كتب- سيد العبيدى: أشاد خبراء من المتخصصين فى القطاعين السياحى والاقتصادى، بعودة الرحلات الجوية الروسية إلى القاهرة، بعد توقف دام أكثر من عامين، عقب تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء فى أكتوبر من العام 2015 ومقتل 224 راكباً. وأكد الخبراء، أن السياحة الروسية تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للقطاع السياحى فى مصر من حيث نسب الإشغال والاستمرارية على مدار العام، متوقعين أن تحدث عودة حركة الطيران الروسى إلى القاهرة انتعاشة كبيرة فى قطاع السياحة تنعكس بشكل إيجابى على الاقتصاد المصرى، خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع جهود الدولة فى تطوير العديد من المناطق السياحية ومنطقة الأهرامات لمنافسة المدن العالمية الجاذبة للاستثمار. وقال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادى، إن قرار عودة رحلات الطيران الروسية إلى القاهرة تأخر كثيراً، وكنا نتوقع أن يتم رفع الحظر عن عودة الرحلات الجوية الروسية إلى القاهرة منذ فترة، بعد أن تبين للعالم كله وللجانب الروسى أن مصر بإمكانها السيطرة على الحالة الأمنية فى جميع المطارات، وذلك بشهادة كثير من اللجان الأجنبية التى تفقدت المطارات المصرية مؤخراً، بحسب قوله. وتابع «نافع»، أن عودة حركة الطيران الروسى إلى مصر رسالة جيدة، باعتبار السياحة الروسية مهمة بالنسبة للمنتجعات المصرية، متوقعاً أن ينتعش القطاع السياحى فى مصر بعد عودة الرحلات الجوية بنسبة 100% والتى بدأت بالعودة تدريجياً، وهذا أمر طبيعى بعد التوقف الذى استمر نحو عامين. وأضاف الخبير الاقتصادى، إذا كان أداء السياحة خلال الفترة الماضية مرضياً أو معقولاً، مقارنة بفترات أخرى تعرضت فيها البلاد إلى هجمات إرهابية بالتأكيد الوضع اليوم سوف يتغير إلى الأفضل، ومن المؤكد أن ينتعش القطاع السياحى بشكل أفضل بكثير من الفترات الماضية، لافتاً إلى أن وزارة السياحة وفى ظل الوزيرة الحالية رانيا المشاط التى تمتلك رؤية مختلفة فى تنمية القطاع السياحى سيصبح الوضع أفضل مستقبلاً، متوقعاً أن يكون الشغل الشاغل لوزير السياحة المرحلة المقبلة هو الاستثمار السياحى. وأشار إلى أن الدولة بدأت تولى اهتماماً كبيراً بتطوير المناطق السياحية ومنطقة الأهرامات والمتحف الكبير والمطارات، وقد يصبح لدينا مناطق سياحية على شكل «كومباوند» فى مناطق متفرقة من البلاد لتنافس كبرى المدن العالمية الجاذبة للسياحة إلى جانب الاستعانة بشركات حراسة خاصة من أجل تأمين هذه المناطق بحيث تكون مناطق الجذب السياحى بؤراً جاذبة للاستثمار، وبقعاً جاذبة للإيرادات السياحية لمصر. وأشاد النائب حسين أبوجاد، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، بعودة السياحة الروسية مرة أخرى إلى مصر، مؤكداً متانة العلاقات الثنائية بين «القاهرة وموسكو»، وأن العلاقة بين مصر وروسيا علاقة وطيدة قائمة على التعاون المشترك، خاصة بعد نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عودة مصر مرة أخرى إلى سيادتها ومكانتها الريادية بين دول العالم. وأضاف «أبوجاد»، أن عودة السياحة الروسية مؤشر جيد لعودة السياحة بشكل عام، وانتعاش هذا القطاع القومى، متابعاً أن مصر تعمل على تطوير وتعزيز البنية الأساسية السياحية فى جميع مجالاتها، وتطبيق معايير الجودة العالمية التى يتم تطبيقها فى الفنادق والمنتجعات السياحية، لافتاً إلى أن عودة السياحة لها أهمية كبيرة فى توفير العملة الصعبة، ما يعزز قيمة وقوة الجنيه المصرى مرة أخرى. وأكد النائب محمد عبدالله زين، عضو مجلس النواب، أن استئناف رحلات الطيران الروسية إلى مصر، يعد مؤشراً إيجابياً لصالح السياحة المصرية، وبداية جيدة لعودة الرحلات السياحية الروسية كما كانت قبل عامين، مشيراً إلى أهمية السياحة الروسية بالنسبة لمصر، بإسهامها بنسبة عالية فى إشغال الفنادق المصرية. وقال عضو مجلس النواب، إنه من الضرورى، أن يدرس الجانب المصرى، مزيداً من العمل التجارى مع الجانب الروسى، بزيادة الرحلات بين البلدين، وزيادة الجدوى الاقتصادية للرحلات للمساهمة فى تعافى الاقتصاد المصرى، وجذب أنظار سياح أكثر للقاهرة، كمقصد سياحى متميز، لجلب السوق الأوروبى كله إلى مصر. وأوضح «زين»، أن عودة السياحة الروسية، أكبر شهادة إثبات على أن مصر آمنة ومستقرة، كما أنها ستحقق أرباحاً كبيرة، وتسهم فى إنعاش حركة السياحة المتوقفة منذ فترة فى مصر، مطالباً القطاع السياحى المصرى، بضرورة استغلال ذلك فى جذب السياح الروس، للتعرف على معالم مصر السياحية، وخلق برامج جديدة للسياحة الثقافية الموجودة بالقاهرة، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى سيسهم فى الترويج للسياحة الثقافية والتاريخية.
