غداً ستنطلق أعمال القمة العربية في بغداد ولا أدري من سوف يفتتح أعمال هذه القمة من حكام العراق ولكن باعتقادي أن من سيمثل العراق ويتحدث باسمه لن يتحدث اللغة العربية في مضمونها "القومي العربي" وسيتحدث بحروفها فقط لأنها قمة عربية وتفرض على المتحدث أن يتحدث العربية، لهذا سنجد السيد جلال الطالباني يتحدث العربية بينما لغته الرسمية هي "الكردية" أو سنجد السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي سيتحدث العربية أيضاً رغم أن ميوله وولاءه للغة الفارسية الإثنان المالكي والطالباني جاء بهما المحتل الأمريكي فوق ظهور دبابات احتلاله للعراق عام 2003 وهذا يعني أنهما يدينان للإدارة الأمريكية ويرغبان بالتحدث بالأمريكي. اللغة العربية في القمة العربية ستكون مظهراً من مظاهر الاحتفال بعقد القمة في بغداد فقط، بينما استراتيجية هذه اللغة التي تعتمد على أن العراق جزء من الأمة العربية سنجدها غائبة لأن دستور العراق الذي وضعه الحاكم العسكري الأمريكي – بريمر – بعد الاحتلال يلغي هوية العراق العربية ويعتبر الشعب العربي في العراق جزءا من الأمة العربية فقط. غداً سنعرف ما هي لغة هذه القمة من خلال قراراتها وليس من خلال متحدثيها باللغة العربية وهذه القرارات التي ستقول لنا إن القمة العربية تتكلم العربي تتجلى وتتمثل في المواقف التي ستتخذها هذه القمة، فإذا أرادت ألا تتكلم الكردية، فعليها أن تطالب بإلغاء الدستور العراقي الحالي وشطب المادة التي تلغي عروبة العراق وتعتبر أن العراق جزء من الأمة العربية وتطالب برفض الفيدرالية التي جسدها وأقرها دستور الاحتلال والذي أعطى الحق للأكراد بالانفصال والذي هدد به مسعود البرزاني مؤخراً وأن يعتبر العراق وحدة جغرافية واحدة. أما إذا أرادت القمة الابتعاد عن الحديث باللغة الفارسية، فعليها أن تطالب إيران فوراً بإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى" وأن تطالب إيران بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية وأن تتوقف عن محاولات تصدير الثورة الإيرانية إلى الوطن العربي وأن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية العراقية. وإذا أرادت هذه القمة أن تبتعد عن اللغة الأمريكية وتتحدث باللغة العربية، فعليها أن تعمل وتطالب بالقضاء على آثار الاحتلال الأمريكي للعراق ولعل أبرزها المصالحة الوطنية العراقية واستبعاد العملاء والخونة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو تسللوا خلفها وأن تعيد للعراق وجهه العروبي الذي شوهه الاحتلال، خاصة ذلك الدستور المسخ والفيدراليات وذلك التقسيم العرقي والمذهبي والطائفي والقومي وأن تطالب القمة بالتعويضات من المحتل الأمريكي والبريطاني ومحاسبة المجرمين جورج بوش وتوني بلير وكل من شارك في العدوان وقتل مليونا ونصف المليون من الشعب العراقي وشرد حوالي ستة ملايين ودمر البنية التحتية للعراق ونشر الأمراض الفتاكة بين الأطفال جراء أسلحته الفوسفورية، خاصة أطفال الفلوجة الذين يولدون الآن مشوهين. هذه من أهم القرارات التي يجب أن تصدر عن هذه القمة العربية في حال إذا تحدثت العربية وليس الكردية أو الإيرانية أو الأمريكية. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية