يوافق بعد غد الخميس ذكرى مرور عام على الانتفاضة السورية ، عام اسود يعتبره السوريون اطول وافظع عام يمرون به منذ عهد الاحتلال الفرنسى للبلاد ، فقد قتل خلاله قرابة 9 الاف شخص ، وجرح اكثر من 11 الفا ، فيما تشرد عشرات الالاف من منازلهم التى تهدمت بفعل آلة الحرب التى يديرها بشار الاسد ونظامه بقسوة ، وكأنه يحارب عدوا لدودا ، فيما تهدمت عدة مدن سورية وعلى رأسها حمص ، معقل المعارضة والمقاومة السورية ضد النظام ، وتشرد الالاف ولجأوا الى لبنان وعدد من دول الجوار فى مستقبل غامض ، وبعد مرور عام لا يزال بشار متمسكا بالحكم ، ينشب انيابه فى دماء الشعب ليمتصها وكأنه " دراكولا " لا يشبع من مشهد الدماء وسقوط الشهداء ، يعتبر نفسه على حق ، وان المنتفضين من الشعب خونة ومأجورون ومدفوعون من الخارج . وتثور الان التكهنات السياسية فى ان نظام بشار في حكم المنتهي وان اخطارا عديدة تحيط بسوريا، اقلها الحرب الاهلية او التقسيم ، خاصة وقد انهى المبعوث الدولي محادثاته في سوريا يوم الاحد دون التوصل الى اتفاق لوقف العنف المستمر ، وقد دعت المعارضة السورية مجلس الامن امس الى عقد جلسة عاجلة للتحقيق فى مذبحة ادلب ، حيث عثر على اكثر من 47 جثة جملة واحدة على ايدى قوات النظام بينهم اطفال ونساء ، وقال هادي عبدالله الناشط المحلي في الهيئة العامة للثورة السورية: انه عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية بعضهم ذبحوا واخرون طعنهم الشبيحة، داعما اتهامه بشريط فيديو.، واضاف ان عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب سباع (في حمص) الاكثر امانا ، وقد تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين واخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الاطفال، ضربوا على الرأس بادوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن. واعلنت لجنة تحقيق دولية حول سوريا انها ستقدم تقريرا الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة خلال ساعات ، يوثق هذه المذابح . ويواصل كوفى عنان جهوده السلمية من اجل حل الازمة السورية ، حيث وصل الى الدوحة صباح امس ، كما سيزور تركيا املا فى ايجاد مخرج من الازمة ووقف العنف ، فيما قال وزير خارجية قطر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بحضور نظيرهم الروسي سيرغي لافروف في القاهرة ان هناك ابادة ممنهجة من قبل الحكومة السورية ، واضاف انه بعد ما تم من قتل لا يمكن القبول فقط بوقف اطلاق النار ، و افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات العائلات نزحت من بعض احياء حمص، لا سيما حي كرم الزيتون، بعد المعلومات عن المذبحة ، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفيا "هربت مئات العائلات من مدينة حمص ليل، لا سيما من حي كرم الزيتون، خوفا من مجازر جديدة على ايدي قوات النظام.