فقدت مصر الحبيبة رجلا عظيما عرفت مغرفة قوية من مواقفه الوطنية الصادقة التي لا ينكرها احد الا المنافقون والمأجورون لهذا الوطن وقد شاهدت عن قرب أحد هذه المواقف العظيمة التي تسجل لسيادته حين جاء العدوان الإسرائيلي علي غزة الحبيبة في الفترة ما بين 17 ديسمبر 2008 إلي 20 يناير 2009 م وأمطروها بكل أنواع الأسلحة التدميرية والنيران الرهيبة التي حرقت كل شيء الأخضر واليابس علي الأراضي الفلسطينية ولم تتمكن تلك القوات الهمجية والبربرية من الدخول إلي غزة وتبنت الحكومة المصرية العميلة إضافة إلي نظام مبارك الحقير موقفا متخاذلا يفهم منه للأسف تأيد هذا العدوان الفاجر وجاء المصري الأصيل والوطني الصادق فضيلة الأنبا شنودة ليعلن بأعلى صوته أنه ضد هذا العدوان ويقف مع الشعب الفلسطيني البطل الذي بتعرض لهذا العدوان البربري بل يعلن بقامته العظيمة أنه لن يزور القدس أبدا طالما كانت القدس الشريفة وتحديدا المسجد الأقصى التي وطأته أقدام الرسول محمد صلي الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج وقد تحدثت صراحة عن ذلك بأحد لقاءاتي حين دعيت من الأخوان المسلمين في محافظة دمياط التي يتسم أهلها بالبطولة والفداء والشجاعة حين وقفوا أمام احدي الشركات الأجنبية التي كانت تريد إقامة مصنعا للكيماويات ملوثا للبيئة بالرغم من موافقة المحافظ المشبوهة في ذلك الوقت ومنعوا إقامة هذا المصنع الملوث للبيئة وقد تحدثت في كلمتي بتحية واجبة إلي الأنبا شنوده وموقفه العظيم ونشره تأيدا للشعب الفلسطيني علي صفحات الجرائد القومية والرسمية يقف وقفة صلبة ضد هذا العدوان وجاءت الأيام لأرشح نفسي لرئاسة مصر التي تتطلب رجلا وطنيا صادقا في عهده ووعده وأراد أن يقابل سيادته ليعبر له عن امتنانه وتقديره لسيادته وأننا جميعا أخوة مصريين يرتبطون بهذا البلد العظيم وكلنا مصريين يضمنا نسيج قومي واحد هو النسيج الوطني لمصرنا الحبيبة وقابلت رجلا عظيما فاضلا هو الأنبا أرمنيام والأنبا بولس وشعرت بدماثة خلقهما ووطنيتهما التي يفتخر الإنسان يهما وأخبرني الأنبا أرمنيام بأن فضيلة البابا مريض وملازما للفراش وكم كان حزني الشديد ودعوت له بالشفاء العاجل بأني سوف أدعوا لفضيلته بصلاة الفجر وجاءت الفجيعة لتعلن وفاة هذا الرجل الوطني العظيم وترقرقت الدموع الغزيرة من عيناي لوفاته ومغادرته الحياة الأرضية ليلتحق بالسماء ليسكنه الله فسيح جناته الخالدة لقد فقدت مصر إنسانا مصريا عظيما يسجل اسمه وبلا منازع في سجلات الأبطال والزعماء الذين أنجبتهم مصر وتفتخر بهم علي طول التاريخ ولقد حفر باسمه في أوراق التاريخ مواقف عظيمة وبطولية رائعة سوف تذكرها الأجيال علي امتداد التاريخ - إنني أتقدم إلي جميع أخوتي المصريين بالعزاء الباكي علي افتقاد مصر لهذا البطل العظيم بل أعزي الشعب المصري كله في وفاة هذا الرجل - إن ذكراه ستظل عاطرة تفوح منها الرائحة الجميلة لتضفي علي تاريخ مصر رائحة جميلة هي رائحة الياسمين لتجذب القاصي والداني ليقترب من صفحات التاريخ ويقلبها ويعلن في النهاية أن مصر ليست مصابة بالعقم فهي قادرة علي إنجاب الزعماء والقادة علي طول التاريخ أمنا هذا المخلوع فلا يصح أن نتناقل سيرته فقد خرب مصر تخريبا كاملا وسرقها هو وعصابته ولقد لفظته أوراق التاريخ لتنظره وتقذفه بعيدا عنها لأنه ليس مصريا أصيلا بل عدوا وخائنا وعميلا لا تبكيه الدموع ولا تتناقله الألسنة بل تداس سيرته بالأحذية لينسي تماما من ذاكرة التاريخ وان غدا لناظره قريب مع خالص تحياتي وتقديري لجمع الشغب المصري العظيم وأدعوه لانتخاب خادمهم الدكتور وجيه عفيفي مرشحا لرئاسة جمهورية مصر لنعيد لها سويا مكانتها وحضارتها الجديدة مع أسمي آيات التقدير والوفاء --------- مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية ومرشح الرئاسة لجمهورية مصر العربية