كتبت- ميادة الشامي: أكد عدد من خبراء الشأن السياسي، أن ما شهدت اليمن بالأمس من هجمات بين على ميليشيات الحوثيين من قبل قوات الرئيس اليمني السابق على صالح وسيطرة الأخيرة على بعض المؤسسات في صنعاء، يعد بداية لضرب المشروع الإيراني في المنطقة وبداية لحل المشكلة اليمنية، وإضعاف قوة التدخل الإيراني هناك. وتوقع الخبراء أن يكون هناك تعاون بين قوات التحالف بقيادة السعودية وبين قوات الرئيس اليمني السابق علي صالح الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن إيران ستسعى لتزويد وإمداد الحوثيين بالأسلحة، وإرسال قوات تابعة لحزب الله في لبنان وقوات " فيلق القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني لدعم الحوثيين في العمليات القتالية، وذلك لتوسيع نفوذها في المنطقة. وبالأمس، شهدت اليمن مواجهات وحالة حرب بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثيين التابعة لإيران ، وسيطرت قوات صالح على كافة المؤسسات السيادية والتليفزيون في صنعاء، كالجمارك والمالية، بالإضافة إلى وكالة سبأ الحوثية، ومبنى التليفزيون وقصر الرئاسة، وجهاز الأمن القومي «المخابرات» «معسكر 48» في صنعاء. وقد دعا الرئيس اليمني السابق استعداده لفتح صفحة جديدة مع التحالف بقيادة السعودية وفتح الحوار إذا أوقف "العدوان" ورفع الحصار. وفي هذا الصدد، قال محمد محسن أبو النور، الخبير في الشئون الإيرانية وخبير العلاقات الدولية، إن ما حدث بالأمس في اليمن من مواجهات بين ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح وسيطرة الأخيرة على كافة المؤسسات السيادية والتليفزيون في صنعاء يدل على أن الذي كان بين الحوثيين والرئيس اليمني صالح ليس تحالفًا ولكنه كان توافقًا مؤقتًا لخدمة الأغراض الشخصية لكل منهما. وأشار، في تصريحات خاصة"لبوابة الوفد"، إلى أن الرئيس اليمني السابق "صالح" رأى أن الحوثيين ليست جماعة وطنية ولكنها أتباع لايران لذلك انقلب عليهم، فضًلا عن أنه رأى أن تلك الميلشيات ستجعل العالم كله يقف أمام اليمن، ولاسيما بعد إطلاقها الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الحوثيين لايفهمون شيئًا في السياسة،لذلك رأى ضرورة الانقلاب عليهم. وأوضح أبو النور، أن هذه الخطوة بداية لضرب المشروع الإيراني ومحاولة لإخراج نفوذها في المنطقة، متوقعًا تعاون التحالف العربي بقيادة السعودية مع القوات التابعة لصالح الرئيس اليمني السابق لطرد الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها ومحاصرتهم. وعن الرد الفعل الإيراني الفترة المقبلة، أكد خبير الشئون الإيرانية، أن إيران ستسعى لتزويد وإمداد الحوثيين بالأسلحة في المنطقة ومحاصرة الحدود اليمنية، وإرسال قوات تابعة لحزب الله في لبنان تقاتل مع الحوثيين في اليمن، وإرسال قوات مباشرة من إيران تسمى" فيلق القدس" تابعة للحرس الثوري لدعم الحوثيين على العمليات القتالية. ورأى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما حدث بالأمس في اليمن يعد انقلابًا في قوة الموازين داخل الساحة اليمنية، نظرًا للتوافق الذي كان بين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق"علي صالح"، مؤكدًا أن هناك اتصالات ومفاوضات حدثت لم يتم الإعلان عنها. وذكر غباشي، أن ما حدث باليمن وإعلان علي صالح الرئيس اليمني السابق فتح صفحات جديدة مع قوات التحالف بقيادة السعودية تعد بوادر لإنهاء الأزمة اليمنية، وسيعجل بحل الوضع في الساحة اليمنية، وسيضعف من قوة الحوثيين هناك، مما سيضعف من قوة التدخل والتمدد الإيراني في المنطقة، على حد قوله. وأكد الدكتور جمال أسعد، المفكر السايسي، أن إعلان "علي صالح" الرئيس اليمني السابق تحالفه مع دول الجوار وفتح صفحات جديدة يدل على أن المشهد تغير في الساحة اليمنية ولايمكن انفصال ما حدث عن مؤتمر التحالف الإسلامي العسكري الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي، حيث كانت هناك رسائل واضحة وحادة للحوثيين في هذا المؤتمر، لافتًا إلى أن الرئيس السابق أدرك أن المناخ العام لمواجهة إيران هو التحالف العسكري الإسلامي، فضًلا عن الدور الأمريكي والفرنسي والأوروبي في مواجهة إيران، لذلك عاد إلى أحضان السعودية. ودلل أسعد،على وجهة نظره قائًلا" الفترة المقبلة ستشهد تغييرات على الساحة اليمنية تكمن في أن قوات التابعة لصالح ستنضم لقوات التحالف مما سيؤدي إلى الإرهاق العسكري للحوثييين، ثم يليه حوار وطني بين القوة المتصارعة داخل اليمن للتأكيد على التواجد اليمني هناك، مما سيؤدي إلى إضعاف الحوثيين، لذلك فإن ذلك سيؤدي لهزيمة إيران في اليمن. وعن إمكانية السيطرة على النفوذ الإيراني في المنطقة، قال المفكر السياسي، إن إيران لا تسلم الأوراق بسهولة ، لذلك فإن إعادة النظام اليمني سيكون ضربة لإيران يمكن استغلالها لإضعافها في المنطقة وإفشال مخططاتها ، مما سيكون له تأثير سلبي على حزب الله في لبنان الذي يدعم ميليشيات الحوثيين، مؤكدًا أنه سيكون هناك اتصالات بين على صالح وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية الفترة المقبلة لحل المشكلة اليمنية