زار جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى مقر حزب الوفد والتقى الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد بحضور د. محمد كامل وأحمد عز العرب نائبا رئيس حزب الوفد وحسام الخولى السكرتير العام المساعد واللواء سفير نور مساعد رئيس الوفد والمهندس عمرو حلمى وزير الصناعة بحكومة الوفد الموازية وحسن بدراوى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الوفد . وخلال اللقاء أكد جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة سعادته بزيارة حزب الوفد أقدم وأعرق الأحزاب المصرية والذى قارب عمره على المائة عام وأبدى تفاؤله بالنسبة للأوضاع فى مصر مشيرا ً إلى تطلع الاتحاد الأوروبى إلى مرحلة جديدة من العلاقات ثم طرح سفير الاتحاد الأوروبى العديد من التساؤلات بشأن رؤية حزب الوفد تجاه إعداد الدستور الجديد ، والانتخابات البرلمانية الأخيرة والانتخابات الرئاسية القادمة ومن سوف يدعمه الوفد من المرشحين للرئاسة وأى نظام حكم سوف يتضمنه الدستور الجديد رئاسيا أم برلمانيا. من جانبه أكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد أن الوفد حقق المركز الثالث فى الانتخابات البرلمانية وحصل على 60 مقعداً فى مجلسى الشعب والشورى وكان يمكن أن يحقق نتائج أفضل لو لم يحدث تزوير معنوى وليس ماديا فى تلك الانتخابات من خلال الاستقطاب الدينى الاسلامى من خلال تحالف الحرية والعدالة وتحالف النور السلفي , والاستقطاب الدينى المسيحى من خلال تحالف الكتلة فكان الوفد هو الحزب المدنى الوحيد الذى خاض الانتخابات ببرنامج سياسى ودون أي تحالف . وأشار البدوى الى أنه فى أول يوليو سيكون لدينا رئيس منتخب وسوف نحدد قريباً اسم مرشح حزب الوفد . وشدد البدوى على أن وثيقة التحالف الديمقراطى التى وقع عليها 43 حزبا وكذلك وثيقة الازهر ستكونان الأساس في وضع الدستور الجديد كما أن هناك توافقا حول الأبواب الاربعة الأولى من دستور 1971 والخاصة بالحقوق والواجبات والحريات العامة فيما عدا بعض القيود الموجودة في تلك الأبواب والمتمثلة في الاحالة لقوانين تقيد النص لكن التحدى الاكبر هو انتخاب لجنة المائة التي ستكون الجمعية التأسيسية لوضع الدستور . وأشار البدوى الى الاتجاه بالنسبة لنظام الحكم سيكون الى النظام شبه الرئاسى على غرار النموذج الفرنسى . واستفسر سفير الاتحاد الاوروبى بشأن المادة 2 من دستور 1971 فأكد البدوى أنها سوف تبقى مع إضافة فقرة تؤكد حق أصحاب الاديان السماوية الأخرى فى الاحتكام إلى شرائعهم فى شئونهم الدينية وأحوالهم الشخصية . كما استفسر سفير الاتحاد الاوروبى عن رأى الوفد بالنسبة لعمل منظمات المجتمع المدنى فى مصر وما حدث مؤخراً فى هذا الشأن . وفى رده على هذا التساؤل قال الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد: لسنا ضد عمل منظمات المجتمع المدنى فى مصر لكن شأننا شأن أى دولة حريصة على سيادتها الوطنية لا تسمح بالتمويل الاجنبى لمنظمات تمارس عملاً سياسياً وأمريكا نفسها قوانينها لا تسمح بذلك وأضاف أن الاموال التى دخلت مصر بعد ثورة 25 يناير تم استخدامها فى أعمال سياسية وهذا مخالف للقانون المصرى وعدوان على السيادة المصرية كما أن المنظمات التى أحيلت الى المحاكمة لم يكن لديها ترخيص للعمل فى مصر وأى دولة فى العالم لديها قانون ينظم عمل هذه المنظمات ولا يجوز خرق هذا القانون وقرار المنع من السفر كان قرارامن القاضى ولكن أمريكا أصرت على أن تمارس ضغوطاً على الادارة المصرية ونحن لدينا حساسية شديدة من أي تدخل أجنبي في شئوننا , ورغم أننا نقدر دور أمريكا فى عملية السلام ودعمها الاقتصادى والعسكرى لمصر منذ 1979 وحتى الآن إلا اننا شعب ودولة تعتز بنفسها ولا تفضل وصاية أو حماية من أي دولة أياً كان حجمها ولا تقبل أي تدخل فى شئوننا الداخلية وهذا ما أثار غضب كل المصريين ولذلك كان يجب ان يكون رفع حظر سفر الأجانب فى هذه القضية دون تدخل من أمريكا والسلطة الحاكمة فى مصر ومن خلال قضاء مصر العادل إذا ارتأى ذلك . وأضاف البدوى أنه غير مسموح فى أى دولة من دول العالم التمويل السياسي كما أنه ممنوع على الأحزاب السياسية فى مصر أن تتلقى تمويلاً أجنبياً من الخارج . وطالب الدكتور السيد البدوى الاتحاد الاوروبى أن يدعم طلب مصر لقروض من البنك الدولى وذلك استناداً الى الصداقة بين مصر ودول الاتحاد الاوروبى خاصة ان مصر لديها مقومات الاقتصاد الناجح والاستثمار الناجح وأيضاً قاعدة صناعية عريضة كما ان مصر فى نهاية 2010 وفى ظل النظام السابق كانت حققت معدل نمو تجاوز 7% وكان احتياطى النقد الاجنبى قد تجاوز ال 30 مليار دولار لكن لم تكن هناك عدالة اجتماعية فى توزيع الدخل القومى وبالتالى فالعنصر البشري المصري المتميز الذى حقق نجاحاً فى ظل كبت واستبداد وفساد يستطيع تحقيق نجاح أكبر بعد ثورة 25 يناير في ظل المناخ الديمقراطي الشفاف والعدالة وسيادة القانون. وأضاف البدوى أن نواب الوفد لن يقفوا ضد أية اتفاقيات لمصر مع صندوق النقد الدولى وكذلك أعتقد ان نواب الحرية والعدالة سوف يتخذون نفس الموقف وشدد البدوى على أهمية دعم الاتحاد الاوروبى لمصر . ومن جانبه أكد جيمس موران أن الاتحاد الاوروبى سيقدم لمصر 500 مليون يورو مشيراً الى ان مصر لديها امكانيات اقتصادية جيدة واحتياطيات من البترول ونأمل عندما تأتى حكومة جديدة ان تكون خطواتها الاقتصادية أسرع حتى يرتفع حجم التبادل التجارى بين مصر والاتحاد الاوروبى الى 40 مليار دولار بدلاً من 20 مليار دولار حالياً وطرح سفير الاتحاد الاوروبى تساؤلا حول رأى حزب الوفد بالنسبة لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية والقضية الفلسطينية . وتعقيباً على ذلك أكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد على احترام معاهدة السلام واحترام كل المعاهدات لكن المؤسف ان مصر التزمت ببنود الاتفاقية في الوقت الذي لم تلتزم بها إسرائيل وتضرب بقرارات الاممالمتحدة والمجتمع الدولي عرض الحائط ولذلك فإن هذه الاتفاقية تمر حالياً باختبار صعب وطالب البدوى أن يساعد الاتحاد الاوروبى فى دعم الحق المشروع للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأن يتم حل كافة القضايا المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني مثل قضية اللاجئين والمياه والحدود .