واليوم مصر دخلت امتحانا وضعته عقول تعيش في أوهام وبطولة زائفة خسائرها لم تكن في الحسبان للتنفيس عن دافع دفينة لخلق الشطحات وكلها أيام وينكشف المستور فتزداد هوانا علي هوان، ومن المضحكات المبكيات أن الذين طبخوا الصفقات هم اليوم يحاكمون من قام بتنفيذ الأحكام.. آه يا بلد أذلتك الأيام في عصر الإخوان فأصبحت أضحوكة الزمان، وأترك هذا المقال لتطمسه الأوقات كما عهدنا في كل الزمنات، وأزعم أني لم أدخر جهدا في التعرف علي حقيقة الإسلام فلم أجد ما يحدث هذه الأيام لا هو في أو هو من الإسلام لانه ببساطة لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.. هذا إلهي مقدس والآخر أرضي خسيس وحقا قالوا «ان الدين أفيون الشعوب واليوم تدمن مصر كل أنواع المغيبات»، ولعل هذا يقودنا إلي الامتحان الأصعب وهو الخيار بين وثيقتي الأزهر الشريف ود. علي السلمي أو الحرب الأهلية وريحها قادمة لأن الجمعية التأسيسية حسب تطلعات التيار الإسلامي لن تعبر عن كل المصريين لهذا فالمطلوب حالا هو توافق وطني وليس دينيا لأن سيطرة فصيل سياسي ديني بحجة الأغلبية «المشكوك فيها» سيؤدي حتما إلي صراع كبير، ان عملية النسب التي يفاصل فيها حزبا الإخوان والسلفيين عملية هزلية لن تحقق إلا الخراب لمصر وكأن الفصال يجعل من مصر سلعة تباع وتشتري، ان الدستور يا سادة هو وثيقة ترعي حقوق كل المواطنين لان توجهاته وطنية ويحتوي علي بنود نحترمها جميعا، ويصبح شريعتنا ولا يتغير أو تستبدل مواده حسب الأهواء والأشخاص مهما كانت الأغلبية لأنهم قد يصيرون غدا أقلية، ان الحق لا يستجدي بل يؤخذ بالجدل الند للند، هذه الحقوق قد أقرتها الأممالمتحدة وعددها 19 حقا ووقعت عليها كل الدول. ومصر كذلك، ان الجدل بهذا الشكل يعني ان مصر قادمة علي دكتاتورية دينية ظهرت بوادرها. والآن الرسالة القادمة لشباب هذه الثورة، أليس فيكم رجل حكيم يجمعكم، لقد قلت عنكم شعرا ووصفتكم بالرجال الصغار ولكن للأسف أصبحتم الصغار الجهلاء ولعلي اليوم أسميكم بالشبان الأحرار كما تمت تسمية الانقلاب العسكري في 52 الضباط الأحرار الذين اقتادونا إلي ما نحن نعاني منه اليوم وقد سمي انقلابهم بالثورة للحصول علي شرعية التواجد والحكم وقضينا أكثر من 50 عاما ومصر عزبة كبيرة وها نحن اليوم نكرر ذات السيناريو ولكن بثورة شعبية حقيقية وصادقة فلا تجعلوا أحدا يأخذ ثمارها غيركم، وأخيرا لقد حسمتم أمركم وأعملتم عقلكم وجمعتم أنفسكم في كيان واحد كبير.. والله معكم ومع مصرنا العزيزة. ------ عضو الهيئة العليا