حوار: صلاح الدين عبدالله «احلم تحقق رؤيتك، وتسابق نظرتك، ابنى بفكرك غايتك.. واكسر قيود المستحيل» هكذا تقول الحكمة.. حينما سئل المستحيل أين تقيم، فأجاب فى أحلام العاجزين، وكذلك هى تسعى دائما الى كسر القيود، ومواجهة المستقبل دون خوف. مبدؤها يؤسس على أن السعى، والاعتماد على النفس، ليس بهدف المال، وانما للوصول الى قمة النجاح، رغم نشأتها الناعمة، وطلباتها المستجابة، إلا أنها حددت اتجاها كله مطبات، لتصل الى حكمتها الخاصة بأن مفاتيح الأمور، لا تكون إلا بالعزيمة. داليا عمر مدير علاقات المستثمرين لشركة المجموعة المتكاملة للاعمال الهندسية الرضاء الكامل عن النفس فى قاموسها يعتبر فشلا، لأن الرضا لا يتحقق الا مع نهاية الرحلة، قرأ والدها سيناريو مستقبلها، فى عمر مبكر، فأتاح لها بابا للانطلاق، نحو التجربة والخطأ، لجنى الثمار، وكان لها ما أرادت. أربعة مستهدفات، مدونة على جدار غرفة مكتبها، لكل له تاريخه، هو ما يلفت الانتباه، قرأت ما بداخلى، لتسارع بإجابتها الحاسمة، قائلة» كل سطر له تفاصيل، يحكى انطلاقة الكيان الذى أكون جزءا منه». حينما تبدأ على ملامحها تفاؤل وهدوء، قلت ربما يكون هذا الانطباع لحالة الحراك بالمشهد الاقتصادى، ولكن فاجأتنى بقولها «إن التفكير الإيجابى يمكن ان يخلق نتائج تجعل الحياة أفضل، وهذه فلسفتى».. وكذلك بدأ الحوار. رؤيتها الإيجابية فى المشهد تقوم على الخطوات التى تنتهجها الحكومة من أجل دفع الكيانات المتوسطة والصغيرة إلى الأمام، ويتكشف ذلك فى مبادرة الجهاز المصرفى بدعم هذه الكيانات، والتى كانت بمثابة طوق نجاة للمشروعات الصغيرة. «المشروعات القومية العملاقة، وشبكة البنية التحتية فى كل «شبر» من المدن الجديدة، تبين المسار الصحيح لمستقبل الاقتصاد، وكذلك المشروعات المرتبطة بتوفير الطاقة، والثمار التى سوف تقطف من هذه المشروعات، قادرة على تغيير المشهد الاقتصادى بصورة أفضل» هكذا تحلل المشهد. أقاطعها قائلا: لكن هذه الثمار كانت فاتورتها قاسية على رجل الشارع. تجيبنى قائلة: «علينا بالاعتراف أن كل إصلاح له سلبياته، وضحاياه، ورغم ذلك تحاول الحكومة تخفيف الصدمة، ببرامجها الخاصة بالحماية الاجتماعية من خلال تكافل وكرامة، وعلى المدى الطويل خلال 4 سنوات، سوف تجنى ثمار الإصلاح». أعود لمقاطعتها.. إذن وصلنا لمرحلة الرضاء عن الاقتصاد. ترد قائلة: «لن يكون هناك رضاء كامل من الجميع عن المشهد، لطبيعة التركيبة المختلفة بين الطبقات ثقافيا، حيث إن النظام السائد اقتصادي حر، فيما أن التفكير والثقافة المجتمعية تميل الى الاشتراكية، ويتكشف ذلك من خلال الشرائح العريضة التى تنتظر الدعم، رغم عدم أحقيتها فى ذلك. «عمر» التى تعلمت من والدها العزيمة، والاعتماد على النفس، تعتبر أن الاقتصاد يتغير للأفضل بشهادة المؤسسات العالمية، والتصنيف الإيجابى للاقتصاد، وذلك يلزم الجميع بالعمل، ودعم هذا التغير للأفضل. حينما تتحدث «عمر» عن السياسة النقدية، تحدد رؤية خاصة تقوم على أن السياسة النقدية تسير فى مسارها الصحيح، لكن كان سوف يتغير الأمر الى الأفضل، حال اتخاذ قرار تحرير سعر الصرف، منذ سنوات سابقة، خاصة أن الحكومة استنزفت مواردها طول هذه الفترة دفاعا عن الجنيه. «لكن استقرار سعر الصرف فى الفترة الحالية» تقول «عمر» إن هذا الاستقرار ساهم فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، سواء المباشرة، وغير المباشرة، حتى القروض الخارجية، غير مقلقة، نتيجة ضخها فى استثمارات» سوف يكون لها عائداتها الكبيرة. السياسة المالية تمثل الشغل الشاغل لدى «عمر» حيث تعتبر الحاق القطاع غير الرسمى فى منظومة القطاع الرسمى أمرا لا مفر منه، من خلال محفزات، وإعفاءات ضريبية، تحفظ للدولة حقها المالى، فى المكاسب التى حققها