أجمع العديد من خبراء الإعلام على أن هجوم د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين على وسائل الإعلام ووصفه لها بأنها "سحرة فرعون" تصريحات ناتجة عن التهرب من المسؤولية وإدراكه بالفشل الذى بدأ يلاقيه الإخوان فى الشارع المصرى. وأضاف الخبراء بأن هجوم المرشد ما هو إلا نوع من الغرور بالإضافة إلى التوتر العصبى الذى يعانى منه المرشد، قائلين"كلام المرشد إهانة للعمل الإعلامى ورسالته التنويرية". وقال د.حسن عماد مكاوى ,عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة, إن تصريحات المرشد العام للإخوان غير موضوعية، معتبرا إياها هروبا من مواجهة الحقيقة بالإضافة إلى مصداقيتهم التى أصبحت فى المحك بعد تزايد أزمتها مع الشارع المصرى والمجلس العسكرى والتى كانت آخرها أزمة تأسيسية. وأضاف مكاوى - فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد - أن تعميم الأمر على جميع الإعلاميين إهانة بالغة للرسالة الإعلامية، مشيراً إلى وجود العديد من الإعلاميين الشرفاء الذين لا يتلقون تعليمات من المجلس العسكرى أو مكتب الإرشاد، كما أن الإخوان يرون الإعلامين كالملائكة عندما يكونون موالين لهم ويرونهم سحرة فرعون عندما يوجهون أسهم النقد البناء تجاههم . وطالب مكاوى مرشد الإخوان بمراجعة مواقف جماعته، بدلا من توزيع الاتهامات الخاطئة على الإعلاميين، بل وإصلاح الأخطاء التى تسببت فى فقد شعبية الجماعة فى الشارع، وفى الأوساط السياسية، بدلامن دفن الرؤوس فى الرمال. وضرب مكاوى مثلا بموقف الجماعة من ترشيح أحد أبنائها للرئاسة، والذى تراجعت عنه، ثم موقفها من ترشيح 30% فقط للبرلمان، وانتهاء الأمر بأغلبية إخوانية، داعيا الجماعة لتحقيق التوافق الوطنى الحقيقى ومطالبا إياهم بالتخلى عما وصفه بالعنجهية والغطرسة، وسياسة الاحتكار، قائلا"مع احترامى للإخوان وعدوا كثيرا لكن يحققوا أى شىء". وشن د.محمود خليل - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة - الهجوم على المرشد متهما إياه بأن تصريحاته عن الإعلام ماهى إلا "كلام سطحى ودعائى ولا معنى له وتعبر عن فكر حقيقى لدى الجماعه هو اضطهاد الإعلام". وأضاف خليل - فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد - بأن المرشد يحتاج إلى أن يكون الإعلام تحت "حذائه" وهذا لم ينله إطلاقا، قائلا "المرشد ليس فوق النقد ولا جماعة الإخوان وعليهم توضيح موقفهم الواضح من الإعلام لأن هذه التصريحات تنذر بخطر كبير على الإعلام المصرى إذا وصلوا للحكم". وعن السبب وراء قيام المرشد بالإدلاء بهذه التصريحات قال خليل إن السبب الرئيسى وراء ذلك هو عدم استطاعة وسائل الإعلام الإخوانية "مثل جريدة الحرية والعدالة وقناة مصر25 تبرير السياسات الخاطئة التى تقوم بها الجماعة فى محاولاتها على الانفراد والانتهازية لكل شىء فى المجتمع المصرى بعد الثورة . وتوقع خليل بأن هذه التصريحات قد تكون نابعة من التوتر العصبى الذى يعانى منه المرشد فى الفترة الحالية خاصة فى تعجلهم فى تشكيل الحكومة ومحاولاتهم المستمرة لسحب الثقة من الجنزورى، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تعبر عن فكر اضطهادى ورجعى من قبل الإخوان تجاه وسائل الإعلام . من جانبها، رفضت د.ليلى عبد المجيد - أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة - اتهام الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، لوسائل الإعلام بأنها مثل "سحرة فرعون"، الذين جمعهم لسحر أعين الناس. وقالت عبد المجيد فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" إن المهنة الإعلامية بها الصادقون الذين وقفوا أمام التوريث وكانت أول دعوة ضد التوريث إعلامية، ووقفوا أمام فساد النظام السابق بل هاجموا مبارك شخصيا قبل الثورة، وبها أيضا من رحب بالثورة، رافضة اتهام الإعلام بانهم سحرة فرعون . وأكدت عبد المجيد أن هناك بعض الممارسات الاإعلامية عليها كثير من الجدال والانتقاد لكن هذا ليس معناه انتقاد المهنة الإعلامية، مؤكدة أن الوطنية تقتضى مجتمعا ديمقراطيا وحرا وهو يتطلب حرية لوسائل اإعلام لأنه لسان المجتمع وقائد له. يأتى ذلك بعد أن اتهم الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، بعض وسائل الإعلام بأنها مثل "سحرة فرعون"، الذين جمعهم لسحر أعين الناس، مضيفًا أن "الشيطان الذي أوحى للسحرة، هو الذي يوحي للإعلاميين الآن، بأن يصور للشعب أن الإخوان "هم بديل الحزب الوطني المنحل وسيدمرون البلاد".