تشهد الساحة اليمنية اقتتالًا، لكن تلك المرة بين الحلفاء بالداخل، في مشهد مغاير للأحداث السياسية التي يشهدها المحيط العربي. "فحلفاء الأمس، أعداء اليوم" هذا هو حال اليمن التي شهدت حربًا دموية امتدت قرابة 6 سنوات، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، لكن يبدو أن الأحداث تسارعت وقلبت موازين القوى، عقب إعلان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية دعم حزب المؤتمر الشعبي بقياد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. ويبدو أن ميليشيا الحوثي، الحليف الأكبر لإيران، أصبحت "خاوية الوفاض"، بعد أن منت بهزائم كبيرة على يد قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يسعى جليًا للعودة إلى أحضان الوطن العربي. وهذا ما بدا عليه المشهد الحالي، حينما طالب "صالح" التحالف العربي بوقف الغارات الجوية، وإعطاءه فرصة لإنهاء سيطرة الحوثيين، والسماح له بالجلوس على طاولة الحوار، من أجل إنهاء حالة الشتات في البلد التي دمرتها الحرب. وتأكيدًا على مطالب الرئيس اليمني السابق، أعلن التحالف العربي قبول وقف إطلاق النار والغارات الجوية في اليمن، معلنًا ثقته في إرادة وقيادة جزب المؤتمر الشعبي، الذي يخوض حربًا ضد ميليشيات إيران. وفي هذا الصدد، قال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر: إن "ما يحدث حاليًا من قتال في العاصمة اليمنية صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، ومسلحي جماعة أنصار الله "الحوثيون"، هو انتفاضة ضد نفوذ إيران باليمن". وكبت آل جابر، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، "صنعاء تنتفض ضد ميليشيات إيران الحوثية.. الإيمان يُمان والحكمة يمنية.. وصنعاء عربية". وتتهم السعودية إيران بمساندة الميليشات الحوثية ودعمها بالسلاح المهرب عبر البحر، في ظل تواصل القتال العنيف الذي اندلع، منذ أمس الجمعة، بين الجانبين المسيطرين على العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم شمال البلاد. كانت قد وقعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي جماعة أنصار الله وقوات صالح في أحياء متفرقة من العاصمة صنعاء، فيما اتسعت رقعة الاشتباكات لتصل إلى ميدان السبعين، والحي السياسي، وشارع الستين الجنوبي، وسط العاصمة، وذلك بعد تحالف استمر 6 سنوات.