امتلأت القاعة الكبرى بمكتبة الإسكندرية من جمهور الجالية الفلسطينية والمصريين في الإحتفال بيوم الأرض الذي نظمته القنصلية الفلسطينيةبالإسكندرية أمس السبت على هامش فاعليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشر. وحضر الاحتفال العديد من قادة المنطقة الشمالية العسكرية والدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الاسكندرية ، و الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، حسام الدباس القنصل الفلسطينيبالإسكندرية والمطربة الفلسطينية دلال أبو آمنه . بدأ الحتفال بالحداد على أرواح 17 شهيد يوم الجمعة 30 مارس 2018 الذين لقوا مصرعهم بعد مسيرة سلمية في فلسطين تخليدا للذكرة ال42 ليوم الأرض اليوم وأصيب قرابة ألف شخص. وقال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، "أن الوقفة بعد مذبحة يوم الأرض حتى يتذكر العالم أن هذه القضية لن تموت أبدا وكلما زادت الجرائم يزداد الوعي بأن الحق سيظهر في النهاية، وأن شعوب العالم بدأت تدرك أن هذا الشعب الفلسطيني دفع فاتورة عن الإنسانية كلها". واستعان الفقي باستفتاء سابق أظهرت نتائجه أن 78% من المصريين اعتبرت القضية الفلسطينية هم داخلي، ومن ذلك فالقضية الفلسطينية هي قضية العدالة. ووجة قنصل فلسطين بمصر الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمساندته للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن انتصار مصر هو انتصار فلسطين، وهنأ الشعب المصري بالانتخابات والعرس الديموقراطي الذي شهدته مصر منذ ايام قليلة. وقال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، "إن ذكرى يوم الأرض الفلسطيني هي احتفالية لتثبيت حق بالأرض، والتأكيد على أن القدس عاصمتنا فلسطين الأرض تجمعنا والقدس عاصمتها العربية توحدنا". وأكد سلطان "أن مصر تقف بكل قوة بجانب فلسطين شعبا وأرضا لتأييد القضية الفلسطينية وثورة الشعب الفلسطيني". وقدمت بعدها فرقة قصر التذوق المصرية أغاني فلسطينية بقيادة المايسترو محمود أبو زيد والمطربة الفلسطينية دلال أبو آمنه. كما أقيم على هامش فاعليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشر، أمس لقاء لتدشين الدليل الشامل للمكتبات في الوطن العربي حضره وفد من جامعة الدول العربية برئاسة السفيرة هيفاء أبو غزاله الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية والدكتور خالد الحلبي رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، نيفين ناجي، المستشارة هاله جاد، دكتورة نهى ذكي وأدارت اللقاء دينا يوسف من إدارة المنظمات الثقافية المتخصصة بمكتبة الإسكندرية , وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزاله أن المشروع يهدف إلى تعزيز سُبل التعاون بين المكتبات فى الدول العربية، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمكتبيين والمهنيين والباحثين على مستوى الوطن العربى، وتوفير البيانات والمعلومات الدقيقة الخاصة بقطاع المكتبات فى كل دولة، ودعم عمليات التطوير والتخطيط لمتخذى القرار فى المكتبات العربية بمختلف أنواعها، والتعريف بالمكتبات فى الدول العربية على مستوى الاتحاد الدولى لجمعيات ومؤسسات المكتبات "الإفلا" ويعد هذا المشروع أول مشاريع إدارة المنظمات الثقافية المتخصصة بقطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية ووجهت ابو غزالة الشكر إلى مكتبة الإسكندرية لتصميم وإستضافة الموقع الإلكتروني للدليل، وتحقيق الهدف منه وهو الحصر الشامل للمكتبات في الوطن العربي ووضعها على الخريطة المعلوماتية العالمية. وأشادت أبو غزاله بالدور لثقافي المهم الذي تقدمه مكتبة الإسكندرية في نشر المعرفة الثقافية والعلمية وثقافة الحوار والتسامح ومواجهة التطرف وأهمها الحملة التي تم إطلاقها مؤخراً لمواجهة الفكر المتطرف. ولفتت إلى التعاون العربي الصيني حيث وقعت جامعة الدول العربية بين جامعة الدول العربية ومكتبة الصين الوطنية في مجال المكتبات والمعلومات وحفظ الوثائق ونصت المذكرة على إطلاق بوابة إلكترونية لشبكة المكتبات العربية والصينية لتكون جسرا ثقافيا بين الحضارتين العربية والصينية. واستضافت مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض البوابة الالكترونية من الناحية التقنية، ويتم الاتفاق