كتبت زينب القرشي: أثار إعلان الفريق شفيق من الإمارات ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية 2018 حالة من الجدل اعتبرها البعض بداية الانتحار السياسي للفريق، خاصة مع ما شابه من ملابسات بثتها قناة الجزيرة اتهم فيها الإمارات بمنعه من السفر؛ لعدم تمكنه من الترشح، وهو ما استنكرته الإمارات، واعتبرته نكراناً للجميل بعد هروبه من نظام الإخوان فترة حكم الرئيس المعزول مرسى. وبالرغم من تنصل حزب الحركة الوطنية من إعلان شفيق ترشحه للرئاسة من خارج البلاد، وتأكيدهم أن أفراد الحزب تفاجأوا مثل الجميع بالإعلان وتوقيته وطريقة تقديمه، بالإضافة إلى استنكارهم نشر الجزيرة الفيديوهات وتصريحات الفريق التى سربت للجزيرة، إلا أنهم أعلنوا عن عقد مؤتمر للحزب فى نهاية الشهر الجارى لتحديد ملامح إعلان الفريق شفيق للرئاسة. وأوضح النائب محمد بدراوى، عضو مجلس النواب بحزب الحركة الوطنية، أن الحزب سينظم مؤتمراً فى الثالث والعشرين من الشهر الجارى سيكون حاضراً به الفريق شفيق، وفقاً لتأكيدات الفريق للحزب، لإعلان بداية الحملة الانتخابية وخطة الترشح والبرنامج الانتخابى. وأكد «بدراوى»، أنه فيما يخص الإعلان المبدئى للفريق من الخارج بترشحه للرئاسة، فإنه نابع من رؤيتة الخاصة، ولم يعلم بها أحد من الحزب سواء كان التوقيت الذى تم الإعلان فيه أو المكان، ولكن الفريق رأى أنه نظراً إلى كونه خارج البلاد فإنه سيقوم بجولة على الجاليات المصرية أولاً قبل أن يأتي إلى مصر، متابعاً أنه كان يفضل أن يكون إعلان الفريق لترشحه للرئاسة يبدأ من مصر. ونوه عضو مجلس النواب بحزب الحركة الوطنية بأنهم لم يحددوا بعد ما إذا كان الفريق سيعتمد على تجميع 20 صوتاً من مجلس النواب كشرط للترشح أم أنه سيعتمد على الشرط الأخر، وهو جمع توقيعات من 25 ألف مواطن من 15 محافظة، مؤكداً أن بداية الحملة هى التى ستحدد ذلك. وأوضح أن الضجة التى حدثت إثر إعلان الفريق ترشحه للرئاسة نابعة من شخصية الفريق لما له من ثقل وما كانت لتحدث إذا كان شخصاً آخر، مبيناً أن الفيديوهات التى نقلتها الجزيرة للفريق شفيق ليس لها أى تفسير وأن ملابساتها لا يعلمها أفراد الحزب جيداً؛ نظراً إلى وجود الفريق شفيق خارج البلاد وأنه بمجرد عودته فإنه ستضح كافة الأمور، خاصة أن الفريق صرح بأنه أعلن ترشحه لرويترز وليس للجزيرة، لذلك من الأفضل ألا يتم التركيز على هذه النقطة والاهتمام بالإجراءات العملية الخاصة بترشح الفريق للرئاسة وحملته الانتخابية. وأشار المستشار يحيى قدرى، أمين حزب الجبهة الوطنية، محامي شفيق السابق إلى أن الفريق شفيق تم تبرئته من كل القضايا التى كان متهماً بها بالفساد وإهدار المال العام فى قضية أرض الطيارين وموقفه القانونى سليم حتى هذه اللحظة، ولا يشوبه أي شائبه تمنعه من الترشح للرئاسة. وأضاف «قدرى»: لم أعد المستشار القانونى للفريق شفيق منذ مدة وانتهت بيننا العلاقة بشكل كامل ولم يربطنا شىء حالياً، ولكن قبل أن أترك عملي معه فقد سقطت جميع التهم التى عليه. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ملابسات ترشح الفريق أحمد شفيق كانت خاطئة والتى بدأها بالهجوم على الإمارات واتهامها بمنعه من السفر حتى لا يتسنى له ترشيح نفسه للرئاسة. وأضاف أن «شفيق» أصبح لديه طريقان لا ثالث لهما، إما مغادرة الامارات مع استكمال إعلان ترشحه وخوض الانتخابات أو مناورته بالترشح من الخارج ولكن دون القيام بذلك. ولفت «فهمى» إلى أن عودة شفيق كمواطن مصري له كل الحق فى مباشرة حقوقه السياسية، ولكن دون توجيه اتهام للنظام وللرئيس السيسي بأنه وراء منعه من الترشح لأن هذا الأمر ليس من اخلاقيات السيسي، كما أنه سيكون بمثابة اللعب بالنار واستثمار الموقف من الخارج من أجل تحقيق مكاسب. وتابع أن ثلاثة شهور كافية ليبدأ شفيق فى حملته الانتخابية خاصة أن حزبه يعاني أزمات وانشقاقات، ولكن إذا كان شفيق يهدف إلى عدم الرجوع واستغلال المشهد من الخارج لاتهام النظام، فإنه يجب أن يتم التعامل معه بجدية سواء كان هو أو غيره، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيعد انتحاراً سياسياً لشفيق. وذكر المستشار محمد حامد الجمل، الفقيه القانونى، أن الدستور فى مادتيه 141 و142 حدد شروط الترشح لانتخابات الرئاسة، ومنها الشروط المعروفة التى نصت عليها المادة الأولى منهما، وهي أن يكون مصرى الجنسية من أبوين مصريين، وتخطى الأربعين عاماً، وألا يكون عليه جنحة أو جناية مخلة بالشرف. واستكمل «الجمل»: والمادة الأخرى تخص شرط القاعدة الجماهيرية وأن يزكيه 20 عضواً من مجلس النواب أو أن يجمع 25 ألف توقيع ممن يحق لهم الترشح من 15 محافظة بحد أدنى ألف صوت من كل محافظة. يذكر أن الفريق شفيق قد خاض انتخابات الرئاسة ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، واستطاع أن يحصد 12 مليوناً و347 ألفاً و380 صوتاً بنسبة 48٫27 في المئة، ولكنه غادر البلاد تخوفاً من ملاحقة نظام الإخوان له بعد اتهامه فى قضايا فساد وإهدار المال العام فى قضية أرض الطيارين والتى تم تبرئته فيها بعد سقوط نظام مرسى، وخرج شفيق منذ أيام قليلة على رويترز ليعلن ترشحه للرئاسة من دولة الامارات التى اتهمها فيما بعد بمنعه من السفر حتى لا يقدر على الترشح عن طريق فيديو بثته قناة الجزيرة، وهو ما استنكرته الخارجية الإماراتية.