كتب - مصطفى دنقل: يعتبر الكبد من أكثر الأعضاء أهمية من حيث التمثيل الغذائى فى الجسم، وتعتبر خلية الكبد مصنعاً متكاملاً يتعامل مع كثير من المواد التى تصل إليها سواء كانت مواد غذائية أو مواد كيميائية وخلية الكبد تقوم بتكوين العديد من المواد النافعة للجسم مثل عوامل تجلط الدم المختلفة والزلال وهى عضو مهم فى الجهاز المناعى للجسم، كل هذه المهام تجعل خلية الكبد أكثر حساسية عند التعرض للعوامل الكيميائية المتمثلة فى الأدوية أو الكيماويات المختلفة التى تتعرض لها. يقول الدكتور رضا الوكيل أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس: الكبد هو الجهاز المنوط بالتعامل مع جميع الأدوية التى تدخل إلى الجسم وخاصة التى تدخل عن طريق الجهاز الهضمى وهذا يجعل آثار الأدوية على الكبد آثاراً مهمة فقد لوحظ أن 2% من جميع حالات الصفراء التى تدخل إلى المستشفيات يكون سببها تعرض الكبد للأدوية وأن 15%-30% من الفشل الكبدى الحاد سببه تأثير الأدوية وتظهر آثار التشحم الناشئة عن الأدوية على الكبد خلال 5-90 يوماً من استمرار تعاطى الدواء وقد لا تظهر آثار واضحة على المريض مع استمرار وجود أضرار بالكبد لا تكتشف إلا بأخذ عينات أو ظهور الأعراض بعد عدة سنوات عندما يحدث تليف بالكبد مثلاً وتنقسم الأضرار التى يصاب بها الكبد إلى ثلاثة أنواع الأول الالتهاب المباشر لخلايا الكبد وما يتبعه من ارتفاع إنزيمات الكبد والثانى حدوث صفراء انسدادية داخلة بالكبد تؤدى إلى صفراء العين وتغير لون البول والبراز وحدوث هرش بالجسم والثالث خليط من الاثنين. ويضيف الدكتور رضا الوكيل: هناك العديد من الأدوية المشهورة لإحداث ضرر بالكبد أهمها بعض أنواع المضادات الحيوية مثل أوجمنتين والذى قد يستخدم بكثرة بواسطة أطباء المسالك البولية والأنف والأذن والباطنة وأدوية الروماتيزم مثل الفولتارين وايبوبروفين، وعادة تسبب هذه الأنواع ضرراً بالنسبة للكبد والكلى ويجب متابعة وظائف الكبد والكلى للمرضى الذين يستعملون هذه الأدوية لفترة طويلة كما أن استعمالها لفترات طويلة يسبب أضراراً للقلب مثل عدم انتظام ضربات القلب والتأثير على عضلة القلب، ومن الأدوية المشهورة لإحداث ضرر بالكبد أدوية علاج الدرن الرئوى وتزداد ضررها مع استخدام أكثر من دواء فى علاج الدرن وأيضاً أدوية علاج الصرع مثل الديباكين ونظراً لأهميتها فى العلاج يمكن الاستمرار بعلاجها مع مراقبة حالة الكبد والتدخل عند اللزوم ومن الأدوية الأخرى استعمال الهرمونات فى أقراص منع الحمل لفترات طويلة مثل هرمون الاستروجين فى حالة استعمال هذه الأقراص أكثر من 8 سنوات تؤدى إلى التهاب تشحمى بالكبد وزيادة الدهون فى الخلايا مع حدوث تليفات بالكبد أو تمددات بالأوعية الدموية مع وجود وحمات بالكبد وفى حالات نادرة تحدث أورام حميدة بالكبد قد تؤدى إلى نزيف داخل الورم أو نزيف داخل الغشاء البريتونى ومن النادر جداً حدوث سرطان بالكبد ومن الناحية الأخرى فإن استعمال هرمونات الذكورة كأدوية تعويضية لبعض الشباب الذى يسعى إلى تنمية عضلات أجسامهم واستعمال بعض المنشآت الأخرى المحتوية على هرمونات بنائية قد يكون لها ضرر بالغ على الكبد مثل الارتفاع الشديد بإنزيمات الكبد أو الصفراء الانسدادية أو حدوث تليف بالكبد أو حتى سرطان الكبد. ويؤكد الدكتور رضا الوكيل أن الشباب الذى يستعمل بعض الأدوية المخدرة وخاصة الإقبال على استخدام الترامادول الذى يلجأ إليه بعض الحرفيين بهدف مساعدتهم على السهر والاستمرار فى العمل أو بزعم تقوية الحالة الجنسية أثناء العلاقة الزوجية له ضرر على الكبد، فهذا العقار يعتبر من مشتقات الأفيون الضار بالكبد كما أن تعاطى الأفيون قد يؤثر بالسلب الشديد على حالة خلايا الكبد مسببة التهابات شديد وعلى الجهاز المرارى وأيضاً بعض الأدوية التى تستخدم فى علاج الكوليسترول تؤدى إلى ارتفاع إنزيمات الكبد بدرجات متفاوتة حسب نوع هذه الأدوية.
