سيطلق زعماء محليون في إقليم برقة شرق ليبيا اليوم الثلاثاء حملة من أجل الحصول على حكم ذاتي لإقليمهم، مما يشكل تحديا جديدا للوحدة الإقليمية الهشة لليبيا بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. أعلن زعماء قبائل وقادة الميليشيات شرق ليبيا الغني بالنفط منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي. وقالوا إن منطقة برقة أهملت طوال عقود، وستكون من الآن فصاعدا دولة في بلد اتحادي. وجاء الإعلان خلال اجتماع حضره ألفا شخص على الأقل بالقرب من مدينة بنغازي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مشاركين قولهم إنه " تم اختيار الشيخ أحمد الزبير الشريف السنوسي رئيسا لمجلسه الأعلى" وتعد برقة أول منطقة تعلن "اقليما فيدراليا اتحاديا" يتمتع بحكم ذاتي منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. ويقول مؤيدون للحكم الذاتي إن حكومة الإقليم ستتولى إدارة شؤون الإسكان والتعليم بينما تتولى الحكومة المركزية الإشراف على شؤون الأمن والدفاع. وقد اتهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل دولا عربية ب"إذكاء الفتنة" في شرق البلاد. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في طرابلس إن "بعض الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل اليها طوفان الثورة". وأضاف أن "هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للاسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق". جنود ليبيون من برقة يشاركون في عرض عسكري في بنغازي ويعارض المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا هذه الخطوة خوفا من تفتت البلاد. وكان عبدالله إدريس عضو المجلس المحلي في بلدة جالو شرقي ليبيا قد صرح بأنه يعارض الفكرة، وهدد بقطع إمداد النفط عن بنغازي في حال تنفيذ الفكرة، حيث تمر أنابيب نقل النفط الخام من بلدته. ووصف مراسل بي بي سي جابرييل غيتهاوس الذي حضر الاجتماع هذه الخطوة بأنها "إعلان نوايا من قبل زعماء قبائل برقة". وأضاف أنه لم يتضح حتى الآن أي نوع مع الحكم الذاتي يطالب به زعماء القبائل في المنطقة. يذكر ان النظام الاتحادي ساد في ليبيا لمدة عشر سنوات عقب الاستقلال حيث انقسمت البلاد إلى اقاليم ثلاثة هي طرابلس في الغرب وبرقة في الشرق وفازان في الجنوب، ثم تحولت ليبيا الى الحكم المركزي في أواخر عهد الملكية، وسارع القذافي العملية حين وصل إلى السلطة. مصدر الخبر: بي بي سي