على موعد إطلاق هذه البوابة خلال العام الجاري، والتي ستشكل أداة من أدوات المعرفة عن الثقافة العربية والصينية المشتركة. وقالت ابو غزالة "إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قطعت شوطا لابأس به في مجالات المكتبات والمعلومات وحفظ الوثائق، التي تعكس الدور الثقافي بالغ الأهمية لجامعة الدول العربية، ففى عام 2015 تبنت الأمانة العامة مبادرة لإصدار الدليل الشامل للمكتبات في الوطن العربي، نظرا للتوالد السريع للإنتاج الفكري وما نتج عنه من تضخم وتفجر المعلومات او المعرفة، وتعدد اشكال اوعية المعلومات وتنوعها من تقليدي وإلكتروني، وزيادة اعداد المستفيدين من المكتبات وتنوع اهتمامات هؤلاء المستفيدين". وأوضحت أن كل هذا أدى إلى اللجوء للتعاون بين التكتلات او الشبكات المكتبية للتخفيف من الأعباء الواقعة على عاتق المكتبات، حيث استضاف بيت العرب لأول مرة عام 2016 اجتماعا تنسيقياً لرؤساء وممثلي جمعيات المكتبات والمعلومات في الوطن العربي من "11" دولة عربية، بالإضافة إلى رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية ومدير مركز الاتحاد الدولى لجمعيات ومؤسسات المكتبات الإقليمي"الإفلا" ، ورئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، لبحث سبل وآليات تنفيذ هذا الدليل المهم، وقد خرج عن الاجتماع عدة توصيات أهمها إصدار الدليل في نسختيه الورقية والالكترونية، وأن يتم البدء أولا بالنسخة الإلكترونية كمرحلة أولى، ثم المرحلة الثانية هي النسخة الورقية في شكل سلسلة من الأدلة المتخصصة لكل فئة من فئات المكتبات. وأوضحت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية "إدارة المعلومات والتوثيق" قد دعت بالتعاون مع الاتحاد الدولى لجمعيات ومؤسسات المكتبات "الإفلا" لاجتماع بتاريخ 18 يناير 2016، حضره رؤساء وممثلو جمعيات المكتبات من إحدى عشرة دولة عربية ومُمثل الاتحاد الدولى لجمعيات ومؤسسات المكتبات "الإفلا" التابع لمكتبة الإسكندرية ورئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية المصرية، إلى جانب ممثلى المندوبيات الدائمة للملكة العربية السعودية وجمهورية العراقوفلسطين. وأوضح الدكتور الحلبي أن الدليل الشامل للمكتبات العربية في الوطن العربي هو ركيزة تساهم في زيادة التواصل والتعاون بين المكتبات العربية وتوفر البيانات والمعلومات الدقيقة الخاصة بقطاع المكتبات في كل دولة وتكوين قوة إقليمية تتفاعل مع المجتمع الدولي للمكتبات ودليل شامل يتم التعريف به على مستوى الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات "الإفلا". وأشاد باطلاق الدليل في حدث مثل معرض الكتاب لأن ذلك الدليل يصدر للمرة الأولى ليضع المكتبات العربية على خريطة مكتبات العالم، والذى يحتاجه كل باحث وراء المعلومة وكل متعطش للثقافة والعلم، والذى يقدم قاعدة بيانات مهمة للدول العربية. وشرح الحلبي نيابة عن الجمعيات والمكتبات العربية آلية العمل على الدليل في22 دولة عربية بسهولة حيث يبدأ العمل بحصر المكتبات الوطنية بالمنطقة العربية والبرلمانية الأكاديمية حتى يحين موعد أول اجتماع لبحث ثمار الدليل في نهاية عام 2018 وبعدها يبدأ العمل على حصر مكتبات المدارس في الوطن العربي كله لأنها الأصعب. ويبدأ اليوم الثالث لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب اليوم الاثنين 2 أبريل، بعرض الأراجوز بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل، في الساعة الحادية عشر صباحا، في ساحة البلازا بالمكتبة. وفي الساعة الواحدة ظهرا، يحتفل معرض الكتاب باليوبيل الذهبي لعبقرية إنقاذ "العجيبة الثامنة" وهي إنقاذ معبدي أبو سمبل، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، حيث يتم عرض فيلم "العجيبة الثامنة للمخرج العالمي جون فيني، ومحاضرة عن عبقرية إنقاذ معبدي أبو سمبل، كما سيتم تكريم أسم الدكتور أحمد عثمان صاحب فكرة إنقاذ المعبدين، يتحدث فيها المعماري حمدي السطوحي، والدكتور ياسر منجي. وفي الساعة الثانية ظهرا، ندوة حول دور مركز الأزهر للترجمة في نشر الثقافة الإسلامية، يتحدث فيها د. يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر والمشرف على مركز الأزهر للترجمة ومركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية.
