كتبت- مونيكا عياد: «لازم ندوس على قلبنا كام شهر عشان نعرف نأمن مستقبلنا.. انتِ عارفة أنا عمرى ما حبيت غيرك ولا هاعرف أحب غيرك» بهذه الكلمات بدأ «أحمد» يحاول إقناع حبيبته «منار» بأن يتزوج من «أمنية» قريبته طمعا فى أموالها وميراثها الذى يقدر بالملايين. فى البداية رفضت «منار» هذه الفكرة وهددته إذا تزوج بغيرها لن تتزوجه للأبد وأنها لن تشترك فى هذه المؤامرة الخسيسة. وقع «أحمد» فى حيرة وقرر أن يواجه أهله بأنه لن يتزوج من قريبته لأنه يحب غيرها، فهددته أسرته بحرمانه من الميراث وأخذ الشقة منه والتى أعدت لزواجه. لم يعرف أحمد ماذا يفعل غير أنه اتصل بحبيبته وطلب منها أنه يحتاجها ويريد مقابلتها ضرورى لأنه يعانى من حالة نفسية سيئة ويرغب فى أن يفضفض معها. وقف أحمد أمامها يبكى مثل الطفل الصغير الذى ضاع من أمه ولَم يتمالك أعصابه قائلا «أنتِ تعلمين أنك حب عمرى وبدونك أكون جثة بلا روح فأنا لا أستطيع تحمل بعدك عنى.. لكن فى نفس الوقت أهلي يضغطون علىّ وسيحرموننى من الميراث وسيأخذون شقتى حتى لا أستطيع أن أتزوج». وتابع بصوت مملوء بالشجن «ومن أجل سعادتك أنا سوف أتزوجها على الورق فقط ولن تمسها يدى أبدا.. وسأتعامل معها كأنها أختى.. وفِى يوم الزفاف سأصارحها بحبى لك.. وبهذا قد أتمكن من أخذ شقتى وميراثى من أهلي.. وأتزوجك بعد شهرين» وبعد إلحاح حبيبها وافقت منار على هذا الوضع حتى تنقذ حبيبها من هذه الحالة. وبعد أيام دقت الطبول وعلت الزغاريد لزفاف «أحمد» على «أمنية» فى أكبر فنادق بالقاهرة، ورقصت العروس وسط صديقاتها وهن يغمزن لها بأنها اختارت عريساً وسيماً وتظهر عليه علامات الاحترام والرجولة، وبابتسامة خجولة ترد «هو هدية ربنا ليا». وبعد انتهاء الفرح توجه العروسان إلى شقة الزوجية، وبابتسامة مصطنعة ودع العريس المعازيم، وانغلق باب الشقة عليهما ودخلت العروس غرفة النوم تنتظر زوجها، إلا أنه تأخر أكثر من نصف ساعة فخرجت لتستكشف الأمر لتجده يجلس فى الصالون ويتحدث فى تليفونه وبمجرد أن شاهدها ارتبك وأغلق الهاتف قائلاً «هكلمك تانى بكرة عشان أبلغك بكل اللى هيحصل». وبدلع أنثوى قالت أمنية له «فى حد يسيب عروسته كده فى أهم يوم فى حياته عشان يعمل تليفون». ليرد أحمد «أنا عايز أكلمك فى موضوع ضرورى انك تعرفيه». ليبدأ القلق والتوتر يكسو وجهها وشعرت بأن قلبها ينقبض إلا أنها حاولت أن تتجاهل هذا الموضوع حتى لا تخرب ليلة دخلتها. وقالت «ممكن نأجل أى كلام بعدين أنا مش عايزاك تزعل من حاجة فى ليلة زى دى». إلا أنه أصر قائلاً «لكن ده حقك ومفروض تعرفى كل حاجة فى أول يوم»، ولم يعطها الفرصة للكلام وتابع «أنا بحب واحدة غيرك من 3 سنين وكنا متفقين على الزواج إلا أن أسرتى هددتنى بحرمانى من الميراث وأخذ شقة الزوجية منى إذا لم أتزوجك». وهنا لم تتحمل العروس الصدمة ودخلت مسرعة لغرفتها وأغلقت بابها ودخلت فى حالة بكاء هستيرى تندب حظها، ومن شدة البكاء نامت بفستان الفرح وآثار المكياج على وجهها والكحل الأسود رسم نهرين على وجهها، وفى الصباح الباكر حضرت والدتها وفوجئت بابنتها بحالة مزرية، ارتمت فى حضنها وهى تبكى وتقول «ضحك عليا طلع بيحب واحدة تانية ولسه بيحبها.. واتجوزنى عشان الميراث» حاولت الأم تهدئتها وإقناعها قائلة «لكل رجل ماضى والست الشاطرة هى اللى تقدر تمتلك قلب زوجها وتجعله لا يرى غيرها». وأكدت أنه لا يوجد طلاق فى عائلتهم، فهم من عائلة محافظة. وقامت بتوصيتها بأن تحاول أن تغرى زوجها وتستخدم جمالها وأن هذا حق مشروع لها لأنه زوجها ويجب أن تمتعه. أخذت أمنية نصائح أمها وحاولت إعداد سهرة رومانسية له متناسية كلامه عن حب غيرها، وارتدت قميص نوم يظهر مفاتنها وأضاءت الشموع وأعدت الطعام ووضعته على الطاولة الصغيرة فى غرفة النوم. فقال لها ببرود «أنا مليش نفس آكل ورايح أنام فى حجرة الأطفال عشان أسيبك تاخدى راحتك». لم تتحمل أمنية هذه المعاملة الجافة والتى استمرت لأكثر من شهرين يرفض الاقتراب منها ولَم يلمسها مرة واحدة حتى يفى بوعده لحبيبته، وحاولت إقناع أهلها بأنها فشلت فى امتلاك قلبه وأنها لم تستطع تحمل هذه المعاناة وأنها تطلب الطلاق لكن أهلها رفضوا بإصرار وطالبوها بالصبر. وفوجئت بعد شهر يخبرها بأنه سيتزوج بحبيبته وأنها ستعيش معها فى منزل الزوجية، فصارت موجة من الغضب وتعالت الأصوات رافضة هذا الوضع وطلبت منه الطلاق، لكن الزوج رفض قائلا «إذا طلقتك أهلي سيحرموننى من الميراث لذلك أنا متمسك بك ولن أطلقك إلا إذا تنازلت لى عن ميراثِك». فلم تجد الزوجة التعيسة منقذاً غير محكمة الأسرة وأقامت دعوى تطليق للضرر، بعد أن تزوج بحبيبته وجاء بها إلى منزل الزوجية لتستولى على حجرة نومها ومنقولاتها، لتشعر الزوجة الأولى بأنها مجرد خادمة لهما. وتركت المنزل وتوجهت إلى بيت أسرتها منتظرة حكم المحكمة، ولسان حالها يقول لعنة الله على الميراث والأموال التى تدفع بالإنسان إلى التخلى عن إنسانيته وتدمير من حوله والتفريط حتى فى حقوق شرعها الله.. أى ظلم هذا الذى مارسه علىَّ هذا الرجل ولكن ربما هو عانى هذا الظلم أكثر منى وانتصرت الزوجة الثانية أم تقول وانتصر الحب ولكن تحول الميراث إلى ميراث الكره والعذاب والحسرة.