كتب- سيد العبيدى: سيطرت أجواء السعادة والفرحة مساء أمس داخل أروقة حزب الوفد في بولس حنا، بعد إعلان فوز المستشار بهاء أبوشقة برئاسة الحزب، حيث حرصت سيدات الوفد على إطلاق الزغاريد بمجرد إعلان النتيجة. وهتف جموع الوفديين إلى الوحدة والتكاتف من أجل بناء الحزب، مرددين شعارات «عاش الوفد.. ضمير الأمة» و«حزب الوفد راجع راجع» و«إحنا معاك يا بهاءالدين» و«رئيس الوفد بهاءالدين» و«يا بدراوي قول لبهاء.. نقى الوفد من الدخلاء» و«يا أباظة قول لأبوشقة.. جمع ناسك وانهي الفرقة» و«الصحافة فين حزب الوفد أهو» و«وفديين وفديين.. من النحاس وليوم الدين» و«أدي الوفد وأدي رجاله.. عاش الوفد وعاش رجاله». وشهد مقر حزب الوفد بالدقى مساء أمس الأول الجمعة إجراء انتخابات على مقعد رئيس الحزب تنافساً شريفاً بين المرشحين، في الانتخابات التي بدأت منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضى بحضور كافة المرشحين الذين حرصوا على استقبال أبناء الوفد «بيت الأمة» والذين توافدوا من مختلف القرى والنجوع والمحافظات البعيدة من أسوان إلى مرسى مطروح، وحضرت وفود كثيرة من مطروح والضبعة وسيوة، بينما حضرت وفود أخرى من أبناء العائلة الوفدية من مختلف محافظات الصعيد و سيناءمحافظات الوجه البحرى والفيوم والجيزة والقاهرة. وبدأت عملية التصويت فى أجواء من الشفافية والنزاهة والحرية الكاملة دون توجيه أو تعصب أو تدخل من أى جهة أو مرشح صباح يوم الجمعة وحتى الساعة الخامسة مساءً، ونظمت اللجنة المشرفة على الانتخابات أماكن الاقتراع والصناديق وسمحت للجميع أن يدلوا بأصواتهم وأن يختاروا من يمثلهم لرئاسة الحزب خلال الفترة القادمة كما صوت الحضور أيضا على تعديل اللائحة الداخلية للحزب، وأدلى جميع الحضور من المسجلين بكشوف الجمعية العمومية للوفد من من لهم حق التصويت. وأدلى الناخبون من المقيدة أسماؤهم بكشوف الجمعية العمومية لحزب الوفد بأصواتهم فى حرية كاملة وشفافية ونزاهة أمام صناديق الاقتراع التى أشرفت عليها لجنة من المجلس القومى لحقوق الإنسان تضم 53 عضواً من أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان وبحضور كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية والتى أكدت نزاهة العملية الانتخابية لحزب الوفد وحرص كافة الوفديين على الإدلاء بأصواتهم دون تدخل أو توجيه أو تحيز أو تعصب. وشهد مقر الحزب بالدقى احتفالات وافراحاً بالعرس الديمقراطى ل«بيت الأمة» والذى تجسدت فيه كل معانى الديمقراطية والشفافية والنزاهة والمنافسة الشريفة والتى هى مبادئ الحزب الراسخة، ووسط أجواء من البهجة والأفراح وإطلاق «الزغاريد»، ومشاعر الأخوة والتكاتف والواحدة التى عمت وجوه الحاضرين من ابناء العائلة الوفدية منذ وقبل إعلان نتيجة فوز المستشار بهاء أبوشقة برئاسة حزب الوفد لمدة 4 سنوات قادمة. وكانت روح الأخوة والحرص على إعلاء كلمة ومكانة «بيت الأمة» هى العنوان الكبير فى المشهد الانتخابى، حيث أظهرت انتخابات الوفد حرص الوفديين على المشاركة فى صنع مستقبلهم السياسى وممارسة حقوقهم المشروعة كما هو الحال بالنسبة لحرصهم على المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية التى تنظمها البلاد فى مواعيد منتظمة كرئاسة الجمهورية والانتخابات البرلمانية. وعقب إعلان فوز المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيساً لحزب الوفد حضر النائب فؤاد بدراوى سكرتير عام حزب الوفد السابق لتهنئة المستشار بهاء ابوشقة الفائز بمقعد رئيس الحزب، وعلت الأصوات والهتافات المطالبة بالعمل والوحدة والاصطفاف والتكاتف من أجل عودة حزب الوفد لمكانته الطبيعية، كما تلقى «أبوشقة» التهنئة من جميع الحضور. ولد المستشار بهاء أبوشقة سنة 1938 فى محافظة أسيوط، وينتمى لعائلة قانونية كبيرة متخصصة فى القانون الجنائى، وتخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة سنة 1959، وتم تعيينه ضمن 42 وكيلًا للنائب العام فى 1959، بنيابة شمال القاهرة، واستمر بالنيابة حتى وصل إلى درجة رئيس محكمة عام 1968، وبعد فترة من عمله فى النيابة فضل «أبوشقة» الاستقالة من القضاء سنة 1975، والعمل فى المحاماة ليصبح واحدًا من أهم محامي مصر، وترافع المستشار بهاء أبوشقة فى عشرات القضايا، التى أثارت الرأى العام. وللمستشار بهاء أبوشقة تاريخ طويل من العمل السياسى والقانونى، منذ التحاقه بالعمل الحزبي، ليصبح أحد أهم قيادات الحزب، وصولاً لمنصب نائب رئيس الحزب، ثم السكرتير العام للحزب، وتم تعيينه في مجلس الشورى مرتين، إلا أن تم تعيينه في مجلس النواب الحالي، ليصبح رئيساً للجنة التشريعية والدستورية وأول من أدار أول جلسة فى البرلمان الحالي باعتباره أكبر الأعضاء سناً. وقال طارق تهامي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن المشهد الذي خرج به حزب الوفد في انتخابات رئاسته يؤكد مبادئ وتراث الوفد، مشيرًا إلى أن الحزب كلما مر بمواقف صعبة يخرج منها أقوي من الأول. وأضاف «تهامي» أن المعركة الانتخابية التي جرت في الوفد كان واضحًا فيها وجود تيار كبير وقوي هدفه الأول الحفاظ على حزب الوفد وقادرًا على حمايته من أية عواصف يمكن أن تهدد وجوده وكيانه، لافتًا إلى أن المعركة انتهت وسيبدأ الحزب من الاَن في تجهيز الكوادر اللازمة لخوض الانتخابات المحلية والبرلمانية. وتابع عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، قائلاً: «سنقوم بمراجعة المقرات الموجودة للحزب على مستوي الجمهورية ومدى احتياجاتها وتوفير دعم يُمكنها من العمل وسط الجماهير بقوة، وذلك لأن الهدف الأساسي خلال المرحلة القادمة هو التواصل مع أهالي القري والنجوع والأحياء الشعبية». وأشار إلى أنه خلال المرحلة القادمة سيشهد الوفد مرحلة التكاتف والتلاحم من أجل تطبيق خطة بها صرامة لإعادة الوفد إلى صدارة المشهد السياسي في مصر، مؤكدًا أن الحزب يستعد من الاَن بتجهيز مرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية 2022. وأكد صفوت عمران، الكاتب الصحفي، أن نجاح المستشار بهاء أبوشقة كان أمراً متوقعاً لما يمتلكه من رصيد كبير داخل حزب الوفد، ودوره فى إدارة الحزب خلال الفترة الماضية بجانب الدكتور السيد البدوي المنتهية ولايته. وأشاد «عمران» على هامش مؤتمر إعلان فوز أبوشقة رئيسًا جديداً للوفد، بتعهد «أبوشقة» إجادة حلول للأزمة المالية للحزب والجريدة، لافتاً إلى أن «أبوشقة» سيكون له دور أيضا فى لم شمل العائلة الوفد، وعودة الطيور المهاجرة إلي بيوتها. وقال الكاتب الصحفي، إن الانتخابات اليوم بشكل ديمقراطي، قائلا: «إن حزب الوفد دائماً ما يرسخ لفكرة الديمقراطية منذ نشأته».