جون ماكين المرشح الرئاسى الأمريكى يجتمع مع خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان.. جون ماكين يقف فى الكونجرس الأمريكى يشكر الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى لدورهما فى الإفراج عن المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى للمنظمات المدنية غير المسجلة والتى مارست أعمالها فى مصر بشكل غير قانونى.. وتصريح هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية قبل الإفراج عنهم بأن هناك جهود مبذولة تتم فى مصر للإفراج عن المتهمين الأمريكيين. وأخيراً جريدة الواشنطن بوست الأمريكية تكتب أن الإدارة الأمريكية تبحث عن شريك لها فى مصر الجديدة (أى مصر بعد الثورة) والشريك أصبح معروفاً بعد الدور الإخوانى فى الإفراج عن المتهمين الأمريكيين المسألة واضحة وضوح الشمس فى وسط النهار الإخوان لهم دور كبير وواضح فى القضية باعتبارهم يملكون أغلبية برلمانية ضاغطة ويسعون للحصول على الرضا الأمريكى والمجلس العسكرى باعتباره صاحب القرار السيادى والاثنان كانا الطرفين الأساسيين فى التعامل مع الجانب الأمريكى ولا عيب فى هذا.. فى عالم السياسة صفقات تقوم بها الدول من أجل مصالحها والصفقات السياسية الدولية كثيرة ومعروفة، والحقيقة أن الطرفين المصريين استطاعا تلقين الأمريكان درساً بأن قواعد اللعبة فى مصر قد تغيرت.. ولكن العيب كل العيب فى خداع الشعب المصرى والتعامل معه كأنه قطيع أغنام أى أن العقلية لم تتغير مثلما كان يفعل النظام القديم الذى تغير أن الشعب المصرى استيقظ ولم يعد يقبل الخداع ويريد الشفافية. خطورة الأمر أن المراوغة الإخوانية الخطيرة تريد أن تنفى عن نفسها التورط فى الصفقة ولا تريد التعامل بشفافية مع الشعب المصرى الذى اعتبر ما يحدث هو إهانة له وتغييب للشفافية التى يريدها فى مصر الجديدة، فعندما يقف السياسى الأمريكى جون ماكين ويقول: إنه يشكر الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى فإنه لا يكذب لأنه لا يستطيع الكذب على الكونجرس والشعب الأمريكى ويتعرض للمساءلة القانونية فالكذب هناك خطيئة كبرى يفقد فيه مستقبله السياسى ومستقبل حزبه.. ماكين ليس البلكيمى. والمثير للسخرية أن الشعب المصرى يعرف الحقيقة كاملة ويحاول الإخوان المسلمين أن يكون كبش الفداء فيها حكومة الدكتور الجنزورى والقضاء المصرى. المصريين يعرفون أن الدكتور الجنزورى ووزراءه ليسوا أصحاب قرار سيادى وليس لهم دور فى عملية الإفراج عن المتهمين الأمريكيين فى عملية التمويل ولا يملكون التأثير حتى فى قرار أصغر وكيل نيابة وجون ماكين لم يشكر الجنزورى وحكومته وإنما وجه الشكر للإخوان والمجلس العسكرى لدورهما. ولكن ما إن تفجرت الأزمة وتحرك القضاة يرفضون تسييس القضاء والتدخل فيه، وهذا حقهم وحق الشعب المصرى فى القضاء المستقل، حتى تفجرت الأزمة وانكشف الغطاء عن الصفقة ووجد الإخوان المسلمين أنفسهم فى مأزق سياسى خطير بعد أن كشف دورهم السياسى الخطير فى هذه القضية برغم أن الصفقة فى نظرى كانت ناجحة ولكن الخداع الإخوانى بدأ يظهر فى محاولة للتغطية على دورهم فكان لابد لهم من البحث عن كبش فداء للتغطية على التورط الإخوانى فلم يجدوا كبش فداء غير حكومة الجنزورى لاتخاذ إجراءات سحب الثقة منها وإسقاطها لإلهاء الشعب المصرى عن هذه الفضيحة والتغطية على قضية التمويل الأجنبى وتورط الإخوان فيها خاصة أنه إذا تم فتح القضية بالكامل ستنكشف أطراف أخرى على ساحة العمل السياسى والبرلماني، فهناك تمويل من بعض الجمعيات والأشخاص من البلاد العربية الخليجية لتمويل بعض أحزاب التيارات الدينية وهو الملف المسكوت عنه حتى الآن ونحن نطالب بفتح هذا الملف كاملاً وتقديمه للنائب العام. والغريب والمثير للسخرية أن يرد زعيم حزب الأغلبية البرلمانية عن حزب الحرية والعدالة حسين إبراهيم على النائب أحمد سعيد الذى استفسر عن تورط حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان فى هذه القضية الفضيحة. ولكن حسين إبراهيم الذى عرفته كمحرر برلمانى وكان وديعاً ومهذباً وكنت دائماً متعاطفاً معه ومع نواب الإخوان الذين كنت أمنحهم صوتى فى الانتخابات نكاية فى الحزب الوطنى قال زعيم الأغلبية عن استفسار زميله النائب أحمد سعيد إن التصريحات التى خرجت فى هذا الشأن مغرضة ونحن لا نمتلك سلطة تنفيذية أو قضاء ولسنا مجلساً عسكرياً ثم يقول فى سخرية إذا قال اللى بيقول مجنون يبقى اللى بيستمع عاقل، هكذا يرد الكادر الإخوانى بسخرية وبخداع غير مقبول يريد أن يضحك على الشعب المصرى ولكنى أقول له أطالبك بأن ترد تحت القبة على تصريح جون ماكين الذى شكر فيه الإخوان رسمياً على دورهم وأن تكذب هذا رسمياً تحت قبة البرلمان إن كنت تستطيع وأن يقوم المهندس خيرت الشاطر ومكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة بإصدار بيان رسمى يؤكدون فيه أن ليس لهم دور فى إتمام الصفقة بدلاً من محاولة إسقاط الحكومة لغسل دور الإخوان فى الصفقة ومحاولات الاستيلاء على الحكومة والسلطة كما تم الاستيلاء على الثورة وسرقتها من الشعب المصرى. لسنا ضدكم ولكننا نرفض الخداع ونريد الشفافية.