هذا القطاع فى السنوات الأخيرة. قاموسها لا يحمل نظرية المستحيل، لأنها صاحبة إرادة قوية، لذلك ترى ضرورة الوقوف بجانب أصحاب الاعمال الحرة، ذات الكيانات الصغيرة، بتخفيف الأعباء الضريبية، وتيسيرات ضريبية، من خلال تحقيق عدالة، خاصة أنه غير مقبول أن يتم معاملة الكيانات والشركات الصغيرة، بنفس درجة الشركات الكبرى والعملاقة، دون منح هذه الشركات اية إعفاءات ضريبية، خاصة شركات المقاولات التى تقوم عليها صناعات متعددة، وواجهت مشاكل بالجملة تسببت فى تعثر 6 آلاف شركة، دون دعم من الحكومة، رغم أن المقاولات من القطاعات التى تمثل قاطرة للنمو الاقتصادى، يتطلب مساندة لتحقيق التنافسية. «عمر» محددة فيما تريد، دقيقة فى كل كلمة، حينما تحدثت عن الاستثمار، كان لها ملاحظات بالجملة، فهى تعتبر أن استقطاب الاستثمارات الأجنبية، لاتزال ضعيفة بعد تحرير سعر الصرف، ولم تصل الى الحجم المستهدف، لذلك مطلوب حوافز أكثر للمستثمرين، وتقديم تسهيلات أكبر. تبحث عن الجديد، والابتكار، وتفتش فى القطاعات القادرة على دعم الاقتصاد، خاصة القطاع الخدمى، بما يضمن التعليم الذى يعتبر العمود الرئيسى فى تحقيق تنمية اقتصادية، ونفس الامر لابد من مساندة القطاع الخاص، خاصة الكيانات المتوسطة، والصغيرة، التى تعانى ظلمًا كبيرًا، بعد التعويم. لحظات سكون سادت المكان، سرعان ما بددها حديثها حول ضرورة دعم مشروع تنمية محور قناة السويس، الذى يعد وفقا لوجهة نظرها مستقبلا، من شأنه وضع الاقتصاد ضمن اقتصاديات الدول المتقدمة. تظل بورصة النيل شغلها الشاغل، حيث تعتبر أن هذه البورصة تتطلب عملا مضاعفا، بسبب بعض الشركات ذات السمعة السيئة التى أضرت بالاستثمار ببورصة النيل، وهو الأمر الذى يحتاج إلى إعادة نظر فى الشركات الراغبة فى الطرح، والتأكيد على سلامة قوائمها، وكذلك الرقابة المشددة على الشركات الحالية. الكفاءة حسن استغلال الموارد المتاحة لتحقيق أهداف معينة، والفعالية مدى ملاءمة الأهداف المختارة، من هذا المنطلق حددت استراتيجيتها مع مجلس الإدارة للشركة، لتصل بها إلى أقصى نقطة، وبالفعل نجحت فى تحقيق استراتيجيتها بداية من الطرح بالبورصة عام 2014، لتتوالى بعدها الإنجازات، بزيادة رأسمال الشركة من 3 ملايين جنيه الى 12 مليون جنيه فى 2016، لم يمض عام 2017 الا وسجلت انجازا جديدا بحصولها على شهادة الأيزو 9001 لسنة 2015،لتصبح بذلك أول شركة متخصصة فى تركيب المنشآت المعدنية حاصله على الشهادة فى مصر وأفريقيا. كما واصلت «عمر» فى تحقيق قفزات مع مجلس الإدارة للشركة، حيث فازت الشركة بعقد محطة كهرباء أكتوبر المرحلة الثالثة من الشركة الهندسية للصناعات والتشييد (سياك) بحجم تعاقد قيمته 7 ملايين و806 آلاف و415 جنيها، لتنضم بذلك إلى أعمال الشركة لنفس المحطة بمراحلها الأولى والثانية فى الأعوام السابقة، كذلك تم التعاقد مع شركة «اتش إيه» للإنشاءات بمشروع ستى سنتر الماظة بقيمة تعاقد قدرها 4 ملايين جنيه استطاعت الشركة الفوز بالتعاقد مع شركة روشمان الألمانية فى مشروع المتحف المصرى الكبير بتعاقد مبدئى 250000 يورو ووصل فى نهاية 31 ديسمبر 2017 الى 536000 يورو، وكذلك تم الانتهاء من مشروع كهرباء بنى سويف ومحطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة، مما ساهم الى زيادة حجم الأعمال من 20 مليونا و983 إلى 27 مليونا و168 ألفا و899 جنيها بارتفاع قدره 29٫47% وقد ساهم ارتفاع الايرادات فى الارتفاع بأرباح الشركة 253.72٪ عن نظيرتها عن العام السابق عليه. اذا كان وراء كل عظيم امراة.. فإن وراء كل امرأة ناجحة زوجًا يعمل على دعم نجاح زوجته، وهو ما تعتز به «عمر» من مساندة زوجها.. لكن يظل كل همها الوصول بالشركة إلى الريادة فى قطاع المقاولات...فهل تنجح فى تحقيق ذلك؟