جامعة كفر الشيخ تحصد المركز 12 في تصنيف ويبومتركس الإسباني للاستشهادات المرجعية بإصدار يوليو 2024    رئيس مجلس الدولة الجديد يعيد تشكيل المكتب الفني    بدء الجمعية العمومية للأطباء بعد اكتمال النصاب القانوني لأول مرة منذ 5 سنوات    وزير التعليم يشدد على أهمية التحضير والاستعداد المبكر للعام الدراسي الجديد (صور)    اختبارات القدرات ونظام القبول.. إجراءات جديدة ل "الأعلى للجامعات" بشأن تنسيق 2024    شيخ الأزهر يوصي علماء إندونيسيا بتحصين أبنائهم ضد دعاة التشكيك في حجيَّة السنة    تكثيف الأنشطة الصيفية في مدارس الوادي الجديد    تنظيم 3 قوافل لإتاحة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية في أسيوط    وزير التعليم العالي: نواصل خطة للنهوض بالطالب الجامعي وتأهيله لسوق العمل    الشكاوى سببها زيادة الاستهلاك.. مصدر: الإعلان عن الأسعار الجديدة للكهرباء خلال أيام (تفاصيل)    خبراء الضرائب: الالتزام باتفاقيات منع الإزدواج الضريبي يُحسن سمعة مصر الدولية    ‫رئيس الإصلاح الزراعى يتفقد الجمعيات والمشروعات الإنتاجية بمناطق الهيئة فى محافظة البحيرة    موعد تسليم عمارات مشروع سكن مصر بالمنصورة الجديدة    الرئيس الإيراني المنتخب يتسلم مرسوم التنصيب.. 15 يوما أمام بزشكيان لتقديم حكومة لنيل ثقة مجلس الشورى    حماس: نتنياهو يعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    رئيس الوزراء المجري: ترامب سيحل الحرب الروسية في أوكرانيا    "إذا واصلت دعم روسيا".. بايدن: الحلفاء الأوروبيون مستعدون لخفض الاستثمارات في الصين    قائد منتخب الدراجات يدافع عن شهد سعيد| من حقها المشاركة في الأولمبياد    انتشال جثتي سيدة وابنتها من ترعة الإبراهيمية بالمنيا    تفاصيل حفل ماجدة الرومي بمهرجان العلمين، وهذه أسعار التذاكر    بلدية غزة: الاحتلال دمر 35% من المبانى والمرافق السكنية فى الشجاعية    شيخ الأزهر يؤكِّد ضرورة التَّعاون لدعم إعادة بناء المؤسَّسات الصحيَّة والتعليميَّة في غزة    محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى المبرة للتأمين الصحي    "استغاثة الست اعتماد"| تدخل عاجل من محافظ أسيوط لإنقاذ حياة مريضة.. ماذا حدث؟    الكرملين يصف تصريحات بايدن تجاه بوتين ب "غير المقبولة على الإطلاق"    وزير الخارجية يلتقى غدا مستشارة الرئيس الفرنسى وأمين مجلس التعاون الخليجى    تعرف على إيرادات فيلم اللعب مع العيال ل محمد إمام    الهجرة النبوية وأنشطة صيفية ضمن فعاليات قصور الثقافة بالجيزة    محافظ الجيزة يزور «معانا» لإنقاذ انسان ببولاق الدكرور لرعاية الاطفال والمواطنين بلا مأوى    آمال ماهر وفؤاد عبدالواحد.. وليلة غنائية لا تنسى في عروس المصائف "    المشاط: استمرار زيادة فجوة تمويل التنمية ومواجهة العمل المناخي تُشكل تحديا رئيسيا على المستوى العالمي    يوم عاشوراء 2024.. الموعد وفضل صيامه والأدعية المستحبة (كفارة لذنوب عام)    جماهير ألمانيا تتوقع تتويج إسبانيا بلقب يورو 2024    حزب الله يستهدف جنودا إسرائيليين فى محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية    وكيلة صحة بني سويف: الإعلام شريك أساسي في تحسين خدمات الصحة بالمحافظة    من غروب الخميس.. فضل قراءة سورة الكهف والوقت الأمثل لقراءتها    مفهوم الهجرة ومعانيها (2)    عمرو عرفة يضع وصفًا لكل أعماله ويتمنى تقديم السيرة الذاتية ل«النقشبندي» (فيديو)    الرئيس النمساوي يودع الفريق الأولمبي المشارك في دورة الألعاب الصيفية في باريس    مصرع سائق اشتعلت به السيارة بسبب ماس كهربائي بالجيزة    نصائح لموجهة الموجات الحارة.. كيف تحافظ على برودة منزلك وصحتك| شاهد    "الصحة": انتهاء البرنامج التدريبي في الحوكمة الصحية بالتعاون مع كلية "ثاندر بيردا" الأمريكية    أولمبياد باريس.. استعدادات «فراعنة الأولمبي» قبل خوض غمار المنافسات    تفاصيل زيارة وزير التعليم لمحافظة المنيا (صور)    جثته متفحمة.. تحديد هوية ضحية سيارة الصحراوي المشتعلة    مصرع سائق تريلا تفحمت سيارته على الطريق الصحراوي جنوب الجيزة    خلال 24 ساعة.. ضبط 14 طن دقيق مدعم داخل المخابز السياحية    انطلاق القوافل العلاجية الشهرية اليوم لمبادرة حياة كريمة بقرى ومدن البحر الأحمر    اتحاد الدراجات يحسم مصير مشاركة شهد سعيد في أولمبياد باريس 2024    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص في تصادم سيارتين بالعريش    الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الرسل.. اليوم    ضبط تشكيل عصابي بحوزته كمية كبيرة من المخدرات والشابو والهيروين بالأقصر    موضوع خطبة الجمعة اليوم.. «لا تحزن إن الله معنا»    «معندناش اتحاد كرة».. تحرك جديد من المقاولون العرب بشأن مباراة بيراميدز    صلاح سليمان: السعيد الأفضل في مصر..وجوميز اكتشف ناشئين مميزين    عبدالناصر زيدان يهاجم رئيس اتحاد الدراجات بسبب أزمة جنة وشهد    أمير عزمي: الزمالك يلعب دون ضغوط.. وهذا الثنائي يعجبني    تعرف على توقّعات برج الميزان اليوم 12 يوليو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عزيزى الإنسان.. إذا كان إلهكم عادلاً وحكيماً.. فلماذا يبتلى عباده؟
نشر في الوفد يوم 24 - 05 - 2018


مثل تربوى:
يضرب علماء التربية مثلًا مفيدًا فى أثر الشدائد والابتلاءات فى بناء قدرة الإنسان على التحمل والمواجهة.. إنها نوع من التربية.
