموقف لواحدة من أشهر مباريات مونديال 1982 حتى العشر دقائق الأخيرة لينجح روسى فى تسجيل الهدف الثالث وسط ذهول العالم كله لينجح منتخب إيطاليا فى الصعود للدور نصف النهائى فيما ودع منتخب البرازيل بجيل من سحرة الكرة. كانت مباراة البرازيل بمثابة خروج من القمقم للمارد الإيطالى بصفة عامة ولباولو روسى بصفة خاصة حيث صعد منتخب إيطاليا لملاقة بولندا فى الدور نصف النهائى ليعود روسى ويسجل هدفى الفوز لمنتخب إيطاليا الذى صعد للدور النهائى لملاقاة ألمانياالغربية وينجح روسى فى افتتاح النتيجة لمنتخب إيطاليا وينجح زميلاه التوبيلى وتارديلى فى تسجيل هدفين ليصعد نجوم إيطاليا لاستلام كأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخهم ويحصل باولو روسى على لقب هداف المونديال. بعد العودة من المونديال تألق باولو روسى فى صفوف اليوفنتوس وقاده للفوز بالدورى الإيطالى موسم 1982 / 1983 ثم أضاف لقب آخر للدورى الإيطالى عام 1984 / 1985 وفى نفس العام فاز بلقب كأس الاتحاد الأوروبى وفى عام 1986 انتقل باولو روسى إلى الميلان ومنه إلى فيرونا الذى اختتم مشواره الكروى به.