الاستغراق فى التفاصيل والتشعبات معه هو بالامر الصعب، قليل الكلام، مغامر بطبيعة عمله يعرف متى يتحدث، دقيق ومحدد فى تعبيراته...فى وجهه تتبدى الجدية والصرامة، لكن حينما يتحدث تشعر بالسلامة اللواء عمر قناوى رئيس الشركة المصرية لتطوير صناعة البناء «ليفت سلاب» يعتز بذكرياته فى العمل العسكرى والمخابراتى،ويؤمن ان النجاح صفة العظماء، والإصرار على تحقيقه والحفاظ عليه منزلة ما بعدها. الرجل متفائل إلى أبعد الحدود يرى أن المشروعات القومية الباب الملكى للتنمية الاقتصادية، وأن ثمارها لابناء الوطن،يأمل ان يصل بشركته إلى كبرى الشركات العاملة بالاستثمار والمقاولات، فهو مستهدف حجم استثمارات 250 مليون جنيه مع نهاية العام. «وأعز ما يبقى وداد دائم ...... إن المناصب لا تدوم طويلا» كلمات استقبلنى بها الرجل وكأنه يحثنى على ان السعادة فى الود وليس فى المناصب.. عند مدخل غرفة مكتبه استقبلنى مبتسما، شد على يدى بحرارة، جلسنا ثلاثة بالغرفة قال والابتسامة تملأ وجهه: «لم تحدث هذه المشروعات منذ 40 عاما، إننا الآن نبنى دولة اقتصادية حديثه، انظر إلى حجم الإعمال الإنشائية والبنية التحتية التى تنفذ حولك تدعو الى التفاؤل والتفاخر». «أليس هذا يمنحك ثقة وتفاؤل بمستقبل اقتصادى أكثر إشراقا للاجيال القادمة» هكذا بدأ تحليل المشهد الاقتصاد،مستمدا هذه الرؤية من حالة الحراك والتنمية الاستثمارية التى تشهدها كل مفاصل الدولة. طوال حديثنا كان محددا فيما يقول، وحريصا على عدم الخوض فى المشهد السياسى وعلاقته بالوضع الاقتصادى، لكونه رجلا عسكريا ومخابراتيا ظل يخدم معظم حياته، بجهاز المخابرات، والذى كان له اعمال مشهود بها، ومن هنا فالكلمة لديه لها حدود. متفائل الى أقصى درجة، لديه ثقة ان ثمار التنمية سوف يحصدها الشعب خلال سنوات، لكن يظل لديه بعض التحفظات على المشهد الاستثمارى،فى وجهة نظره لم يشهد اى جديد فى سياسة الشباك الواحد التى لم تشهد النور حتى الآن رغم حرص الوزراء الذين تتابعوا على الوزارة بتفعيل الآلية. «من غير المقبول اننا دولة اقتصادية كبيرة،ولا يزال الحديث على تفعيل آلية الشباك الواحد،التى ستعمل على سرعة الاجراءات اللازمة ،فليس معقولا ان تؤسس شركة استثمار خلال 3 ايام فقط فى دولة مثل أوغندا، ونحن أمامنا حزمة طويلة وعريضة من الاجراءات الروتينية» بحسب تحليله. رغم هذه التحفظات إلا أن «قناوى» يلتمس العذر، حيث إن أساس الدولة العميقة يتطلب وقتا، لكن لابد من المراقبة والمتابعة والضرب بيد من حديد من جانب الدولة، للقضاء على المعوقات والعراقيل، حتى تسير التنمية فى اتجاهها الصحيح. استراتيجية شركته وأحلامه فى الوصول بها الى قمة النجاح هو شغله الشاغل، منذ توليه الإدارة، وهو يسعى جاهدا إلى الريادة فى مجالات المقاولات التخصصية، والتى تضم الشدات المنزلقة والرفع الثقيل والإنفاق. «استراتيجية شركتى تقوم خطط استثمارية طويلة الأجل من 5 الى 7 سنوات، ومتوسطة من 3 الى 5 سنوات، قصيرة من عام الى 3 سنوات» العمل يسير بأسلوب مخطط، يقوم على الدراسة المتأنية، فالخطط المدروسة تضع الشركة على الطريق الصحيح يقول «قناوى»: «نسعى إلى تحويل الشركة من شركة متخصصة الى كيان يمتلك اصول عملاقة من أراضى ومبانى». قاطعته متسائلا إذن ماهى تفاصيل الاستراتيجية على المدى الزمنى؟ يجيب «قناوى»: «خطط المدى المتوسط تؤسس على غزو مشروعات الاستثمار العقارى، والدخول فى منافسة قوية مع شركات التطوير العقارى، وكذلك سياسة المدى القصير تقوم على تفعيل النشاط المستخدم للشركة، وتأسيس شركات شقيقة يسمح لها بالتوسع والاستحواذ على المشروعات القومية، بعد تفعيل النشاط العقارى والمقاولات للشركة» بادرنى سؤال حول التعاقدات الفعلية للشركة وقبل طرحه استدار قليلا قائلا: «التعاقدات الفعلية وصلت حتى الآن 110 ملايين جنيه، شاملة الشركة الشقيقة التى تم تأسيسها وتعاقدت على تنفيذ مشروعات آبار بقيمة 72 مليون جنيه قابلة للزيادة وفقا لمعدلات الأداء». إذا كان هذا ما تحقق للآن من حجم تعاقدات، فماذا عن المستهدف حتى نهاية العام؟ «مستهدف أن تصل اجمالى حجم الاستثمارات مع نهاية العام 250 مليون جنيه، وبمقارنة بما تحقق فإن النسبة تتجاوز 50% بقليل من الإجمالى «هكذا جاء الرد. «قناوى» رجل مغامر بطبعة لطبيعة عمله السابق فى جهاز المخابرات منذ توليه إدارة الشركة، اتخذ إجراءات إصلاحية وهيكلية على المستوى الإدارى والفنى، حتى يتمكن فى مواجهة المنافسة فى السوق والعمل على إضافة أنشطة جديدة للشركة لتصبح من كبرى الشركات العاملة فى المشروعات القومية. فى مكتبه مجموعة من الصور تزين الحائط وتجسد الحياة فى أفريقيا وبيئتها، وهو ما لفت انتباهى سألته هل لديك استراتيجية للتوسع بالخارج والأسواق المحيطة؟ يجيب «قناوى»: «نعم الشركة لديها أعمال فى العديد من الدول العربية تتصدرها المملكة العربية السعودية، وكذلك الجزائر حتى فترة، ومتواجدين من خلال الشركة الإماراتية، والتى ستساهم فى غزو الأسواق الخليجية». كثير من الشركات تعتمد على الاقتراض من البنوك والشركة تتفاوض مع 3 بنوك للحصول على تمويل للخطة الاستثمارية لكن المشهد لدى رئيس مجلس الإدارة يختلف، فاللجوء الى البنوك بقدر وحدود، والاقتراض بهدف المشروعات طويلة الأجل التى تدر عوائد أعلى من تكلفة الاقتراض. الرجل الذى يتجاوز ال60 عاما من عمره يهوى الرياضة والاستماع الى الأغانى القديمة لما تمنحه من صفاء الروح لديه طموح بلا حدود يأمل أن يتوسع فى شركته وأنشطتها، حتى تكون شركة قابضة تضم أغلب القطاعات بعد سنوات فهل سيتحقق له ذلك؟