فالفحم حين تَعَرَّض لضغوط عالية بين الصخور لملايين السنين تحوَّل إلى المعدن النفيس (معدن الماس)، أما الفحم الذى لم يتعرض لضغوط عالية بين الصخور لملايين السنين فقد ظل فحمًا كما هو، وهكذا تفعل فينا الشدائد، تُحوِّلنا إلى الأفضل ببناء القدرة على المواجهة والتحمل وزيادة رصيد الخبرة فى الحياة.
حكمة الخالق من ابتلاء الإنسان:
الخالق حكيم فى كل شأنه، ومن حكمته أنه يبتلى الإنسان لمقاصد عالية أخبر عنها، منها:
- تكفير السيئات وغفران الذنوب، قال الله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) «الشورى».
- رفع لدرجة العبد ومنزلته عند الله تعالى، إذن ينبغى أن ينظر للابتلاء (مرض/ فقر.. إلخ) باعتبار العاقبة والنتيجة، فهو خير للإنسان؛ لأنه يكفر عنه السيئات، ويرفع له الدرجات.. ويضاف إلى ذلك أثر الابتلاء فى تهذيب النفس المتمردة المتكبرة الطاغية، فإنَّ من أهم ثمار الابتلاء أنه يقرب الإنسان من خالقه، ويكسر حدة الغرور والكبر فيه ويدفعه إلى التواضع.
- والمتأمل لآيات الذِّكر الحكيم عن هذه السُّنة الإلهية سنة الابتلاء يجد أن هناك أمورًا ثلاثة ارتبطت ببعضها فى محيط الفتنة والابتلاء:
الأول: أمر الفتنة والابتلاء.
الثانى: الصبر على الابتلاء.
الثالث: البشارة والفرج.
وحين نتدبر الآيات القرآنية نجد أن هذه الثلاث كلها من الله.
فالابتلاء من الله الحكيم، وفعل الحكيم كله حكمة: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) ) «العنكبوت».
والصبر هبة من الله، ولا يفلح العبد فى الصبر على البلاء إلا بتوفيق الله وعونه وتأييده، لقوله تعالى مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) «النحل: 127».
والبشارة إنما هى فضل ونعمة من الله.. فماذا بقى للعبد؟!
وهذا يؤدى بالعبد إذا فَقِه هذه الحقيقة الإيمانية إلى التسليم والرضا.
ومن الحقائق التى تتعلق بهذه الأمور أن البشارة لا تتأتى إلا إذا امتثل العبد أمر ربه، وأيقن أن الأمر كله لله، وأن الخلق كله لله، وأن الله يفعل ما يشاء: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) «يوسف».
كيف لا؟! وربنا قد بيَّن ذلك فى قرآنه، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) «لبقرة».
وإذا ما انتبهنا إلى أن اللام فى (لله) للملكية، بمعنى
أننا ملك لله، فالعبد وما ملكت يداه ملك لسيده ومولاه، وللمالك أن يتصرف فى ملكه كيف يشاء.
من هنا ندرك أن الابتلاءات فى الأفراد والجماعات والأمم لا تُرفَع إلا بالامتثال لأمر الله، والصبر على المكاره، وعدم السخط على قدر الله.
ومن حقائق الابتلاء فى القرآن الكريم: أن الابتلاء لا يكون بالشر وحده، وإنما يكون بالخير أيضًا، لقول ربنا تبارك وتعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) «الأنبياء»، بل إن نعمة الحياة كلها اختبار وابتلاء ليميز من يُحسن ومن يُسىء، من يشكر ومن يكفر: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) «النمل».
ومن حقائق الابتلاء فى السنة النبوية: أن الابتلاء لا يكون فقط عقوبة بسبب الذنوب والآثام، بل هو سبب رحمة، به تُغفر الخطايا وتُرفع الدرجات، وفى الحديث:
- عن الحارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الله قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا! قَالَ: أَجَلْ إِنِّى أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ. قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ, مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا كَفَّرَ الله بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» (متفق عليه).
- عن أَبِى سَعِيدٍ الخُدْرِى وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِى صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُّهَا إِلا كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» (متفق عليه).
فليس الابتلاء شرًّا وإن بدا فى ظاهره كذلك، بل هو بالنظر إلى نتيجته وعاقبته خير عظيم ونفع كبير يناله الإنسان المؤمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.